[الغاشية : 5] تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ
5 - (تسقى من عين آنية) شديدة الحرارة
وقوله : " تسقى من عين آنية " يقول : تسقى أصحاب هذه الوجوه من شراب عين قد أنى حرها فبلغ غايته في شدة الحر .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " تسقى من عين آنية " قال : هي التي قد أطال أنيها .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن عطية عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله " تسقى من عين آنية " قال : أنى طبخها منذ يوم خلق الله الدنيا .
حدثني به يعقوب مرة أخرى فقال : منذ يوم خلق الله السموات والأرض .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال ثنا الحسن ، قال ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله " من عين آنية " قال : قد بلغت إناها ، وحان شربها .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد عن قتادة ، قوله " تسقى من عين آنية " يقول : قد أنى طبخها منذ خلق الله السموات والأرض .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن الحسن ، في قوله " من عين آنية " قال : من عين أنى حرها ، يقول : قد بلغ حرها .
وقال بعضهم : عني بقوله " من عين آنية " منعين حاضرة .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله "تسقى من عين آنية " قال : آنية : حاضرة .
قوله تعالى:" تسقى من عين آنية"
الآني: الذي قد انتهى حره، من الإيناء، بمعنى التأخير. ومنه:
(آنيت وآذيت). وآناه إيناء، أي أخره وحبسه وأبطأه. ومنه "يطوفون بينها وبين حميم آن" [ الرحمن:44]. وفي التفاسير" من عين آنية" أي تناهى حرها، فلو وقعت نقطة منها على جبال الدنيا لذابت. وقال الحسن: (آنية) أي حرها أدرك، أوقدت عليها جهنم منذ خلقت، فدفعوا إليها ورداً عطاشا. وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: بلغت أناها، وحان شربها.
الغاشية: من أسماء يوم القيامة. قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد لأنها تغشى الناس وتعمهم, وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا علي بن محمد الطنافسي , حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ "هل أتاك حديث الغاشية" فقام يستمع ويقول: "نعم قد جاءني" وقوله تعالى: "وجوه يومئذ خاشعة" أي ذليلة قاله قتادة , وقال ابن عباس : تخشع ولا ينفعها عملها. وقوله تعالى: "عاملة ناصبة" أي قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه وصليت يوم القيامة ناراً حامية. قال الحافظ أبو بكر البرقاني : حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي , حدثنا محمد بن إسحاق السراج , حدثنا هارون بن عبد الله , حدثنا سيار , حدثنا جعفر قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: مر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بدير راهب, قال فناداه يا راهب, فأشرف قال فجعل عمر ينظر إليه ويبكي, فقيل له: يا أمير المؤمنين ما يبكيك من هذا ؟ قال: ذكرت قول الله عز وجل في كتابه: "عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية" فذاك الذي أبكاني.
وقال البخاري : قال ابن عباس "عاملة ناصبة" النصارى, وعن عكرمة والسدي عاملة في الدنيا بالمعاصي وناصبة في النار بالعذاب والإهلاك, قال ابن عباس والحسن وقتادة "تصلى ناراً حامية" أي حارة شديدة الحر "تسقى من عين آنية" أي قد انتهى حرها وغليانها, قاله ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي . وقوله تعالى: "ليس لهم طعام إلا من ضريع" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : شجر من النار, وقال سعيد بن جبير : هو الزقوم, وعنه أنها الحجارة, وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو الجوزاء وقتادة : هو الشبرق, قال قتادة : قريش تسميه في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع, قال عكرمة : وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض. وقال البخاري : قال مجاهد : الضريع نبت يقال له الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم, وقال معمر عن قتادة "ليس لهم طعام إلا من ضريع" هو الشبرق إذا يبس سمي الضريع, وقال سعيد عن قتادة "ليس لهم طعام إلا من ضريع" من شر الطعام وأبشعه وأخبثه, وقوله تعالى: "لا يسمن ولا يغني من جوع" يعني لا يحصل به مقصود ولا يندفع به محذور.
5- "تسقى من عين آنية" والمراد بالعين الآنية: المتناهية في الحر، والآني: الذي قد انتهى حره، من الإيناء بمعنى التأخر، يقال آناه يؤنيه إيناء: أي أخره وحبسه كما في قوله: "يطوفون بينها وبين حميم آن" قال الواحدي: قال المفسرون لو وقعت منها نطفة على جبال الدنيا لذابت.
5- "تسقى من عين آنية"، متناهية في الحرارة قد أوقدت عليها جهنم منذ خلقت، فدفعوا إليها ورداً عطاشاً. قال المفسرون: لو وقعت منها قطرة على جبال الدنيا لذابت. هذا شرابهم.
5-" تسقى من عين آنية " بلغت أناها في الحر .
5. Drinking from a boiling spring,
5 - The while they are given, to drink, of a boiling hot spring,