[التوبة : 9] اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
9 - (اشتروا بآيات الله) القرآن (ثمناً قليلاً) من الدنيا أي تركوا اتباعها للشهوات والهوى (فصدوا عن سبيله) دينه (إنهم ساء) بئس (ما كانوا يعملون) عملهم هذا
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: ابتاع هؤلاء المشركون الذين أمركم الله، أيها المؤمنون، بقتلهم حيث وجدتموهم، بتركهم اتباع ما احتج الله به عليهم من حججه، يسيراً من العوض قليلاً من عرض الدنيا.
وذلك أنهم، فيما ذكر عنهم، كانوا نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكلة أطعمهموها أبو سفيان بن حرب.
حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: " اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا " قال: أبو سفيان بن حرب، أطعم حلفاءه، وترك حلفاء محمد صلى الله عليه وسلم.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله.
وأما قوله: " فصدوا عن سبيله "، فإن معناه: فمنعوا الناس من الدخول في الإسلام، وحاولوا رد المسلمين عن دينهم، " إنهم ساء ما كانوا يعملون "، يقول جل ثناؤه: إن هؤلاء المشركين الذين وصفت صفاتهم، ساء عملهم الذي كانوا يعملون، من اشترائهم الكفر بالإيمان، والضلالة بالهدى، وصدهم عن سبيل الله من آمن بالله ورسوله، أو من أراد أن يؤمن.
يعني المشركين في نقضهم العهود بأكلة أطعمهم إياها أبو سفيان، قاله مجاهد. وقيل: إنهم استبدلوا بالقرآن متاع الدنيا. "فصدوا عن سبيله" أي أعرضوا، من الصدود. أو منعوا عن سبيل الله، من الصدد.
يقول تعالى ذماً للمشركين وحثاً للمؤمنين على قتالهم "اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً" يعني أنهم اعتاضوا عن اتباع آيات الله بما التهوا به من أمور الدنيا الخسيسة "فصدوا عن سبيله" أي منعوا المؤمنين من اتباع الحق "إنهم ساء ما كانوا يعملون * لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة" تقدم تفسيره وكذا الاية التي بعدها "فإن تابوا وأقاموا الصلاة" إلى آخرها تقدمت. وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن المثنى, حدثنا يحيى بن أبي بكر, حدثنا أبو جعفر الرازي, حدثنا الربيع بن أنس قال: سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من فارق الدنيا على الإخلاص لله وعبادته لا يشرك به, وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض" وهو دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم, قبل هرج الأحاديث واختلاف الأهواء وتصديق ذلك في كتاب الله "فإن تابوا" يقول فإن خلعوا الأوثان وعبادتها "وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم" وقال في آية أخرى "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين" ثم قال البزار: آخر الحديث عندي والله أعلم فارقها وهو عنه راض وباقيه عندي من كلام الربيع بن أنس .
ثم وصفهم بقوله: 9- "اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً" أي استبدلوا بآيات القرآن التي من جملتها ما فيه الأمر بالوفاء بالعهود ثمناً قليلاً حقيراً، وهو ما آثروه من حطام الدنيا "فصدوا عن سبيله" أي فعدلوا وأعرضوا عن سبيل الحق، أو صرفوا غيرهم عنه.
9-" اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً "، وذلك أنهم نقضوا العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكلة أطعمهم إياها أبو سفيان. قال مجاهد : أطعم أبو سفيان حلفاءه، " فصدوا عن سبيله "، فمنعوا الناس من الدخول في دين الله. وقال ابن عباس رضي الله عنه: وذلك أن أهل الطائف أمدوهم بالأموال ليقووهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، " إنهم ساء " بئس " ما كانوا يعملون ".
8." اشتروا بآيات الله " استبدلوا بالقرآن . "ثمناً قليلاً" عرضاً يسيراً وهو اتباع الأهواء والشهوات ." فصدوا عن سبيله " دينه الموصل إليه ، أو سبيل بيته بحصر الحجاج العمار ،والفاء للدلالة على أن اشتراءهم أداهم إلى الصد . " إنهم ساء ما كانوا يعملون" عملهم هذا او ما دل عليه قوله.
9. They have purchased with the revelations of Allah a little gain, so they debar (men) from His way. Lo! evil is that which they are wont to do.
9 - The signs of God have they sold for a miserable price, and (many) have they hindered from his way: evil indeed are the deeds they have done.