[الشرح : 7] فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ
7 - (فإذا فرغت) من الصلاة (فانصب) اتعب في الدعاء
وقوله : " فإذا فرغت فانصب " اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك ، فقال بعضهم : معناه : فإذا فرغت من صلاتك ، فانصب إلى ربك في الدعاء ، وسله حاجاتك .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ،قال :ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله " فإذا فرغت فانصب " يقول : في الدعاء .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس " فإذا فرغت فانصب " يقول : فإذا فرغت ما فرض عليك الصلاة فسل الله ، وارغب إليه ، وانصب له .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال ثنا الحسن ، قال ثنا ورقاء جيمعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : " فإذا فرغت فانصب " قال : إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك إلى ربك .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله " فإذا فرغت فانصب " يقول : من الصلاة المكتوبة قبل أن تسلم ، فانصب .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب " قال : أمره إذا فرغب قال : امره إذا فرغ من صلاته أن يبالغ في دعائه .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله فإذا فرغت من صلاتك " فانصب " في الدعاء .
وقال آخرون : بل معنى ذلك " فإذا فرغت " من جهاد عدوك " فانصب " في عبادة ربك .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : قال الحسن في قوله " فإذا فرغت فانصب " قال : أمره إذا فرغ من غزوه ، أن يجتهد في الدعاء والعبادة .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ابن زيد ، في قوله " فإذا فرغت فانصب " قال عن أبيه : فإذا فرغت من الجهاد ، جهاد العرب ، وانقطع جهادهم ، فانصب بعبادة الله " وإلى ربك فارغب " .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : فإذا فرغت من أمر دنياك ، فانصب في عبادة ربك .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد " فإذا فرغت فانصب " قال : إذا فرغت من أمر الدنيا فانصب ، قال : فصل .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد " فإذا فرغت فانصب " قال : إذا فرغت من أمر دنياك فانصب ، فصل .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قوله " فإذا فرغت " قال : إذا فرغ من أمر الدنيا ، وقمت إللى الصلاة ، فجعل رغبتك ونيتك له .
وأولى لأقوال في ذلك بالصواب ، قول من قال : إن الله تعالى ذكره ، أر ننبيه أن يجعل فراغه من كل ما كان به مشتغلاً ، نم أمر دنياه وآخرته ، ولم يخصص بذلك حالاً من أحوال فراغه دون حال ، فسواء كان أحوال فراغه ، من صلاة كان فرافه ، أو جهاد ، أو أممر دنيا كان به شتغلاً ، لعموم الشرط في ذلك ، من غير خصوص حال فراغ ، دون حال أخرى .
قوله تعالى:" فإذا فرغت" قال ابن عباس وقتادة: فإذا فرغت من صلاتك "فانصب" أي بالغ في الدعاء وسله حاجتك. وقال ابن مسعود: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل. وقال الكلبي : إذا فرغت من تبليغ الرسالة (فانصب)أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقال الحسن وقتادة أيضاً: إذا فرغت من جهاد عدوك، فانصب لعبادة ربك. وعن مجاهد: (فإذا فرغت) من دنياك، (فانصب) في صلاتك. ونحوه عن الحسن. وقال الجنيد: إذا فرغت من أمر الخلق، فاجتهد في عبادة الحق. قال ابن العربي: (ومن المبتدعة من قرأ هذه الآية (فانصب)بكسر الصاد، والهمز من أوله، وقالوا: معناه أنصب الإمام الذي تستخلفه. وهذا باطل في القراءة، باطل في المعنى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستخلف أحداً. وقرأها بعض: الجهال (فانصب) بتشديد الباء، معناه: إذا فرغت من الجهاد، فجد في الرجوع إلى بلدك. وهذا باطل أيضاً قراءة، لمحافظة الإجماع، لكن معناه صحيح، لقوله صلى الله عليه وسلم:
"(السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته، فليعجل الرجوع إلى أهله)". وأشد الناس عذاباً وأسوأهم مباس ومآبا، من أخذ معنى صحيحاً، فركب عليه من قبل نفسه قراءة أو حديثاً، فيكون كاذباً على الله، كاذباً على رسوله، ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً.
