[المطففين : 25] يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
25 - (يسقون من رحيق) خمر خالصة من الدنس (مختوم) على إنائها لا يفك ختمه غيرهم
وقوله : " يسقون من رحيق مختوم " يقول : يسقى هؤلاء الأبرار من خمر صرف لا غش فيها .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، في قوله " يسقون من رحيق مختوم " قال : من الخمر .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله " يسقون من رحيق مختوم " يعني بالرحيق : الخمر .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " يسقون من رحيق مختوم " قال : خمر .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : الرحيق : الخمر .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة " رحيق " قال : هو الخمر .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " يسقون من رحيق مختوم " يقول : الخمر .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ابن زيد ، في قوله " يسقون من رحيق مختوم " الرحيق : الخمر ، قال حسان :
يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل
حدثني يعقوب ، قال : ثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله " يسقون من رحيق مختوم " قال : هو الخمر .
حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال : الرحيق : الخمر .
قوله تعالى:" يسقون من رحيق " أي من شراب لا غش فيه. قاله الأخفش والزجاج. وقيل، الرحيق الخمر الصافية. وفي الصحاح: الرحيق صفوة الخمر. والمعنى واحد. الخليل: أصفى الخمر وأجودها. وقال مقاتل وغيره: هي الخمر العتيقة البيضاء الصافية من الغش النييرة، قال حسان:
يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل
وقال آخر :
أم لا سبيل إلى الشباب وذكره أشهى إلي من الرحيق السلسل
قوله تعالى: " مختوم * ختامه مسك" قال مجاهد : يختم به آخر جرعة. وقيل : المعنى إذا شربوا هذا الرحيق ففني ما في الكأس، انختم ذلك بخاتم المسك.
يقول تعالى: حقاً "إن كتاب الأبرار" وهم بخلاف الفجار "لفي عليين" أي مصيرهم إلى عليين وهو بخلاف سجين. قال الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر عن سجين قال: هي الأرض السابعة وفيها أرواح الكفار, وسأله عن عليين فقال: هي السماء السابعة وفيها أرواح المؤمنين, وهكذا قال غير واحد: إنها السماء السابعة, وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: "كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين" يعني الجنة. وفي رواية العوفي عنه أعمالهم في السماء عند الله وكذا قال الضحاك , وقال قتادة : عليون ساق العرش اليمنى, وقال غيره: عليون عند سدرة المنتهى, والظاهر أن عليين مأخوذ من العلو, وكلما علا الشيء وارتفع عظم واتسع, ولهذا قال تعالى معظماً أمره ومفخماً شأنه "وما أدراك ما عليون" ثم قال تعالى مؤكداً لما كتب لهم " كتاب مرقوم * يشهده المقربون " وهم الملائكة قاله قتادة , وقال العوفي عن ابن عباس : يشهده من كل سماء مقربوها.
ثم قال تعالى: "إن الأبرار لفي نعيم" أي يوم القيامة هم في نعيم مقيم وجنات فيها فضل عميم "على الأرائك" وهي السرر تحت الحجال ينظرون قيل: معناه ينظرون في ملكهم وما أعطاهم الله من الخير والفضل الذي لا ينقضي ولا يبيد وقيل: معناه "على الأرائك ينظرون" إلى الله عز وجل, وهذا مقابل لما وصف به أولئك الفجار "كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" فذكر عن هؤلاء أنهم يباحون النظر إلى الله عز وجل وهم على سررهم وفرشهم, كما تقدم في حديث ابن عمر "إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه, وإن أعلاهم لمن ينظر إلى الله في اليوم مرتين" وقوله: "تعرف في وجوههم نضرة النعيم" أي تعرف إذا نظرت إليهم في وجوههم نضرة النعيم أي صفة الترافة والحشمة والسرور والدعة والرياسة مما هم فيه من النعيم العظيم.
وقوله تعالى: "يسقون من رحيق مختوم" أي يسقون من خمر من الجنة, والرحيق من أسماء الخمر, قاله ابن مسعود وابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وابن زيد , قال الإمام أحمد : حدثنا حسن , حدثنا زهير عن سعد أبي المجاهد الطائي عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد الخدري أراه قد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما مؤمن سقى مؤمناً شربة ماء على ظمأ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم, وأيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة, وأيما مؤمن كسا مؤمناً ثوباً على عري كساه الله من خضر الجنة" وقال ابن مسعود في قوله: "ختامه مسك" أي خلطه مسك, وقال العوفي عن ابن عباس : طيب الله لهم الخمر فكان آخر شيء جعل فيها مسك ختم بمسك, وكذا قال قتادة والضحاك , وقال إبراهيم والحسن ختامه مسك أي عاقبته مسك.
وقال ابن جرير حدثنا ابن حميد , حدثنا يحيى بن وضاح , حدثنا أبو حمزة عن جابر عن عبد الرحمن بن سابط , عن أبي الدرداء "ختامه مسك" قال: شراب أبيض مثل الفضة يختمون به شرابهم, ولو أن رجلاً من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد طيبها, وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد "ختامه مسك" قال: طيبه مسك. وقوله تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" أي وفي مثل هذا الحال فليتفاخر المتفاخرون وليتباهى ويكاثر ويستبق إلى مثله المستبقون, كقوله تعالى: "لمثل هذا فليعمل العاملون", وقوله تعالى: "ومزاجه من تسنيم" أي: ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم أي من شراب يقال له تسنيم, وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه, قاله أبو صالح والضحاك , ولهذا قال: "عيناً يشرب بها المقربون" أي يشربها المقربون صرفاً وتمزج لأصحاب اليمين مزجاً, قاله ابن مسعود وابن عباس ومسروق وقتادة وغيرهم.
25- "يسقون من رحيق مختوم" قال أبو عبيدة والأخفش والمبرد والزجاج: الرحيق من الخمر ما لا غش فيه ولا شيء يفسده، والمختوم الذي له ختام. وقال الخليل: الرحيق أجود الخمر وفي الصحاح الرحيق صفرة الخمر. وقال مجاهد: هو الخمر العتيقة البيضاء الصافية، ومنه قول حسان:
يسقون من ورد البريص عليهم بردى يصفق بالرحيق السلسل
قال مجاهد: "مختوم" مطين كأنه ذهب إلى معنى الختم بالطين، ويكون المعنى: أنه ممنوع من أن تمسه يد إلى أن يفك ختمه للأبرار.
25- "يسقون من رحيق"، خمر صافية طيبة. قال مقاتل: الخمر البيضاء. "مختوم"، ختم ومنع من أن تمسه يد إلى أن يفك ختمه الأبرار، وقال مجاهد: "مختوم" أي مطين.
25-" يسقون من رحيق " شراب خالص . " مختوم " .
25. They are given to drink of a pure wine, sealed,
25 - Their thirst will be slaked with Pure Wine sealed: