[الأنفال : 15] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ
15 - (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً) أي مجتمعين كأنهم لكثرتهم يزحفون (فلا تولوهم الأدبار) منهزمين
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، " إذا لقيتم الذين كفروا " في القتال، " زحفا "، يقول: متزاحفاً بعضكم إلى بعض، و ((التزاحف))، التداني والتقارب، " فلا تولوهم الأدبار "، يقول: فلا تولوهم ظهوركم فتهزموا عنهم، ولكن اثبتوا لهم، فإن الله معكم عليهم،
فيه سبع مسائل:
الأولى- قوله تعالى: "زحفا" الزحف الدنو قليلاً قليلاً. وأصله الاندفاع على الألية، ثم سمي كل ماش في الحرب إلى آخر زاحفاً. والتزاحف: التداني والتقارب، يقال: زحف إلى العدو زحفاً. وازدحف القوم، أي مشى بعضهم إلى بعض. ومنه زحاف الشعر، وهو أن يسقط بين الحرفين حرف فيزحف أحدهما إلى الآخر. يقول: إذا تدانيتم وتعاينتم فلا تفروا عنهم ولا تعطوهم أدباركم. حرم الله ذلك على المؤمنين حين فرض عليهم الجهاد وقتال الكفار. قال ابن عطية: والأدبار جمع دبر. والعبارة بالدبر في هذه الآية متمكنة الفصاحة، لأنها بشعة على الفار، ذامة له.
الثانية- أمر الله عز وجل في هذه الآية ألا يولي المؤمنون أمام الكفار. وهذا الأمر مقيد بالشريطة المنصوصة في مثلي المؤمنين، فإذا لقيت فئة من المؤمنين فئة هي ضعف المؤمنين من المشركين فالفرض ألا يفروا أمامهم. فمن فر من اثنين فهو فار من الزحف. ومن فر من ثلاثة فليس بفار من الزحف، ولا يتوجه عليه الوعيد. والفرار كبيرة موبقة بظاهر القرآن وإجماع الأكثر من الأئمة. وقالت فرقة منهم ابن الماجشون في الواضحة: إنه يراعى الضعف والقوة والعدة، فيجوز على قولهم أن يفر مائة فارس من مائة فارس إذا علموا أن ما عند المشركين من النجدة والبسالة ضعف ما عندهم. وأما على قول الجمهور فلا يحل فرار مائة إلا مما زاد على المائتين، فمهما كان في مقابلة مسلم أكثر من اثنين فيجوز الانهزام، والصبر أحسن. وقد وقف جيش مؤتة وهم ثلاثة آلاف في مقابلة مائتي ألف، منهم مائة ألف من الروم، ومائة ألف من المستعربة من لخم وجذام.
قلت:ووقع في تاريخ فتح الأندلس، أن طارقاً مولى موسى بن نصير سار في ألف وسبعمائة رجل إلى الأندلس، وذلك في رجب سنة ثلاث وتسعين من الهجرة، فالتقى وملك الأندلس لذريق وكان في سبعين ألف عنان، فزحف إليه طارق وصبر له فهزم الله الطاغية لذريق، وكان الفتح. قال ابن وهب: سمعت مالكاً يسأل عن القوم يلقون العدو أو يكونون في محرس يحرسون فيأتيهم العدو وهم يسير، أيقاتلون أو ينصرفون فيؤذنون أصحابهم؟ قال: إن كانوا يقوون على قتالهم قاتلوهم، وإلا انصرفوا إلى أصحابهم فآذنوهم.
