[التين : 2] وَطُورِ سِينِينَ
2 - (وطور سينين) الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى ومعنى سينين المبارك أو الحسن بالأشجار المثمرة
وقوله :" وطور سينين "اختلف أهل التأويل في تاويله ، فقال بعضهم : هو جبل موسى بن عران صلوات الله وسلامه عليه ومسجده .
ذكر من قال ذلك .
حدثنا بشار ، قال : ثنا معاذ بن هشام ، قال : ثني أبي ، عن قتادة ، عن قزعة ، قال : قلت لأبن عمر : إني أريد أن آتي بيت المقدس :" وطور سينين "فقال : لا تأت طور سنين ، ما تريدون أن تدعوا أثر نبي وطئتموه . قال قتادة :" وطور سينين ": مسجد موسى صلى الله عليه وسلم .
حدثنا ابن بشار ، قال: ثنا روح ، قال :ثنا عوف ، عن الحسن ، قوله :" وطور سينين "قال : جبل موسى .
قال : ثنا عوف عن يزيد أبي عبد الله ، عن كعب ، في قوله :" وطور سينين " قال : جبل موسى صلى الله عليه وسلم .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس :" وطور سينين "قال : هو الطور .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : :" وطور سينين " قال : مسجد الطور .
وقال آخرون : الطور : هو كل جبل ينبت . وقوله " سينين " : حسن .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا عمران بن موسى القزاز ، قال : ثنا عبد الوارث بن سعيد ، قال :ثنا عارة ، عن عكرمة ، في قوله :" وطور سينين " قال : هو الحسن ، وهي لغة الحبشة ، يقولون للشيء الحسن : سينا سينا .
حدثا يعقوب بن إبراهيم ، قل : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال : سئل عكرمة ، عن ابن عباس قوله :" وطور سينين "قال : طور : جبل ، وسينين : حسن بالحبشية .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الصباح بن محارب ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : صليت خلف عر بن الخطاب رضي الله عنه المغرب ، فقرأ في أول ركعة : " والتين والزيتون * وطور سينين " قال : جبل .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا المعتمر ، قال : سمعت الحكم يحدث ، عن عكرمة :" وطور سينين "قال : سواء علي نبات السهل والجبل .
حدثنا بن بشار ، قال :ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد :" وطور سينين "قال : الجبل .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، :" وطور سينين ": جبل .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " وطور سينين " الجبل .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن النضر ، عن النضر ، عن عكرمة ، قال : الطور : الجبل ، والسنين : الحسن ، كما ينبت في السهل ، كذلك ينبت في الجبل .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن عمر ، عن الكلبي ، أما ( طور سينين ) فهو الجبل ذو الشجر .
وقال آخرون : هو الجبل ، وقالوا : سينين : مبارك حسن .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد (وطور ) : الجبل و(سينين )قال : المبارك .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة :" وطور سينين " قال : جبل ممبارك بالشام .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة :" وطور سينين " قال جبل بالشام ، مبارك حسن .
وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال : طور سينين : جبل معروف ، لأن الطور هو الجبل ذو النبات ، فإضافته إلى سينين تعريف له ، ولو كان نعتاً للطور، كما قال من قال معناه : حسن أو مبارك ، لكان الطور منوناً ، وذلك أن الشيء لا يضاف إلى نعته ، لغير علة تدعو إلى ذلك .
قوله تعالى:" وطور سينين "
روى ابن أبي نجيح عن مجاهد (وطور)قال: جبل. (سنين)قال: مبارك (بالسريانية). وعن عكرمة عن ابن عباس قال: (طور)جبل، و(سنين) حسن. وقال قتادة: سينين هو المبارك الحسن. وعن عكرمة قال: الجبل الذي نادى الله جل ثناؤه منه موسى عليه السلام. وقال مقاتل والكلبي: (سنين) كل جبل فيه شجر مثمر، فهو سنين وسيناء، بلغة النبط. وعن عمرو بن ميمون قال: صليت مع عمر بن الخطاب العشاء قراءة عبد الله. ورفع صوته تعظيماً للبيت. وقرأ في الركعة الثانية:"ألم تر كيف فعل ربك" [الفيل:1]و"لإيلاف قريش"[قريش:1] جمع بينهما. ذكره ابن الأنباري. النحاس: وفي قراءة عبد الله (سيناء)(بكسر السين)، وفي حديث عمروبن ميمون عن عمر (بفتح السين). وقال الأخفش : (طور) جبل. و(سنين)شجر، واحدته سينينية، وقال أبو علي:(سينين)فعليل، فكررت اللام التي هي نون فيه، كما كررت في زحليل: للمكان الزلق، وكرديدة: للقطعة من التمر، وخنذيذ: للطويل. ولم ينصرف (سنين)كما لم ينصرف سيناء، لأنه جعل اسماً لبقعة أو أرض، ولوجعل اسماً للمكان أو للمنزل أو اسم مذكر لانصرف، لأنك سميت مذكراً بمذكر. وإنما أقسم بهذا الجبل لأنه بالشام والأرض المقدسة، وقد بارك الله فيهما، كما قال:
" إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" [الأسراء:1].

