[الشمس : 12] إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا
12 - (إذ انبعث) أسرع (أشقاها) واسمه قدار إلى عقر الناقة برضاهم
وقوله : " إذ انبعث أشقاها " يقول : إذا ثار أشقى ثمود ، وهو قدار بن سالف .
كما حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثني الطفاوي عن هشام ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زمعة ، قال : " خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر في خطبته الناقة ، والذي عقرها ، فقال : إذ انبعث أشقاها : انبعث لها رجل عزيز عارم ، منيع في رهطه ، مثل أبي زمعة " .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : " إذ انبعث أشقاها " يعني أحيمر ثمود .
قوله تعالى:" إذ انبعث" أي نهض. " أشقاها" لعقر الناقة. واسمه قدار بن سالف. وقد مضى في (الأعراف) بيان هذا، وهل كان واحداً أو جماعة. وفي البخاري عن عبدالله بن زمعة:
"أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، وذكر الناقة والذي عقرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذ انبعث أشقاها" انبعث لها رجل عزيز عارم، منيع في رهطه، مثل أبي زمعة) " وذكر الحديث. خرجه مسلم أيضاً." وروى الضحاك عن علي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (( أتدري من أشقى الأولين) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (عاقر الناقة - قال - أتدري من أشقى الآخرين) قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (قاتلك) "
يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي, وقال محمد بن كعب : "بطغواها" أي بأجمعها, والأول أولى, قاله مجاهد وقتادة وغيرهما, فأعقبهم ذلك تكذيباً في قلوبهم بما جاءهم به رسولهم عليه الصلاة والسلام من الهدى واليقين "إذ انبعث أشقاها" أي أشقى القبيلة وهو قدار بن سالف عاقر الناقة, وهو أحيمر ثمود, وهو الذي قال الله تعالى: "فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر" الاية. وكان هذا الرجل عزيزاً فيهم شريفاً في قومه نسيباً رئيساً مطاعاً, كما قال الإمام أحمد : حدثنا ابن نمير , حدثنا هشام عن أبيه عن عبد الله بن زمعة قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال: "إذ انبعث أشقاها انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة" ورواه البخاري في التفسير و مسلم في صفة النار و الترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما, وكذا ابن جرير وابن أبي حاتم عن هشام بن عروة به. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة , حدثنا إبراهيم بن موسى , حدثنا عيسى بن يونس , حدثنا محمد بن إسحاق , حدثني يزيد بن محمد بن خثيم عن محمد بن كعب القرظي عن محمد بن خثيم أبي يزيد , عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : "ألا أحدثك بأشقى الناس ؟ قال: بلى. قال: رجلان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذا ـ يعني قرنه ـ حتى تبتل منه هذه" يعني لحيته.
وقوله تعالى: "فقال لهم رسول الله" يعني صالحاً عليه السلام "ناقة الله" أي احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء "وسقياها" أي لا تعتدوا عليها في سقياها فإن لها شرب يوم ولكم شرب يوم معلوم, قال الله تعالى: "فكذبوه فعقروها" أي كذبوه فيما جاءهم به فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آية لهم وحجة عليهم "فدمدم عليهم ربهم بذنبهم" أي غضب عليهم فدمر عليهم "فسواها" أي فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء قال قتادة : بلغنا أن أحيمر ثمود لم يعقر الناقة حتى بايعه صغيرهم وكبيرهم وأنثاهم, فلما اشترك القوم في عقرها دمدم الله عليهم بذنبهم فسواها. وقوله تعالى: "ولا يخاف" وقرىء فلا يخاف "عقباها" قال ابن عباس : لا يخاف الله من أحد تبعة, وكذا قال مجاهد والحسن وبكر بن عبد الله المزني وغيرهم, وقال الضحاك والسدي : "ولا يخاف عقباها" أي لم يخف الذي عقرها عاقبة ما صنع, والقول الأول أولى لدلالة السياق عليه والله أعلم. آخر تفسير سورة والشمس وضحاها, ولله الحمد والمنة.
13- " إذ انبعث أشقاها " العامل في الظرف كذبت، أو بطغواها: أي حين قام أشقى ثمود، وهو قدار بن سالف فعقر الناقة، ومعنى انبعث: انتدب لذلك وقام به، يقال بعثته على الأمر فانبعث له، وقد تقدم بيان هذا في الأعراف.
12- "إذ انبعث أشقاها"، أي قام، والانبعاث: هو الإسراع في الطاعة للباعث، أي: كذبوا بالعذاب، وكذبوا صالحاً لما انبعث أشقاها وهو: قدار بن سالف، وكان أشقر أزرق العينين قصيراً قام لعقر الناقة.
أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل أخبرنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، حدثنا هشام عن أبيه أنه أخبره عبد الله بن زمعة "أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذ انبعث أشقاها"، انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في أهله مثل أبي زمعة".
12-" إذ انبعث " حين قام ظرف لـ" كذبت " أو طغوى . " أشقاها " أشقى ثمود وهو قدار بن سالف ، أو هو من مالأه على قتل الناقة فإن أفعل التفضيل إذا أضفته صلح للواحد والجمع وفضل شقاوتهم لتوليهم العقر .
12. When the basest of them broke forth
12 - Behold, the most wicked man among them was deputed (for impiety).