[الأنفال : 2] إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
2 - (إنما المؤمنون) الكاملو الإيمان (الذين إذا ذكر الله) أي وعيده (وجلت) خافت (قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً) تصديقاً (وعلى ربهم يتوكلون) به يثقون لا بغيره
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ليس المؤمن بالذي يخالف الله ورسوله، ويترك اتباع ما أنزله إليه في كتابه في حدوده وفرائضه، والانقياد لحكمه، ولكن المؤمن هو الذي إذا ذكر الله وجل قلبه، وانقاد لأمره، وخضع لذكره، خوفاً منه، وفرقاً من عقابه، وإذا قرئت عليه آيات كتابه صدق بها، وأيقن أنها من عند الله، فازداد بتصديقه بذلك، إلى تصديقه بما كان قد بلغه منه قبل ذلك، تصديقاً. وذلك هو زيادة ما تلي عليهم من آيات الله إياهم إيماناً، " وعلى ربهم يتوكلون "، يقول: وبالله يوقنون، في أن قضاءه فيهم ماض، فلا يرجون غيره، ولا يرهبون سواه.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثني المثنى قال، حدثنا أبو صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم "، قال: المنافقون، لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه، ولا يؤمنون بشيء من آيات الله، ولا يتوكلون على الله، ولا يصلون إذا غابوا، ولا يؤدون زكاة أموالهم. فأخبر الله سبحانه أنهم ليسوا بمؤمنين، ثم وصف المؤمنين فقال: " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم "، فأدوا فرائضه، " وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا "، يقول تصديقاً، " وعلى ربهم يتوكلون "، يقول: لا يرجون غيره.
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا عبد الله، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد : " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم "، قال: فرقت.
... قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن السدي : " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم "، قال: إذا ذكر الله عند الشيء، وجل قلبه.
حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي : " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم "، يقول: إذا ذكر الله وجل قلبه.
حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: " وجلت قلوبهم "، قال: فرقت.
حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد : " وجلت قلوبهم "، فرقت.
... قال، حدثنا سويد قال، أخبرنا ابن المبارك ، عن سفيان قال: سمعت السدي يقول في قوله: " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم "، قال: هو الرجل يريد أن يظلم - أو قال: يهم بمعصية - أحسبه قال: فينزع عنه.
حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب، عن أبي الدرداء في قوله: " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم "، قال: الوجل في القلب كإحراق السعفة، أما تجد له قشعريرة؟قال: بلى! قال: إذا وجدت ذلك في القلب فادع الله، فإن الدعاء يذهب بذلك.
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم "، قال: فرقاً من الله تبارك وتعالى، ووجلاً من الله، وخوفاً من الله تبارك وتعالى.
وأما قوله: " زادتهم إيمانا "، فقد ذكرت قول ابن عباس فيه.
وقال غيره فيه، ما:
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحق قال، حدثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: " وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا "، قال: خشية.
حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة : " وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون "، قال: هذا نعت أهل الإيمان، فأثبت نعتهم ووصفهم، فأثبت صفتهم.
قوله تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون".
فيه ثلاث مسائل:
الأولى- قال العلماء: هذه الآية تحريض على إلزام طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به من قسمة تلك الغنيمة. والوجل: الخوف. وفي مستقبله أربع لغات: وجل يوجل وياجل وييجل وييجل، حكاه سيبويه. والمصدر وجل وجلا وموجلاً، بالفتح. وهذا موجله (بالكسر) للموضع والاسم. فمن قال: ياجل في المستقبل جعل الواو ألفاً لفتحة ما قبلها. ولغة القرآن الواو "قالوا لا توجل" [الحجر: 53]. ومن قال: ييجل بكسر الياء فهي على لغة بني أسد، فإنهم يقولون: أنا إيجل، ونحن نيجل، وأنت تيجل، كلها بالكسر. ومن قال: ييجل بناه على هذه اللغة، ولكنه فتح الياء كما فتحوها في يعلم، ولم تكسر الياء في يعلم لاستثقالهم الكسر على الياء. وكسرت في ييجل لتقوى إحدى الياءين بالأخرى. والأمر منه إيجل صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها. وتقول: إني منه لأوجل. ولا يقال في المؤنث: وجلاء: ولكن وجلة. وروى سفيان عن السدي في قوله عز وجل: "الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" قال: إذا أراد أن يظلم مظلمة قيل له اتق الله، كف ووجل قلبه.
