[الشرح : 4] وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ
4 - (ورفعنا لك ذكرك) بأن تذكر مع ذكري في الأذان والإقامة والتشهد والخطبة وغيرها
وقوله : " ورفعنا لك ذكرك " يقول : ورفعنا لك ذكرك ، فلا أذكر إلا ذكرت معي ، وذلك قول : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب و عمر بن مالك ، قالا : ثنا سفيان بن عيينة ، عن ابن نجيح ، عن مجاهد " ورفعنا لك ذكرك " قال : لا أذكر إلا ذكرت معي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله " ورفعنا لك ذكرك " قال النبي صلى الله عليه وسلم : ابدءوا بالعبودة وثنوا بالرسالة . فقلت لمعمر : قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده فهو العبودة ورسوله أن تقول : عبده ورسوله .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة " ورفعنا لك ذكرك " رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة ، فليس خطيب ، ولا متشهد ، ولا صاحب صلاة ، إلا ينادي بها ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرنا عمرو بن الحارث ، عن دارج ، عن ابي الهيثم ، عن ابي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " أتاني جبريل فقال : إن ربي وربك يقول : كيف رفعت لك ذكرك ؟ قال : الله أعلم ، قال : إذا ذكرت ذكرت معي " .
قوله تعالى:" ورفعنا لك ذكرك"
قال مجاهد: يعني بالتأذين. وفيه يقول حسان بن ثابت:
أغر عليه للنبوة خاتم من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وروي عن الضحاك عن ابن عباس، قال: يقول له لا ذكرت إلا دكرت معي في الأذان، والإقامة والتشهد، ويوم الجمعة على المنابر، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عرفة، وعند الجمار، وعلى الصفا والمروة، وفي خطبة النكاح، وفي مشارق الأرض ومغاربها. ولو أن رجلاً عبد الله جل ثناؤه، وصدق بالجنة والنار وكل شيء ولم يشهد أن محمد رسول الله، لم ينتفع بشيء وكان كافراً. وقيل: أي أعلينا ذكرك، فذكرناك في الكتب المنزلة على الأنبياء قبلك، وأمرناهم بالبشارة بك، ولا دين إلا ودينك يظهر عليه. وقيل: رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء، وفي الأرض عند المؤمنين، ونرفع في الآخرة ذكرك بما نعطيك من المقام المحمود، وكرائم الدرجات.

يقول تعالى: "ألم نشرح لك صدرك" يعني أما شرحنا لك صدرك أي نورناه وجعلناه فسيحاً رحيباً واسعاً كقوله: "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" وكما شرح الله صدره كذلك جعل شرعه فسيحاً واسعاً سمحاً سهلاً لا حرج فيه ولا إصر ولا ضيق وقيل: المراد بقوله: "ألم نشرح لك صدرك" شرح صدره ليلة الإسراء كما تقدم من رواية مالك بن صعصعة , وقد أورده الترمذي ههنا, وهذا وإن كان واقعاً ليلة الإسراء كما رواه مالك بن صعصعة , ولكن لا منافاة فإن من جملة شرح صدره الذي فعل بصدره ليلة الإسراء وما نشأ عنه من الشرح المعنوي أيضاً, فالله أعلم.
قال عبد الله بن الإمام أحمد : حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز , حدثنا يونس بن محمد , حدثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب , حدثني أبو محمد بن معاذ عن معاذ عن محمد عن أبي بن كعب أن أبا هريرة كان جريئاً على أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره فقال: " يا رسول الله ما أول ما رأيت من أمر النبوة ؟ فاستوى رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً وقال لقد سألت يا أبا هريرة , إني لفي الصحراء ابن عشر سنين وأشهر وإذا بكلام فوق رأسي وإذا رجل يقول لرجل أهو هو ؟ قال نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها قط وأرواح لم أجدها من خلق قط, وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلي يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأحدهما مساً, فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه فأضجعاني بلا قصر ولا هصر, فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع, فقال له: أخرج الغل والحسد, فأخرج شيئاً كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها, فقال له أدخل الرأفة والرحمة فإذا مثل الذي أخرج شبه الفضة ثم هز إبهام رجلي اليمنى فقال: أغد واسلم, فرجعت بها أعدو رقة على الصغير ورحمة للكبير".