يقول تعالى: "ألم نشرح لك صدرك" يعني أما شرحنا لك صدرك أي نورناه وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً كقوله: "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحاً واسعاً سمحاً سهلاً لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق وقيل: المراد بقوله: "ألم نشرح لك صدرك" شرح صدره ليلة الإسراء كما تقدم من رواية مالك بن صعصعة , وقد أورده الترمذي ههنا, وهذا وإن كان واقعاً ليلة الإسراء كما رواه مالك بن صعصعة , ولكن لا منافاة فإن من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء وما نشأ عنه من الشرح المعنوي أيضاً, فالله أعلم.
قال عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز , حدثنا يونس بن محمد , حدثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب , حدثني أبو محمد بن معاذ عن معاذ عن محمد عن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئاً على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره فقال: " يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة ؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً وقال لقد سألت يا أبا هريرة , إني لفي الصحراء ابن عشر سنين وأشهر وإذا بكلام فوق رأسي وإذا رجل يقول لرجل أهو هو ؟ قال نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها قط وأرواح لم أجدها من خلق قط, وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلي يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأحدهما مساً, فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه فأضجعاني بلا قصر ولا هصر, فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع, فقال له: أخرج الغل والحسد, فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها, فقال له أدخل الرأفة والرحمة فإذا مثل الذي أخرج شبه الفضة ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: أغد واسلم, فرجعت بها أعدو رقة على الصغير ورحمة للكبير".
وقوله تعالى: "ووضعنا عنك وزرك" بمعنى "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" "الذي أنقض ظهرك" الإنقاض الصوت, وقال غير واحد من السلف في قوله: "الذي أنقض ظهرك" أي أثقلك حمله, وقوله تعالى: "ورفعنا لك ذكرك" قال مجاهد : لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله, وقال قتادة : رفع الله ذكره في الدنيا والاخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وقال ابن جرير : حدثني يونس , أخبرنا ابن وهب , أخبرنا عمرو بن الحارث عن دراج , عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتاني جبريل فقال: إن ربي وربك يقول كيف رفعت ذكرك ؟ قال: الله أعلم, قال: إذا ذكرت ذكرت معي" وكذا رواه ابن أبي حاتم عن يونس عن عبد الأعلى به. ورواه أبو يعلى من طريق ابن لهيعة عن دراج . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا أبو عمر الحوضي , حدثنا حماد بن زيد , حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله, قلت قد كان قبلي أنبياء منهم من سخرت له الريح ومنهم من يحيي الموتى, قال: يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويتك ؟ قلت: بلى يا رب, قال: ألم أجدك ضالاً فهديتك ؟ قلت: بلى يا رب, قال: ألم أجدك عائلاً فأغنيتك ؟ قلت: بلى يا رب, قال ألم أشرح لك صدرك ؟ ألم أرفع لك ذكرك ؟ قلت: بلى يا رب" وقال أبو نعيم في دلائل النبوة: حدثنا أبو أحمد الغطريفي , حدثنا موسى بن سهل الجويني , حدثنا أحمد بن القاسم بن بهزان الهيتي : حدثنا نصر بن حماد عن عثمان بن عطاء عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما فرغت مما أمرني الله به من أمر السموات والأرض قلت يا رب إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كرمته جعلت إبراهيم خليلاً وموسى كليماً, وسخرت لداود الجبال, ولسليمان الريح والشياطين, وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي ؟ قال أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله أني لا أذكر إلا ذكرت معي وجعلت صدور أمتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهراً ولم أعطها أمة, وأعطيتك كنزاً من كنوز عرشي لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" وحكى البغوي عن ابن عباس ومجاهد أن المراد بذلك الأذان يعني ذكره فيه وأورد من شعر حسان بن ثابت :
أغر عليه للنبوة خاتم من الله من نور يلوح ويشهد
شهدوضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
وقال آخرون: رفع الله ذكره في الأولين والاخرين ونوه به حين أخذ الميثاق على جميع النبيين أن يؤمنوا به, وأن يأمروا أممهم بالإيمان به, ثم شهد ذكره في أمته فلا يذكر الله إلا ذكر معه, وما أحسن ما قال الصرصري رحمه الله:
‌لا يصح الأذان في الفرض إلا باسمه العذب في الفم المر
وقال أيضاً:
ألم تر أنا لا يصح أذاننا ولا فرضنا إن لم نكرره فيهما
وقوله تعالى: "فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً" أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر ثم أكد هذا الخبر. قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا محمود بن غيلان , حدثنا حميد بن حماد بن أبي خوار أبو الجهم , حدثنا عائذ بن شريح قال: سمعت أنس بن مالك يقول "كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً وحياله حجر, فقال: لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه" فأنزل الله عز وجل: "فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً" ورواه أبو بكر البزار في مسنده عن محمد بن معمر , عن حميد بن حماد ولفظه: " لو جاء العسر حتى يدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يخرجه" ثم قال: "فإن مع العسر يسراً" ثم قال البزار : لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح .
(قلت) وقد قال فيه أبو حاتم الرازي : في حديثه ضعف, ولكن رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن رجل عن عبد الله بن مسعود موقوفاً . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح , حدثنا أبو قطن , حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين.
وقال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى , حدثنا ابن ثور عن معمر عن الحسن , قال: " خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً مسروراً فرحاً وهو يضحك وهو يقول: لن يغلب عسر يسرين, لن يغلب عسر يسرين, فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً" وكذا رواه من حديث عوف الأعرابي ويونس بن عبيد عن الحسن مرسلاً. وقال سعيد عن قتادة : ذكر لنا " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أصحبه بهذه الاية فقال: لن يغلب عسر يسرين" ومعنى هذا أن العسر معرف في الحالتين فهو مفرد واليسر منكر, فتعدد ولهذا قال: "لن يغلب عسر يسرين" يعني قوله: "فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً" فالعسر الأول عين الثاني واليسر تعدد. وقال الحسن بن سفيان : حدثنا يزيد بن صالح , حدثنا خارجة عن عباد بن كثير عن أبي الزناد عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نزلت المعونة من السماء على قدر المؤونة, ونزل الصبر على قدر المصيبة" ومما يروى عن الشافعي أنه قال:
صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا
وقال ابن دريد : أنشدني أبو حاتم السجستاني :
إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيب
وأوطأت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر وجها ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب
وقال آخر:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج
وقوله تعالى: "فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب" أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة وقم إليها نشيطاً فارغ البال وأخلص لربك النية والرغبة, ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: "لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان" وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدأوا بالعشاء" قال مجاهد في هذه الاية: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فانصب لربك, وفي رواية عنه: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك, وعن ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل, وعن ابن عياض نحوه, وفي رواية عن ابن مسعود : "فانصب * وإلى ربك فارغب" بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : فإذا فرغت فانصب, يعني في الدعاء, وقال زيد بن أسلم والضحاك : "فإذا فرغت" أي من الجهاد "فانصب" أي في العبادة "وإلى ربك فارغب" وقال الثوري : اجعل نيتك ورغبتك إلى الله عز وجل. آخر تفسير سورة ألم نشرح, ولله الحمد والمنة.
7- "فإذا فرغت فانصب" أي إذا فرغت من صلاتك، أو من التبليغ، أو من الغزو فانصب: أي فاجتهد في الدعاء واطلب من الله حاجتك، أو فانصب في العبادة، والنصب التعب، يقال نصب ينصب نصباً: أي تعب. قال قتادة والضحاك ومقاتل والكلبي: إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك، وكذا قال مجاهد. قال الشعبي: إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب: أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات. وقال الحسن وقتادة: إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربك. وقال مجاهد أيضاً: إذا فرغت من دنياك فانصب في صلاتك.
7- "فإذا فرغت فانصب"، أي فاتعب، والنصب: التعب، قال ابن عباس، وقتادة، والضحاك، ومقاتل، والكلبي: فإذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك.
وروى عبد الوهاب عن مجاهد عن أبيه قال: إذا صليت فاجتهد في الدعاء والمسألة.
وقال ابن مسعود: إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل.
وقال الشعبي: إذا فرغت من التشهد فادع لدنياك وآخرتك.
وقال الحسن وزيد بن أسلم: إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب في عبادة ربك.
وقال منصور عن مجاهد: إذا فرغت من أمر الدنيا فانصب في عبادة ربك وصل.
وقال حيان عن الكلبي: إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب، أي: استغفر لذنبك وللمؤمنين.
7-" فإذا فرغت " من التبليغ " فانصب " فاتعب في العبادة شكراً لما عددنا عليك من النعم السالفة ووعدناك من النعم الآتية . وقيل إذا فرغت من الغزو فانصب في العبادة ، أو " فإذا فرغت " من الصلاة فانصب بالدعاء .
7. So when thou art relieved, still toil
7 - Therefore, when thou art free (from thine immediate task), still labour hard,