اختلف المفسرون ههنا على أقوال كثيرة فقيل المراد بالتين مسجد دمشق, وقيل: هي نفسها, وقيل الجبل الذي عندها, وقال القرطبي : هو مسجد أصحاب الكهف, وروى العوفي عن ابن عباس أنه مسجد نوح الذي على الجودي, وقال مجاهد : هو تينكم هذا "والزيتون" قال كعب الأحبار وقتادة وابن زيد وغيرهم: هو مسجد بيت المقدس. وقال مجاهد وعكرمة : هو هذا الزيتون الذي تعصرون "وطور سينين" قال كعب الأحبار وغير واحد: هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام, "وهذا البلد الأمين" يعني مكة, قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة والحسن وإبراهيم النخعي وابن زيد وكعب الأحبار ولا خلاف في ذلك, وقال بعض الأئمة: هذه محال ثلاثة بعث الله في كل واحد منها نبياً مرسلاً من أولي العزم أصحاب الشرائع الكبار:
(فالأول) محلة التين والزيتون وهي بيت المقدس التي بعث الله فيها عيسى ابن مريم عليه السلام. (والثاني) طور سينين, وهو طور سيناء الذي كلم الله عليه موسى بن عمران. (والثالث) مكة, وهو البلد الأمين الذي من دخله كان آمناً, وهو الذي أرسل فيه محمداً صلى الله عليه وسلم, قالوا: وفي آخر التوراة ذكر هذه الأماكن الثلاثة: جاء الله من طور سيناء ـ يعني الذي كلم الله عليه موسى بن عمران ـ وأشرق من ساعير ـ يعني جبل بيت المقدس الذي بعث الله منه عيسى ـ واستعلن من جبال فاران ـ يعني جبال مكة التي أرسل الله منها محمداً صلى الله عليه وسلم فذكرهم مخبراً عنهم على الترتيب الوجودي بحسب ترتيبهم في الزمان, ولهذا أقسم بالأشرف ثم الأشرف منه ثم بالأشرف منهما.
وقوله تعالى: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" هذا هو المقسم عليه, وهو أنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل منتصب القامة سوي الأعضاء حسنها "ثم رددناه أسفل سافلين" أي إلى النار, قاله مجاهد وأبو العالية والحسن وابن زيد وغيرهم, ثم بعد هذا الحسن والنضارة مصيرهم إلى النار إن لم يطع الله ويتبع الرسل لهذا قال: "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات" وقال بعضهم "ثم رددناه أسفل سافلين" أي إلى أرذل العمر, وروي هذا عن ابن عباس وعكرمة حتى قال عكرمة : من جمع القرآن لم يرد إلى أرذل العمر, واختار ذلك ابن جرير , ولو كان هذا هو المراد لما حسن استثناء المؤمنين من ذلك لأن الهرم قد يصيب بعضهم, وإنما المراد ما ذكرناه كقوله تعالى: " والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " وقوله: "فلهم أجر غير ممنون" أي غير مقطوع كما تقدم.
ثم قال: "فما يكذبك" أي يا ابن آدم "بعد بالدين" أي بالجزاء في المعاد, ولقد علمت البداءة وعرفت أن من قدر على البداءة فهو قادر على الرجعة بطريق الأولى, فأي شيء يحملك على التكذيب بالمعاد وقد عرفت هذا ؟ قال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصور قال: قلت لمجاهد "فما يكذبك بعد بالدين" عنى به النبي صلى الله عليه وسلم قال: معاذ الله, عنى به الإنسان وهكذا قال عكرمة وغيره. وقوله تعالى: "أليس الله بأحكم الحاكمين" أي أما هو أحكم الحاكمين الذي لا يجور ولا يظلم أحداً, ومن عدله أن يقيم القيامة فينتصف للمظلوم في الدنيا ممن ظلمه. وقد قدمنا في حديث أبي هريرة مرفوعاً "فإذا قرأ أحدكم والتين والزيتون فأتى على آخرها "أليس الله بأحكم الحاكمين" فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين" آخر تفسير سورة التين والزيتون ولله الحمد والمنة.
2- "وطور سينين" هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى اسمه الطور، ومعنى سنين: المبارك الحسن بلغة الحبشة قاله قتادة: وقال مجاهد: هو المبارك بالسريانية. وقال مجاهد والكلبي: سينين كل جبل فيه شجر مثمر فهو سينين وسيناء لأنه جعل اسماً للبقعة، وإنما أقسم بهذا الجبل لأنه بالشام، وهي الأرض المقدسة كما في قوله "إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" وأعظم بركة حلت به ووقعت عليه تكليم الله لموسى عليه. قرأ الجمهور سينين بكسر السين، وقرأ ابن إسحاق وعمرو بن ميمون وأبو رجاء بفتحها، وهي لغة بكر وتميم. وقرأ عمر بن الخطاب وابن مسعود والحسن وطلحة سيناء بالكسر والمد.
2- " وطور سينين "، يعني الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام، وذكرنا معناه عند قوله: "وشجرة تخرج من طور سيناء" (المؤمنون- 20).
2-" وطور سينين " يعني الجبل الذي ناجى عليه موسى عليه الصلاة والسلام ربه و " سينين " و " سيناء " اسمان للموضع الذي هو فيه .
2. By Mount Sinai,
2 - And the Mount of Sinai,