الثالثة- واختلف الناس هل الفرار يوم الزحف مخصوص بيوم بدر أم عام في الزحوف كلها إلى يوم القيامة؟ فروي عن أبي سعيد الخدري أن ذلك مخصوص بيوم بدر، وبه قال نافع والحسن وقتادة و يزيد بن أبي حبيب والضحاك، وبه قال أبو حنيفة. وأن ذلك خاص بأهل بدر فلم يكن لهم أن ينحازوا، ولو انحازوا لانحازوا للمشركين، ولم يكن في الأرض يومئذ مسلمون غيرهم، ولا للمسلمين فئة إلا النبي صلى الله عليه وسلم، فأما بعد ذلك فإن بعضهم فئة لبعض. قال الكيا: وهذا فيه نظر، لأنه كان بالمدينة خلق كثير من الأنصار لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج ولم يكونوا يرون أنه قتال، وإنما ظنوا أنها العير، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن خف معه. ويروى عن ابن عباس وسائر العلماء أن الآية باقية إلى يوم القيامة. احتج الأولون بما ذكرنا، وبقوله تعالى: يومئذ فقالوا: هو إشارة إلى يوم بدر، وأنه نسخ حكم الآية بآية الضعف. وبقي حكم الفرار من الزحف ليس بكبيرة. وقد فر الناس يوم أحد فعفا الله عنهم، وقال الله فيهم يوم حنين "ثم وليتم مدبرين" [التوبة: 25] ولم يقع على ذلك تعنيف. وقال الجمهور من العلماء: إنما ذلك إشارة إلى يوم الزحف الذي يتضمنه قوله تعالى: "إذا لقيتم". وحكم الآية باق إلى يوم القيامة بشرط الضعف الذي بينه الله تعالى في آية أخرى، وليس في الآية نسخ. والدليل عليه أن الآية نزلت بعد القتال وانقضاء الحرب وذهاب اليوم بما فيه. وإلى هذا ذهب مالك والشافعي وأكثر العلماء. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
اجتنبوا السبع الموبقات -وفيه- والتولي يوم الزحف" وهذا نص في المسألة. وأما يوم أحد فإنما فر الناس من أكثر من ضعفهم ومع ذلك عنفوا. وأما يوم حنين فكذلك من فر إنما انكشف عن الكثرة، على ما يأتي بيانه.
يقول تعالى متوعداً على الفرار من الزحف بالنار لمن فعل ذلك "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً" أي تقاربتم منهم ودنوتم إليهم "فلا تولوهم الأدبار" أي تفروا وتتركوا أصحابكم "ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال" أي يفر بين يدي قرنه مكيدة ليريه أنه قد خاف منه فيتبعه ثم يكر عليه فيقتله فلا بأس عليه في ذلك نص عليه سعيد بن جبير والسدي, وقال الضحاك أن يتقدم عن أصحابه ليرى غرة من العدو فيصيبها "أو متحيزاً إلى فئة" أي فر من ها هنا إلى فئة أخرى من المسلمين يعاونهم ويعاونونه فيجوز له ذلك حتى لو كان في سرية ففر إلى أميره أو الإمام الأعظم دخل في هذه الرخصة. قال الإمام أحمد: حدثنا حسن حدثنا زهير حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنت في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص الناس حيصة فكنت فيمن حاص فقلنا كيف نصنع وقد فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب ؟ ثم قلنا لو دخلنا المدينة, فبتنا, ثم قلنا لو عرضنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن كانت لنا توبة وإلا ذهبنا, فأتيناه قبل صلاة الغداة فخرج فقال "من القوم ؟" فقلنا نحن الفرارون فقال "لا بل أنتم العكارون أنا فئتكم وأنا فئة المسلمين" قال فأتيناه حتى قبلنا يده. وهكذا رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من طرق عن يزيد بن أبي زياد وقال الترمذي: حسن لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي زياد ورواه ابن أبي حاتم من حديث يزيد بن أبي زياد به, وزاد في آخره وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية "أو متحيزاً إلى فئة" قال أهل العلم معنى قوله "العكارون" أي العطاقون, وكذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في أبي عبيد لما قتل على الجسر بأرض فارس لكثرة الجيش من ناحية المجوس فقال عمر لو تحيز إلي لكنت له فئة هكذا رواه محمد بن سيرين عن عمر وفي رواية أبي عثمان النهدي عن عمر قال لما قتل أبو عبيد قال عمر: أيها الناس أنا فئتكم وقال مجاهد قال عمر أنا فئة كل مسلم, وقال عبد الملك بن عمير عن عمر أيها الناس لا تغرنكم هذه الاية فإنما كانت يوم بدر وأنا فئة لكل مسلم, وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا حسان بن عبد الله المصري حدثنا خلاد بن سليمان الحضرمي حدثنا نافع أنه سأل ابن عمر قلت إنا قوم لا نثبت عند قتال عدونا, ولا ندري من الفئة إمامنا أو عسكرنا ؟ فقال إن الفئة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إن الله يقول: "إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً" الاية, فقال إنما أنزلت هذه الاية في يوم بدر لا قبلها ولا بعدها, وقال الضحاك في قوله "أو متحيزاً إلى فئة" المتحيز الفار إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, وكذلك من فر اليوم إلى أميره أو أصحابه فأما إن كان الفرار لا عن سبب من هذه الأسباب فإنه حرام وكبيرة من الكبائر لما رواه البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اجتنبوا السبع الموبقات" قيل يا رسول الله وما هن ؟ قال "الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" وله شواهد من وجوه أخر, ولهذا قال تعالى: "فقد باء" أي رجع "بغضب من الله ومأواه" أي مصيره ومنقلبه يوم ميعاده "جهنم وبئس المصير". وقال الإمام أحمد حدثنا زكريا بن عدي حدثنا عبد الله بن عمر الرقي عن زيد بن أبي أنيسة حدثنا جبلة بن سحيم عن أبي المثنى العبدي سمعت السدوسي يعني ابن الخصاصية وهو بشير بن معبد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمداً عبده ورسوله, وأن أقيم الصلاة, وأن أؤدي الزكاة, وأن أحج حجة الإسلام, وأن أصوم شهر رمضان, وأن أجاهد في سبيل الله, فقلت يا رسول الله أما اثنتان فو الله لا أطيقهما: الجهاد, فإنهم زعموا أنه من ولى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت ذلك خشعت نفسي وكرهت الموت, والصدقة فو الله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهم, فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: "فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذاً ؟" قلت يارسول الله أنا أبايعك فبايعته عليهن كلهن, هذا حديث غريب من هذا الوجه ولم يخرجوه في الكتب الستة. وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر حدثنا يزيد بن ربيعة حدثنا أبو الأشعث عن ثوبان مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف" وهذا أيضاً حديث غريب جداً, وقال الطبراني أيضاً حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حفص بن عمر الشني حدثني عمرو بن مرة قال سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت أبي يحدث عن جدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف" وهكذا رواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل به وأخرجه الترمذي عن البخاري عن موسى بن إسماعيل به وقال غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه, قلت ولا يعرف لزيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم عنه سواه, وقد ذهب ذاهبون إلى أن الفرار إنما كان حراماً على الصحابة لأنه كان فرض عين عليهم, وقيل على الأنصار خاصة لأنهم بايعوا على السمع والطاعة في المنشط والمكره. وقيل المراد بهذه الاية أهل بدر خاصة يروى هذا عن عمر وابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد وأبي نضرة ونافع مولى ابن عمر وسعيد بن جبير والحسن البصري وعكرمة وقتادة والضحاك وغيرهم, وحجتهم في هذا أنه لم تكن عصابة لها شوكة يفيئون إليها إلا عصابتهم تلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد في الأرض" ولهذا قال عبد الله بن المبارك عن مبارك بن فضالة عن الحسن في قوله "ومن يولهم يومئذ دبره" قال ذلك يوم بدر فأما اليوم فإن انحاز إلى فئة أو مصر أحسبه قال فلا بأس عليه, وقال ابن المبارك عن المبارك أيضاً عن ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب قال: أوجب الله تعالى لمن فر يوم بدر النار قال "ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله" فلما كان يوم أحد بعد ذلك قال " إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم " ثم كان يوم حنين بعد ذلك بسبع سنين قال "ثم وليتم مدبرين" "ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء" وفي سنن أبي داود والنسائي ومستدرك الحاكم وتفسير ابن جرير وابن مردويه من حديث داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد أنه قال في هذه الاية "ومن يولهم يومئذ دبره" إنما أنزلت في أهل بدر, وهذا كله لا ينفي أن يكون الفرار من الزحف حراماً على غير أهل بدر, وإن كان سبب نزول الاية فيهم كما دل عليه حديث أبي هريرة المتقدم من أن الفرار من الزحف من الموبقات كما هو مذهب الجماهير, والله أعلم .