الثانية- وصف الله تعالى المؤمنين في هذه الآية بالخوف والوجل عند ذكره. وذلك لقوة إيمانهم ومراعاتهم لربهم، وكأنهم بين يديه. ونظير هذه الآية "وبشر المخبتين * الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" [الحج: 34-35]. وقال: "وتطمئن قلوبهم بذكر الله" [الرعد: 28]. فهذا يرجع إلى كمال المعرفة وثقة القلب. والوجل: الفزع من عذاب الله، فلا تناقض. وقد جمع الله بين المعنيين في قوله: "الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله" [الزمر: 23]، أي تسكن نفوسهم من حيث اليقين إلى الله وإن كانوا يخافون الله. فهذه حالة العارفين. بالله، الخائفين من سطوته وعقوبته، لا كما يفعله جهال العوام والمبتدعة الطغام من الزعيق والزئير ومن النهاق الذي يشبه نهاق الحمير. فيقال لمن تعاطى ذلك وزعم أن ذلك وجد وخشوع: لم تبلغ أن تساوي حال الرسول ولا حال أصحابه في المعرفة بالله، والخوف منه، والتعظيم لجلاله، ومع ذلك فكانت حالهم عند المواعظ الفهم عن الله والبكاء خوفاً من الله. ولذلك وصف الله أحوال أهل المعرفة عند سماع ذكره وتلاوة كتابه فقال: "وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين" [المائدة: 83]. فهذا وصف حالهم وحكاية مقالهم. ومن لم يكن كذلك فليس على هديهم ولا على طريقتهم، فمن كان مستناً فليستن، ومن تعاطى أحوال المجانين والجنون فهو من أخسهم حالاً، والجنون فنون. روى مسلم "عن أنس بن مالك أن الناس سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه في المسألة، فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال:
سلوني لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم ما دمت في مقامي هذا. فلما سمع ذلك القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر. قال أنس: فجعلت ألتفت يميناً وشمالاً فإذا كل إنسان لاف رأسه في ثوبه يبكي". وذكر الحديث. وروى الترمذي وصححه "عن العرباض بن سارية قال:
وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب". الحديث. ولم يقل: زعقنا ولا رقصنا ولا زفنا ولا قمنا.
الثالثة- قوله تعالى: "وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا" أي تصديقاً. فإن إيمان هذه الساعة زيادة على إيمان أمس، فمن صدق ثانياً وثالثاً فهو زيادة تصديق بالنسبة إلى ما تقدم. وقيل: هو زيادة انشراح الصدر بكثرة الآيات والأدلة، وقد مضى هذا المعنى في آل عمران. "وعلى ربهم يتوكلون" تقدم معنى التوكل في آل عمران أيضاً.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم". قال: المنافقون لا يدخل قلوبهم شيء من ذكر الله عند أداء فرائضه. ولا يؤمنون بشيء من آيات الله ولا يتوكلون ولا يصلون إذا غابوا ولا يؤدون زكاة أموالهم, فأخبر الله تعالى أنهم ليسوا بمؤمنين, ثم وصف الله المؤمنين فقال "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" فأدوا فرائضه "وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً" يقول زادتهم تصديقاً "وعلى ربهم يتوكلون" يقول لا يرجون غيره. وقال مجاهد "وجلت قلوبهم" فرقت أي فزعت وخافت, وكذا قال السدي وغير واحد, وهذه صفة المؤمن حق المؤمن الذي إذا ذكر الله وجل قلبه أي خاف منه, ففعل أوامره وترك زواجره, كقوله تعالى: " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ", وكقوله تعالى: "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى" ولهذا قال سفيان الثوري: سمعت السدي يقول في قوله تعالى: "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم". قال: هو الرجل يريد أن يظلم أو قال يهم بمعصية فيقال له: اتق الله فيجل قلبه, وقال الثوري أيضاً عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء في قوله "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم" قال: الوجل في القلب كاحتراق السعفة, أما تجد له قشعريرة ؟ قال: بلى. قالت: إذا وجدت ذلك فادع الله عند ذلك, فإن الدعاء يذهب ذلك, وقوله "وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً", كقوله "وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً ؟ فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً وهم يستبشرون". وقد استدل البخاري وغيره من الأئمة بهذه الاية وأشباهها على زيادة الإيمان وتفاضلة في القلوب, كما هو مذهب جمهور الأمة, بل قد حكى الإجماع عليه غير واحد من الأئمة كالشافعي وأحمد بن حنبل وأبي عبيد, كما بينا ذلك مستقصى في أول شرح البخاري, ولله الحمد والمنة, "وعلى ربهم يتوكلون " أي لا يرجون سواه ولا يقصدون إلا إياه ولا يلوذون إلا بجنابه, ولا يطلبون الحوائج إلا منه, ولا يرغبون إلا إليه, ويعلمون أنه ما شاء كان, وما لم يشأ لم يكن, وأنه المتصرف في الملك, وحده لا شريك له ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب, ولهذا قال سعيد بن جبير: التوكل على الله جماع الإيمان. وقوله "الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" ينبه تعالى بذلك على أعمالهم بعدما ذكر اعتقادهم وهذه الأعمال تشمل أنواع الخير كلها, وهو إقامة الصلاة وهو حق الله تعالى, وقال قتادة: إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها, وقال مقاتل بن حيان: إقامتها المحافظة على مواقيتها وإسباغ الطهور فيها وتمام ركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها والتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هذا إقامتها, والإنفاق مما رزقهم الله يشمل إخراج الزكاة وسائر الحقوق للعباد من واجب ومستحب. والخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لخلقه. قال قتادة في قوله "ومما رزقناهم ينفقون", فأنفقوا مما رزقكم الله فإنما هذه الأموال عواري وودائع عندك يا ابن آدم أوشكت أن تفارقها.
وقوله "أولئك هم المؤمنون حقاً", أي المتصفون بهذه الصفات هم المؤمنون حق الإيمان. وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي, حدثنا أبو كريب حدثنا زيد بن الحباب, حدثنا ابن لهيعة عن خالد بن يزيد السكسكي عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن أبي الجهم, عن الحارث بن مالك الأنصاري, أنه مر برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: "كيف أصبحت يا حارث ؟" قال: أصبحت مؤمناً حقاً, قال: "انظر ما تقول, فإن لكل شيء حقيقة, فما حقيقة إيمانك ؟" فقال: عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري, وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً, وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها, وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون فيها. فقال: "يا حارث عرفت فالزم" ثلاثاً. وقال عمرو بن مرة في قوله تعالى: "أولئك هم المؤمنون حقاً" إنما أنزل القرآن بلسان العرب كقولك فلان سيد حقاً, وفي القوم سادة. وفلان تاجر حقاً, وفي القوم تجار. وفلان شاعر حقاً, وفي القوم شعراء. وقوله "لهم درجات عند ربهم" أي منازل ومقامات ودرجات في الجنات كما قال تعالى: "هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون" "ومغفرة" أي يغفر لهم السيئات ويشكر لهم الحسنات. وقال الضحاك في قوله "لهم درجات عند ربهم" أهل الجنة بعضهم فوق بعض, فيرى الذي هو فوق فضله على الذي هو أسفل منه, ولا يرى الذي هو أسفل منه أنه فضل عليه أحد, ولهذا جاء في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن أهل عليين ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الغابر في أفق من آفاق السماء". قالوا: يا رسول الله, تلك منازل الأنبياء لا ينالها غيرهم فقال: "بلى والذي نفسي بيده, لرجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين". وفي الحديث الاخر الذي رواه الإمام أحمد وأهل السنن من حديث أبي عطية عن ابن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الدرجات العلى كما تراءون الكوكب الغابر في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما".
