[الفجر : 20] وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا
20 - (وتحبون المال حباً جماً) أي كثيرا فلا ينفقونه وفي قراءة بالفوقانية في الأفعال الأربعة
يعني تعالى ذكره بقوله " وتحبون المال حبا جما " وتحبون جمع المال أيها الناس واقتناءه حباً كثيراً شديداً ، من قولهم : قد جم الماء في الحوض : إذا اجمتمع ، ومنه قول زهير بن أبي سلمى :
فلما وردن الماء زرقاً جمامه وضعن عصي الحاضر المتخيم
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل :
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله " وتحبون المال حبا جما " يقول : شديداً .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي : قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس " وتحبون المال حبا جما " فيحبون كثرة المال .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم ، قال ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن أبن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " حبا جما " قال : الجم : الكثير .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " وتحبون المال حبا جما " : أي حباً شديداً .
حدثت عن الحسن ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال سمعت الضحاك يقول في قوله " حبا جما " يحبون كثرة المال .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن يزيد ، في قوله " وتحبون المال حبا جما " قال : الجم : الشديد .
قوله تعالى: " وتحبون المال حبا جما" أي كثيراً، حلاله وحرامه. والجم الكثير. يقال: جم الشيء يجم جموماً، فهو جم وجام. ومنه جم الماء في الحوض: إذا اجتمع وكثر. وقال الشاعر:
إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما
والجمة: المكان الذي يجتمع فيه ماؤه. والجموم: البئر الكثيرة الماء. والجموم (بالضم): المصدر، يقال: جم الماء يجم جموماً: إذا كثر في البئر واجتمع، بعد ما استقي ما فيها.
يقول تعالى منكراً على الإنسان في اعتقاده إذا وسع الله تعالى عليه في الرزق ليختبره في ذلك, فيعتقد أن ذلك من الله إكرام له وليس كذلك بل هو ابتلاء وامتحان كما قال تعالى: "أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون" وكذلك في الجانب الاخر إذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق يعتقد أن ذلك من الله إهانة له, كما قال الله تعالى: "كلا" أي ليس الأمر كما زعم لا في هذا ولا في هذا, فإن الله تعالى يعطي المال من يحب ومن لا يحب, ويضيق على من يحب ومن لا يحب, وإنما المدار في ذلك على طاعة الله في كل من الحالين: إذا كان غنياً بأن يشكر الله على ذلك وإذا كان فقيراً بأن يصبر, وقوله تعالى: "بل لا تكرمون اليتيم" فيه أمر بالإكرام له كما جاء في الحديث الذي رواه عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أبي أيوب عن يحيى بن أبي سليمان عن يزيد بن أبي عتاب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم "خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه, وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه ـ ثم قال بأصبعه ـ أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا".
وقال أبو داود : حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان , أخبرنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم , حدثني أبي عن سهل يعني ابن سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" وقرن بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام, "ولا تحاضون على طعام المسكين" يعني لا يأمرون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين ويحث بعضهم على بعض في ذلك "وتأكلون التراث" يعني الميراث "أكلاً لماً" أي من أي جهة حصل لهم ذلك من حلال أو حرام "وتحبون المال حباً جماً" أي كثيراً, زاد بعضهم فاحشاً.
20- "وتحبون المال حباً جماً" أي حباً كثيراً، والجم الكثير، يقال جم الماء في الحوض: إذا كثر واجتمع، والجمة: المكان الذي يجتمع فيه الماء.
20- "وتحبون المال حباً جماً"، أي كثيراً، يعني: تحبون جمع المال وتولعون به، يقال: جم الماء في الحوض، إذا كثر واجتمع.
20-" وتحبون المال حباً جماً " كثيراً مع حرص وشره ،وقرأ أبو عمرو و سهل و يعقوب لا يكرمون إلى ويحبون بالياء والباقون بالتاء .
20. And love wealth with abounding love.
20 - And ye love wealth with inordinate love!