الزحف: الدنو قليلاً قليلاً، وأصله الاندفاع على الإلية، ثم سمي كل ماش في الحرب إلى آخر زاحفاً. والتزاحف: التداني والتقارب، تقول: زحف إلى العدو زحفاً، وازدحف القوم: أي مشى بعضهم إلى بعض وانتصاب زحفاً إما على أنه مصدر لفعل محذوف: أي تزحفون زحفاً، أو على أنه حال من المؤمنين: أي حال كونكم زاحفين إلى الكفار، أو حال من الذين كفروا: أي حال كون الكفار زاحفين إليكم، أو حال من الفريقين أي متزاحفين "فلا تولوهم الأدبار" نهى الله المؤمنين أن ينهزموا عن الكفار إذا لقوهم وقد دب بعضهم إلى بعض للقتال، فظاهر هذه الآية العموم لكل المؤمنين في كل زمن، وعلى كل حال إلا حالة التحرف والتحيز. وقد روي عن عمر وابن عمر وابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد وأبي نضرة وعكرمة ونافع والحسن وقتادة ويزيد وابن أبي حبيب والضحاك أن تحريم الفرار من الزحف في هذه الآية مختص بيوم بدر، وأن أهل بدر لم يكن لهم أن ينحازوا، ولو انحازوا لانحازوا إلى المشركين، إذ لم يكن في الأرض يومئذ مسلمون غيرهم ولا لهم فئة إلا النبي صلى الله عليه وسلم فأما بعد ذلك فإن بعضهم فئة لبعض، وبه قال أبو حنيفة.
15 - قوله عز وجل : " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً " ، أي مجتمعين متزاحمين بعضكم إلى بعض ، والتزاحف : التداني في القتال : والزحف مصدر ،لذلك لم يجمع ، كقولهم قوم عدل ورضاً . قال الليث : الزحف جماعة يزحفون إلى عدو لهم بمرة ،فهم الزحف والجمع : الزحوف . " فلا تولوهم الأدبار " ، يقول : فلا تولوهم ظهوركم ، أي تنهزموا فإن المنهزم يولي دبره .
15. " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً " كثيراً يرى لكثرتهم كأنهم يزحفون ن وهو مصدر زحف الصبي إذا دب على مقعده قليلاً قليلاً ،سمي به وجمع على زحوف وانتصابه على الحال. " فلا تولوهم الأدبار" بالانهزام فضلاً أن يكونوا مثلكم أو أقل منكم ، والأظهر أنها محكمة مخصوصة بقوله : " حرض المؤمنين على القتال" الآية ويجوز أن ينتصب زحفاً حالاً من الفاعل والمفعول أي : إذا لقيتموهم متزحفين يدبون إليكم وتدبون إليهم فلا تنهزموا ، أو من الفاعل وحده ويكون إشعاراً بما سيكون منهم يوم حنين حين تولوا وهم اثنا عشر ألفاً .
15. O ye who believe, When ye meet those who disbelieve in battle, turn not your backs to them.
15 - O ye who believe when ye meet the unbelievers in hostile array, never turn your backs to them.