[الغاشية : 1] هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ
1 - (هل) قد (أتاك حديث الغاشية) القياوة لأنها تغشى الخلائق بأهوالها
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد " هل أتاك " يا محمد " حديث الغاشية " يعني : قصتها وخبرها .
واختلف أهل التأويل في معنى الغاشية ، فقال بعضهم : هي القيامة تغشى الناس بالأهوال .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثنى معاوية عن علي ، عن ابن عباس " الغاشية " من أسماء يوم القيامة عظمه الله ، وحذره عباده .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزد ،قال : ثنا سعيد عن قتادة ، قوله " هل أتاك حديث الغاشية " قال : الغاشية : الساعة .
حدثني محمد بن سعد : ثني ابي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله " هل أتاك حديث الغاشية " قال : الساعة .
وقال آخرون : بل الغاشية : النار تغشى وجوه الكفرة .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن يمان ، عن أشعث ، عن سعيد ، في قوله " هل أتاك حديث الغاشية "قال : غاشية النار .
والصواب من القول في ذلك ، أن يقال : إن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم " هل أتاك حديث الغاشية " ولم يخبرنا أنه عنى غلاشية القيامة ، ولا أنه عنى غاشية النار ، وكلتاهما غاشية ، هذه تغشى الناس بالبلاء والأهوال والكروب ، وهذه تغشى الكفار باللفح في الوجوه ، والشواظ والنحاس ، فلا قول في ذلك أصح من أن يقال كما قال جل ثناؤه ، ويعم الخبر بذلك كما عمه .
وهي مكية في قول الجميع ، وهي ست وعشرون آية .
قوله تعالى:" هل أتاك حديث الغاشية" (هل) بمعنى قد، كقوله: " هل أتى على الإنسان" [الإنسان:1]، قاله قطرب. أي قد جاءك يا محمد حديث الغاشية، أي القيامة التي تغشى الخلائق بأهوالها وأفزاعها، قاله أكثر المفسرين. وقال سعيد بن جبير ومحمد بن كعب: (الغاشية): النار تغشى وجوه الكفار، ورواه أبو صالح عن ابن عباس، ودليله قول تعالى: "وتغشى وجوههم النار" [ابراهيم :50] وقيل : تغشى الخلق. وقيل: المراد النفخة الثانية للبعث، لأنها تغشى الخلائق. وقيل:(الغاشية) أهل النار يغشونها، ويقتحمون فيها. وقيل: معنى (هل أتاك) أي هذا لم يكن من علمك، ولا من علم قومك. قال ابن عباس: لم يكن أتاه قبل ذلك على هذا التفصيل المذكور هاهنا. وقيل : إنها خرجت مخرج الاستفهام لرسوله، ومعناه إن لم يكن أتاك حديث الغاشية فقد أتاك، وهو معنى قول الكلبي.
تفسير سورة الغاشية
قد تقدم عن النعمان بن بشير " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بسبح اسم ربك الأعلى والغاشية في صلاة العيد ويوم الجمعة " وقال الإمام مالك عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير : بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة ؟ قال: هل أتاك حديث الغاشية. ورواه أبو داود عن القعنبي والنسائي عن قتيبة كلاهما عن مالك به, ورواه مسلم وابن ماجه من حديث سفيان بن عيينة عن ضمرة بن سعيد به.
بسم الله الرحمـن الرحيم
الغاشية: من أسماء يوم القيامة. قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد لأنها تغشى الناس وتعمهم, وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا علي بن محمد الطنافسي , حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ "هل أتاك حديث الغاشية" فقام يستمع ويقول: "نعم قد جاءني" وقوله تعالى: "وجوه يومئذ خاشعة" أي ذليلة قاله قتادة , وقال ابن عباس : تخشع ولا ينفعها عملها. وقوله تعالى: "عاملة ناصبة" أي قد عملت عملاً كثيراً ونصبت فيه وصليت يوم القيامة ناراً حامية. قال الحافظ أبو بكر البرقاني : حدثنا إبراهيم بن محمد المزكي , حدثنا محمد بن إسحاق السراج , حدثنا هارون بن عبد الله , حدثنا سيار , حدثنا جعفر قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: مر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه بدير راهب, قال فناداه يا راهب, فأشرف قال فجعل عمر ينظر إليه ويبكي, فقيل له: يا أمير المؤمنين ما يبكيك من هذا ؟ قال: ذكرت قول الله عز وجل في كتابه: "عاملة ناصبة * تصلى ناراً حامية" فذاك الذي أبكاني.
وقال البخاري : قال ابن عباس "عاملة ناصبة" النصارى, وعن عكرمة والسدي عاملة في الدنيا بالمعاصي وناصبة في النار بالعذاب والإهلاك, قال ابن عباس والحسن وقتادة "تصلى ناراً حامية" أي حارة شديدة الحر "تسقى من عين آنية" أي قد انتهى حرها وغليانها, قاله ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي . وقوله تعالى: "ليس لهم طعام إلا من ضريع" قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : شجر من النار, وقال سعيد بن جبير : هو الزقوم, وعنه أنها الحجارة, وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وأبو الجوزاء وقتادة : هو الشبرق, قال قتادة : قريش تسميه في الربيع الشبرق وفي الصيف الضريع, قال عكرمة : وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض. وقال البخاري : قال مجاهد : الضريع نبت يقال له الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم, وقال معمر عن قتادة "ليس لهم طعام إلا من ضريع" هو الشبرق إذا يبس سمي الضريع, وقال سعيد عن قتادة "ليس لهم طعام إلا من ضريع" من شر الطعام وأبشعه وأخبثه, وقوله تعالى: "لا يسمن ولا يغني من جوع" يعني لا يحصل به مقصود ولا يندفع به محذور.
هي ست وعشرون آية، وهي مكية بلا خلاف
وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال: نزلت سورة الغاشية بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله، وقد تقدم حديث النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يقرأ "سبح اسم ربك الأعلى"، والغاشية في صلاة العيد، ويوم الجمعة".
قوله: 1- "هل أتاك حديث الغاشية" قال جماعة من المفسرين: هل هنا بمعنى قد، وبه قال قطرب: أي قد جاءك يا محمد حديث الغاشية، وهي القيامة لأنها تغشى الخلائق بأهوالها. وقيل إن بقاء هل هنا على معناها الاستفهامي المتضمن للتعجيب مما في خبره والتشويق إلى استماعه أولى. وقد ذهب إلى أن المراد بالغاشية هنا القيامة أكثر المفسرين. وقال سعيد بن جبير ومحمد بن كعب: الغاشية النار تغشى وجوه الكفار كما في قوله: "وتغشى وجوههم النار" وقيل الغاشية أهل النار لأنهم يغشونها ويقتحمونها والأول أولى. قال الكلبي: المعنى إن لم يكن أتاك حديث الغاشية.
1- "هل أتاك حديث الغاشية"، يعني: قد أتاك حديث القيامة، تغشى كل شيء بالأهوال.
1-" هل أتاك حديث الغاشية " الداهية التي تغشى الناس بشدائدها يعني يوم القيامة ،أو النار من قوله تعالى " وتغشى وجوههم النار " .
Surah 88. Al-Gashiya
1. Hath there come unto thee tidings of the Overwhelming?
SURA 88: GHASHIYAH
1 - Has the story reached thee, of the overwhelming (Event)?