وقوله تعالى: "ووضعنا عنك وزرك" بمعنى "ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" "الذي أنقض ظهرك" الإنقاض الصوت, وقال غير واحد من السلف في قوله: "الذي أنقض ظهرك" أي أثقلك حمله, وقوله تعالى: "ورفعنا لك ذكرك" قال مجاهد : لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله, وقال قتادة : رفع الله ذكره في الدنيا والاخرة فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي بها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. وقال ابن جرير : حدثني يونس , أخبرنا ابن وهب , أخبرنا عمرو بن الحارث عن دراج , عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أتاني جبريل فقال: إن ربي وربك يقول كيف رفعت ذكرك ؟ قال: الله أعلم, قال: إذا ذكرت ذكرت معي" وكذا رواه ابن أبي حاتم عن يونس عن عبد الأعلى به. ورواه أبو يعلى من طريق ابن لهيعة عن دراج . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا أبو عمر الحوضي , حدثنا حماد بن زيد , حدثنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت ربي مسألة وددت أني لم أسأله, قلت قد كان قبلي أنبياء منهم من سخرت له الريح ومنهم من يحيي الموتى, قال: يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويتك ؟ قلت: بلى يا رب, قال: ألم أجدك ضالاً فهديتك ؟ قلت: بلى يا رب, قال: ألم أجدك عائلاً فأغنيتك ؟ قلت: بلى يا رب, قال ألم أشرح لك صدرك ؟ ألم أرفع لك ذكرك ؟ قلت: بلى يا رب" وقال أبو نعيم في دلائل النبوة: حدثنا أبو أحمد الغطريفي , حدثنا موسى بن سهل الجويني , حدثنا أحمد بن القاسم بن بهزان الهيتي : حدثنا نصر بن حماد عن عثمان بن عطاء عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما فرغت مما أمرني الله به من أمر السموات والأرض قلت يا رب إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد كرمته جعلت إبراهيم خليلاً وموسى كليماً, وسخرت لداود الجبال, ولسليمان الريح والشياطين, وأحييت لعيسى الموتى فما جعلت لي ؟ قال أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كله أني لا أذكر إلا ذكرت معي وجعلت صدور أمتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهراً ولم أعطها أمة, وأعطيتك كنزاً من كنوز عرشي لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" وحكى البغوي عن ابن عباس ومجاهد أن المراد بذلك الأذان يعني ذكره فيه وأورد من شعر حسان بن ثابت :
أغر عليه للنبوة خاتم من الله من نور يلوح ويشهد
شهدوضم الإله اسم النبي إلى اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
وقال آخرون: رفع الله ذكره في الأولين والاخرين ونوه به حين أخذ الميثاق على جميع النبيين أن يؤمنوا به, وأن يأمروا أممهم بالإيمان به, ثم شهد ذكره في أمته فلا يذكر الله إلا ذكر معه, وما أحسن ما قال الصرصري رحمه الله:
‌لا يصح الأذان في الفرض إلا باسمه العذب في الفم المر
وقال أيضاً:
ألم تر أنا لا يصح أذاننا ولا فرضنا إن لم نكرره فيهما
وقوله تعالى: "فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً" أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر ثم أكد هذا الخبر. قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا محمود بن غيلان , حدثنا حميد بن حماد بن أبي خوار أبو الجهم , حدثنا عائذ بن شريح قال: سمعت أنس بن مالك يقول "كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً وحياله حجر, فقال: لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه" فأنزل الله عز وجل: "فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً" ورواه أبو بكر البزار في مسنده عن محمد بن معمر , عن حميد بن حماد ولفظه: " لو جاء العسر حتى يدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يخرجه" ثم قال: "فإن مع العسر يسراً" ثم قال البزار : لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح .
(قلت) وقد قال فيه أبو حاتم الرازي : في حديثه ضعف, ولكن رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن رجل عن عبد الله بن مسعود موقوفاً . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح , حدثنا أبو قطن , حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال: كانوا يقولون لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين.
