[الطارق : 11] وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ
11 - (والسماء ذات الرجع) المطر لعوده كل حين
يقول تعالى ذكره : " والسماء ذات الرجع " ترجيع بالغيوم وأرزاق العباد كل عام ، ومنه قول المتنخل في صفة سيف :
أبيض كالرجع رسوب إذا ما ناخ في محتفل يختلي
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، قال : ثنا سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، " والسماء ذات الرجع " قال : السحاب فيه المطر .
حدثني علي بن سهل ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا سفيان ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس في قوله " والسماء ذات الرجع " قال : ذات السحاب فيه المطر .
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : " والسماء ذات الرجع " يعني : بالرجع : القطر والرزق كل عام .
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله " والسماء ذات الرجع " قال : ترجع بأرزاق الناس كل عام ، قال أبو رجاء : سئل عنها عكرمة ، فقال : رجعت بالمطر .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " ذات الرجع " قال : السحاب يمطر ، ثم يرجع بالمطر .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " والسماء ذات الرجع " قال : ترجع بأرزاق العباد كل عام ، لولا ذلك هلكوا ، وهلكت مواشيهم .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله " والسماء ذات الرجع " قال : ترجع بالغيث كل عام .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " والسماء ذات الرجع " يعني : المطر .
وقال آخرون : يعني بذلك : أن شمسها وقمرها يغيب ويطلع .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله " والسماء ذات الرجع " قال : شمسها وقمرها ونجومها يأتين من هاهنا .
قوله تعالى:" والسماء ذات الرجع" أي ذات المطر. ترجع كل سنة بمطر بعد مطر. كذا قال عامة المفسرين. وقال أهل اللغة: الرجع: المطر، وأنشدوا للمتنخل يصف سيفاً شبهه بالماء:
أبيض كالرجع رسوب إذا ما ثاخ في محتفل يختلي
ثاخت قدمه في الوحل تثوخ وتثيخ: خاضت وغابت فيه، قاله الجوهري.
قال الخليل: الرجع: المطر نفسه، والرجع أيضاً: نبات الربيع.وقيل : " ذات الرجع" : أي النفع. وقد يسمى المطر أيضاً أوباً، كما يسمى رجعاً، قال :
رباء شماء لا يأوي لقلتها إلا السحاب وإلا الأوب والسبل
وقال عبد الرحمن بن زيد: الشمس والقمر والنجوم يرجعن في السماء، تطلع من ناحية وتغيب في أخرى. وقيل: ذات الملائكة، لرجوعهم إليها بأعمال العباد. وهذا قسم.
قال ابن عباس : الرجع المطر, وعنه: هو السحاب فيه المطر, وعنه "والسماء ذات الرجع" تمطر ثم تمطر, وقال قتادة : ترجع رزق العباد كل عام ولولا ذلك لهلكوا وهلكت مواشيهم, وقال ابن زيد: ترجع نجومها وشمسها وقمرها يأتين من ههنا "والأرض ذات الصدع" قال ابن عباس : هو انصداعها عن النبات, وكذا قال سعيد بن جبير وعكرمة وأبو مالك والضحاك والحسن وقتادة والسدي وغير واحد. وقوله تعالى: "إنه لقول فصل" قال ابن عباس : حق, وكذا قال قتادة , وقال آخر: حكم عدل "وما هو بالهزل" أي بل هو جد حق, ثم أخبر عن الكافرين بأنهم يكذبون به ويصدون عن سبيله فقال: "إنهم يكيدون كيداً" أي يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن, ثم قال تعالى: "فمهل الكافرين" أي أنظرهم ولا تستعجل لهم "أمهلهم رويداً" أي قليلاً أي وسترى ماذا أحل بهم من العذاب والنكال والعقوبة والهلاك كما قال تعالى: "نمتعهم قليلاً ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ" آخر تفسير سورة الطارق, ولله الحمد والمنة.
11- "والسماء ذات الرجع" الرجع: المطر. قال الزجاج: الرجع المطر لأنه يجيء ويرجع ويتكرر. قال الخليل: الرجع المطر نفسه، والرجع نبات الربيع. قال أهل اللغة: الرجع المطر. قال المتنخل يصف سيفاً له:
أبيض كالرجع رسول إذا ما باح في محتفل يختلي
قال الواحدي: الرجع المطر في قول جميع المفسرين، وفي هذا الذي حكاه عن جميع المفسرين نظر، فإن ابن زيد قال: الرجع الشمس والقمر والنجوم يرجعن في السماء تطلع من ناحية وتغيب في أخرى. وقال بعض المفسرين: ذات الرجع ذات الملائكة لرجوعهم إليهما بأغمال العباد. وقال بعضهم: معنى ذات الرجع: ذات النفع، ووجه تسمية المطر رجعاً ما قاله القفال إنه مأخوذ من ترجيع الصوت وهو إعادته، وكذا المطر لكونه يعود مرة بعد أخرى سمي رجعاً. وقيل إن العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بحار الأرض، ثم يرجعه إلى الأرض، وقيل سمته العرب رجعاً لأجل التفاؤل ليرجع عليهم، وقيل لأن الله يرجعه وقتاً بعد وقت.
ثم ذكر قسماً آخر فقال: 11- "والسماء ذات الرجع"، أي ذات المطر لأنه يرجع كل عام ويتكرر. وقال ابن عباس: هو السحاب يرجع بالمطر.
11-" والسماء ذات الرجع " ترجع في كل دورة إلى الموضع الذي تتحرك عنه ،وقيل الرجع المطر سمي به كما سمي أوباً لأن الله يرجعه وقتاً فوقتاً ، أو لما قيل من أن السحاب يحمل الماء من البحار ثم يجعه إلى الأرض ،وعلى هذا يجوز أن يراد بـ" السماء " السحاب .
11. By the heaven which giveth the returning rain,
11 - By the Firmament which returns (in its round),