[النبإ : 31] إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا
31 - (إن للمتقين مفازا) مكان فوز في الجنة
يقول : إن للمتقين منجى من النار إلى الجنة ، ومخلصاً منها لهم إليها ، وظفراً بما طلبوا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد " إن للمتقين مفازا " قال : فازوا بأن نجوا من النار .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة " إن للمتقين مفازا " : أي والله مفازاً من النار إلى الجنة ، ومن عذاب الله إلى رحمته .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله " إن للمتقين مفازا " قال : مفازاً من النار إلى الجنة .
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله " إن للمتقين مفازا " يقول : منتزهاً .
قوله تعالى:" إن للمتقين مفازا" ذكر جزاء من اتقى مخالفة أمر الله ((مفازا) موضع فوز ونجاة وخلاص مما فيه أهل النار. ولذلك قيل للفلاة إذا قل ماؤها: مفازة، تفاؤلاً بالخلاص منها.
يقول تعالى مخبراً عن السعداء وما أعد لهم تعالى من الكرامة والنعيم المقيم فقال تعالى: "إن للمتقين مفازاً" قال ابن عباس والضحاك : متنزهاً. وقال مجاهد وقتادة : فازوا فنجوا من النار. والأظهر ههنا قول ابن عباس لأنه قال بعده "حدائق" والحدائق البساتين من النخيل وغيرها " وأعنابا * وكواعب أترابا " أي وحوراً كواعب, قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد "كواعب" أي نواهد, يعنون أن ثديهن نواهد لم يتدلين لأنهن أبكار عرب أتراب أي في سن واحد كما تقدم بيانه في سورة الواقعة. قال ابن أبي حاتم : حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن الدستكي , حدثني أبي عن أبي سفيان عبد الرحمن بن عبد الله بن تيم , حدثنا عطية بن سليمان أبو الغيث عن أبي عبد الرحمن القاسم بن أبي القاسم الدمشقي عن أبي أمامة أنه سمعه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن قمص أهل الجنة لتبدو من رضوان الله وإن السحابة لتمر بهم فتناديهم يا أهل الجنة ماذا تريدون أن أمطركم ؟ حتى إنها لتمطرهم الكواعب الأتراب" وقوله تعالى: "وكأساً دهاقاً" قال ابن عباس : مملوءة ومتتابعة. وقال عكرمة : صافية, وقال مجاهد والحسن وقتادة وابن زيد "دهاقاً" الملأى المترعة, وقال مجاهد وسعيد بن جبير هي المتتابعة. وقوله تعالى: "لا يسمعون فيها لغواً ولا كذاباً" كقوله: "لا لغو فيها ولا تأثيم" أي ليس فيها كلام لاغ عار عن الفائدة ولا إثم كذب, بل هي دار السلام وكل ما فيها سالم من النقص وقوله: "جزاءً من ربك عطاء حساباً" أي هذا الذي ذكرناه جازاهم الله به وأعطاهموه بفضله ومنه وإحسانه ورحمته عطاء حساباً أي كافياً وافياً شاملاً كثيراً, تقول العرب: أعطاني فأحسبني أي كفاني ومنه حسبي الله أي الله كافي.
قوله: 31- "إن للمتقين مفازاً" هذا شروع في بيان حال المؤمنين، وما أعد الله لهم من الخير بعد بيان حال الكافرين وما أعد الله لهم من الشر، والمفاز مصدر بمعنى الفوز والظفر بالنعمة والمطلوب والنجاة من النار، ومنه قيل للفلاة مفازة تفاؤلاً بالخلاص منها.
قوله عز وجل: 31- "إن للمتقين مفازاً"، فوزاً ونجاةً من النار، وقال الضحاك: متنزهاً.
31-" إن للمتقين مفازاً " فوزاً أو موضع فوز .
31. Lo! for the duteous is achievement
31 - Verily for the Righteous there will be a fulfillment of (the Heart's) desires;