وقال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى , حدثنا ابن ثور عن معمر عن الحسن , قال: " خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً مسروراً فرحاً وهو يضحك وهو يقول: لن يغلب عسر يسرين, لن يغلب عسر يسرين, فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً" وكذا رواه من حديث عوف الأعرابي ويونس بن عبيد عن الحسن مرسلاً. وقال سعيد عن قتادة : ذكر لنا " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر أصحبه بهذه الاية فقال: لن يغلب عسر يسرين" ومعنى هذا أن العسر معرف في الحالتين فهو مفرد واليسر منكر, فتعدد ولهذا قال: "لن يغلب عسر يسرين" يعني قوله: "فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسراً" فالعسر الأول عين الثاني واليسر تعدد. وقال الحسن بن سفيان : حدثنا يزيد بن صالح , حدثنا خارجة عن عباد بن كثير عن أبي الزناد عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "نزلت المعونة من السماء على قدر المؤونة, ونزل الصبر على قدر المصيبة" ومما يروى عن الشافعي أنه قال:
صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا
وقال ابن دريد : أنشدني أبو حاتم السجستاني :
إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق لما به الصدر الرحيب
وأوطأت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنها الخطوب
ولم تر لانكشاف الضر وجها ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيب
وكل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج القريب
وقال آخر:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج
وقوله تعالى: "فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب" أي إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها فانصب إلى العبادة وقم إليها نشيطاً فارغ البال وأخلص لربك النية والرغبة, ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: "لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان" وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدأوا بالعشاء" قال مجاهد في هذه الاية: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فانصب لربك, وفي رواية عنه: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك, وعن ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل, وعن ابن عياض نحوه, وفي رواية عن ابن مسعود : "فانصب * وإلى ربك فارغب" بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : فإذا فرغت فانصب, يعني في الدعاء, وقال زيد بن أسلم والضحاك : "فإذا فرغت" أي من الجهاد "فانصب" أي في العبادة "وإلى ربك فارغب" وقال الثوري : اجعل نيتك ورغبتك إلى الله عز وجل. آخر تفسير سورة ألم نشرح, ولله الحمد والمنة.
ثم ذكر سبحانه منته عليه وكرامته فقال: 4- "ورفعنا لك ذكرك" قال الحسن: وذلك أن الله لا يذكر في موضع إلا ذكر معه صلى الله عليه وسلم. قال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي، فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمداً رسول الله. قال مجاهد: "ورفعنا لك ذكرك" يعني بالتأذين. وقيل المعنى: ذكرناك في الكتب المنزلة على الأنبياء قبله وأمرناهم بالبشارة به، وقيل رفعنا ذكرك عند الملائكة في السماء وعند المؤمنين في الأرض. والظاهر أن هذا الرفع لذكره الذي امتن الله به عليه يتناول جميع هذه الأمور، فكل واحد منها من أسباب رفع الذكر، وكذلك أمره بالصلاة والسلام عليه، وإخباره صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أن من صلى عليه واحدة صلى الله عليه بها عشراً، وأمر الله بطاعته كقوله: "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" وقوله: "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" وقوله: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " وغير ذلك. وبالجملة فقد ملأ ذكره الجليل السموات والأرضين، وجعل الله له من لسان الصدق والذكر الحسن والثناء الصالح ما لم يجعله لأحد من عباده "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم" الله صل وسلم عليه وعلى آله عدد ما صلى عليه المصلون بكل لسان في كل زمان، وما أحسن قول حسان:
أغــر عليــه للــنبـــوة خاتــم مــن الله مشهـور يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي مع اسمه إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق لــه من اســمه ليــجله فذو العرش محمـود وهذا محمــد
4- "ورفعنا لك ذكرك"، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن، حدثنا أبو بكر بن حبيب، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل، حدثنا صفوان يعني ابن صالح عبد الملك، حدثنا الوليد يعني بن مسلم، حدثني عبد الله بن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري "عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل جبريل عليه السلام عن هذه الآية "ورفعنا لك ذكرك"؟ قال : قال الله تعالى: إذا ذكرت ذكرت معي".
وعن الحسن قال: "ورفعنا لك ذكرك" إذا ذكرت ذكرت معي وقال عطاء عن ابن عباس: يريد الأذان والإقامة والتشهد والخطبة على المنابر، ولو أن عبداً عبد الله وصدقه في كل شيء ولم يشهد أن محمداً رسول الله لم ينتفع بشيء، وكان كافراً.
وقال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.
وقال الضحاك: لا تقبل صلاة إلا به ولا تجوز خطبة إلا به ولا تجوز خطبة إلا به. وقال مجاهد: ورفعنا لك ذكرك يعني بالتأذين.
وفيه يقول حسان بن ثابت:
ألم تر أن الله أرسل عبده ببرهانه، والله أعلى وأمجد
أغر، عليه للنبوة خاتم من الله مشهود يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي مع اسمه إذ قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود، وهذا محمد
وقيل: رفع الله ذكره بأخذ ميثاقه على النبيين وإلزامهم الإيمان به والإقرار بفضله.
ثم وعده اليسر والرخاء بعد الشدة، وذلك أنه كان بمكة في شدة.
4-" ورفعنا لك ذكرك " بالنبوة وغيرها ، وأي رفع مثل أن قرن اسمه باسمه تعالى في كلمتي الشهادة وجعل طاعته طاعته ، وصلى عليه في ملائكته وأمر المؤمنين بالصلاة عليه ، وخاطبه بالألقاب ، وإنما زاد " لك " ليكون إبهاماً قبل إيضاح فيفيد المبالغة .
4. And exalted thy fame?
4 - And raised high the esteem (in which) thou (art held)?