[الغاشية : 7] لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوعٍ
7 - (لا يسمن ولا يغني من جوع)
وقوله : " لا يسمن ولا يغني من جوع " يقول : لا يسمن هذا الضريع يوم القيامة أكلته من أهل النار ولا يغني من جوع : يقول : ولا يشبعهم من جوع يصيبهم .
قوله تعالى:" لا يسمن ولا يغني من جوع" يعني الضريع لا يسمن آكله. وكيف يسمن من يأكل الشوك! قال المفسرون: لما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن إبلنا لتسمن بالضريع، فنزلت:" لا يسمن ولا يغني من جوع". وكذبوا، فإن الإبل إنما ترعاه رطباً، فإذا يبس لم تأكله. وقيل : اشتبه عليهم أمرهم فظنوه كغيره من النبت النافع، لأن المضارعة المشابهة. فوجدوه لا يسمن ولا يغني من جوع.
الغاشية: من أسماء يوم القيامة. قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد لأنها تغشى الناس وتعمهم, وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا علي بن محمد الطنافسي , حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ "هل أتاك حديث الغاشية" فقام يستمع ويقول: "نعم قد جاءني" وقوله تعالى: "وجوه يومئذ خاشعة" أي ذليلة قاله قتادة , وقال ابن عباس : تخشع ولا ينفعها عملها. وقوله تعالى: "عاملة ناصبة" أي قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه وصليت يوم القيامة ناراً حامية. قال الحافظ أبو بكر البرقاني : حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي , حدثنا محمد بن إسحاق السراج , حدثنا هارون بن عبد الله , حدثنا سيار , حدثنا جعفر قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: مر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بدير راهب, قال فناداه يا راهب, فأشرف قال فجعل عمر ينظر إليه ويبكي, فقيل له: يا أمير المؤمنين ما يبكيك من هذا ؟ قال: ذكرت قول الله عز وجل في كتابه: "عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية" فذاك الذي أبكاني.
وقال البخاري : قال ابن عباس "عاملة ناصبة" النصارى, وعن عكرمة والسدي عاملة في الدنيا بالمعاصي وناصبة في النار بالعذاب والإهلاك, قال ابن عباس والحسن وقتادة "تصلى ناراً حامية" أي حارة شديدة الحر "تسقى من عين آنية" أي قد انتهى حرها وغليانها, قاله ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي . وقوله تعالى: "ليس لهم طعام إلا من ضريع" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : شجر من النار, وقال سعيد بن جبير : هو الزقوم, وعنه أنها الحجارة, وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو الجوزاء وقتادة : هو الشبرق, قال قتادة : قريش تسميه في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع, قال عكرمة : وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض. وقال البخاري : قال مجاهد : الضريع نبت يقال له الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم, وقال معمر عن قتادة "ليس لهم طعام إلا من ضريع" هو الشبرق إذا يبس سمي الضريع, وقال سعيد عن قتادة "ليس لهم طعام إلا من ضريع" من شر الطعام وأبشعه وأخبثه, وقوله تعالى: "لا يسمن ولا يغني من جوع" يعني لا يحصل به مقصود ولا يندفع به محذور.
ثم وصف سبحانه الضريع فقال: 7- "لا يسمن ولا يغني من جوع" أي لا يسمن الضريع آكله ولا يدفع عنه ما به من الجوع. قال المفسرون: لما نزلت هذه الآية. قال المشركون: إن إبلنا تسمن من الضريع، فنزلت "لا يسمن ولا يغني من جوع" وكذبوا في قولهم هذا، فإن الإبل لا تأكل الضريع ولا تقربه. وقيل اشتبه عليهم أمره فظنوه كغيره من النبات النافع.
قال المفسرون: فلما نزلت هذه الآية قال المشركون: إن إبلنا لتسمن على الضريع، وكذبوا في ذلك، فإن الإبل إنما ترعاه ما دام رطباً، وتسمى شبرقاً فإذا يبس لا يأكله شيء. فأنزل الله: 7- "لا يسمن ولا يغني من جوع".
7-" لا يسمن ولا يغني من جوع " والمقصود من الطعام أحد الأمرين .
7. Which doth not nourish nor release from hunger.
7 - Which will neither nourish nor satisfy hunger.