الوجل: الخوف والفزع، والمراد أن حصول الخوف من الله والفزع منه عند ذكره هو شأن المؤمنين الكاملي الإيمان المخلصين لله، فالحصر باعتبار كمال الإيمان لا باعتبار أصل الإيمان. قال جماعة من المفسرين: هذه الآية متضمنة للتحريض على طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أمر به من قسمة الغنائم، ولا يخفاك أن هذا وإن صح إدراجه تحت معنى الآية، من جهة أن وجل القلوب عند الذكر وزيادة الإيمان عند تلاوة آيات الله يستلزمان امتثال ما أمر به سبحانه من كون الأنفال لله والرسول، ولكن الظاهر أن مقصود الآية هو إثبات هذه المزية لمن كمل إيمانه من غير تقييد بحال دون حال، ولا بوقت دون وقت، ولا بواقعة دون واقعة، والمراد من تلاوة آياته تلاوة الآيات المنزلة أو التعبير عن بديع صنعته وكمال قدرته في آياته التكوينية بذكر خلقها البديع وعجائبها التي يخشع عند ذكرها المؤمنون. قيل: والمراد بزيادة الإيمان هو زيادة انشراح الصدر وطمأنينة القلب وانثلاج الخاطر عند تلاوة الآيات، وقيل: المراد بزيادة الإيمان زيادة العمل، لأن الإيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص، والآيات المتكاثرة والأحاديث المتواترة ترد ذلك وتدفعه 2- "وعلى ربهم يتوكلون" لا على غيره، والتوكل على الله: تفويض الأمر إليه في جميع الأمور.
2 - " إنما المؤمنون " ، يقول ليس المؤمن الذي يخالف الله ورسوله ، إنما المؤمنون الصادقون في إيمانهم ، " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " ، خافت وفرقت قلوبهم . وقيل : إذا خوفوا بالله انقادوا خوفاً من عقابه . " وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً " ، تصديقاً ويقيناً . وقال عمير بن حبيب وكانت له صحبة : إن للإيمان زيادةً ونقصاناً ، قيل : فما زيادته ؟ قال : إذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه فذلك زيادته ، وإذا سهونا وغفلنا فذلك نقصانه ، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي : إن للإيمان فرائض وشرائط وشرائع وحدوداً وسنناً فمن استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان . " وعلى ربهم يتوكلون " ، أي : يفوضون إليه أمورهم ويثقون به ولا يرجون غيره ولا يخافون سواه .
2." إنما المؤمنون " أي الكاملون في الإيمان . " الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم " فزعت لذكره استعظاما له وتهيبا من جلاله ؟ وقيل هو الرجل يهم بمعصية فيقال له اتق الله فينزع عنها خوفا من عقابه . وقرئ " وجلت " بالفتح وهي لغة ، وفرقت أي خافت . " وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً " لزيادة المؤمن به، أو لاطمئنان النفس ورسوخ اليقين بتظاهر الأدلة ، أو بالعمل بموجبها وهو قول من قال الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية بناء على أن العمل داخل فيه . "وعلى ربهم يتوكلون" يفوضون إليه أمورهم ولا يخشون ولا يرجون إلا إياه .
2. They only are the (true) believers whose hearts feel fear when Allah is mentioned, and when the revelations of Allah are recited unto them they increase their faith, and who trust in their Lord;
2 - For, believe are those who, when God is mentioned, feel a tremor in their hearts, and when they hear his signs rehearsed, find their faith strengthened, and put (all) their trust in their Lord;