[الأعراف : 64] فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ
64 - (فكذبوه فأنجيناه والذين معه) من الغرق (في الفلك) السفينة (وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا) بالطوفان (إنهم كانوا قوما عمين) عن الحق
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فكذب نوحاً قومه إذ أخبرهم أنه لله رسول إليهم ، يامرهم بخلع الأنداد ، والإقرار بوحدانية الله ، والعمل بطاعته ، وخالفوا أمر ربهم ، ولجوا في طغيانهم يعمهون ، فأنجاه الله في الفلك والذين معه من المؤمنين به ، وكانوا بنوح عليه السلام أنفسا عشرة، فيما:
حدثني به ابن حميد قال ، حدثنا سلمة ، عن ابن إسحق : نوح ، وبنوه الثلاثة سام وحام ويافث ، وأزواجهم ، وستة أناسي ممن كان امن به . وكان حمل معه في الفلك من كل زوجين اثنين ، كما قال تبارك وتعالى : " ومن آمن وما آمن معه إلا قليل" و" الفلك " ، هو السفينة .
" وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا" ، يقول : وأغرق الله الذين كذبوا بحججه ولم يتبعوا رسله ، ولم يقبلوا نصيحته إياهم في الله بالطوفان .
" إنهم كانوا قوماً عمين " ، يقول : عمين عن الحق ، كما:
حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : " عمين " ، قال : عن الحق .
14852 -حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : " قوماً عمين " ، قال : العمى، العامي عن الحق .
والفلك يكون واحداً ويكون جمعاً. وقد تقدم في البقرة. و"عمين" أي عن الحق، قاله قتادة. وقيل: عن معرفة الله تعالى وقدرته، يقال: رجل عم بكذا، أي جاهل.
يقول تعالى إخباراً عن نوح أنه قال لقومه " أوعجبتم " الاية, أي لا تعجبوا من هذا فإن هذا ليس بعجب أن يوحي الله إلى رجل منكم رحمة بكم ولطفاً وإحساناً إليكم لينذركم ولتتقوا نقمة الله ولا تشركوا به "ولعلكم ترحمون" قال الله تعالى "فكذبوه" أي تمادوا على تكذيبه ومخالفته وما آمن معه منهم إلا قليل كما نص عليه في موضع آخر "فأنجيناه والذين معه في الفلك" أي السفينة كما قال: فأنجيناه وأصحاب السفينة "وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا" كما قال "مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا ناراً فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا" وقوله "إنهم كانوا قوماً عمين" أي عن الحق لا يبصرونه ولا يهتدون له فبين تعالى في هذه القصة أنه انتقم لأوليائه من أعدائه وأنجى رسوله والمؤمنين وأهلك أعداءهم من الكافرين كقوله "إنا لننصر رسلنا" الاية .
وهذه سنة الله في عباده في الدنيا والاخرة أن العاقبة فيها للمتقين والظفر والغلب لهم كما أهلك قوم نوح بالغرق ونجى نوحاً وأصحابه المؤمنين وقال مالك عن زيد بن أسلم كان قوم نوح قد ضاق بهم السهل والجبل وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ما عذب الله قوم نوح إلا والأرض ملأى بهم وليس بقعة من الأرض إلا ولها مالك وحائز وقال ابن وهب بلغني عن ابن عباس أنه نجا مع نوح في السفينة ثمانون رجلاً أحدهم جرهم وكان لسانه عربياً رواه ابن أبي حاتم وروي متصلاً من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما .
64- "فكذبوه" أي فبعد ذلك كذبوه ولم يعملوا بما جاء به من الإنذار "فأنجيناه والذين معه" من المؤمنين به المستقرين معه "في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا" واستمروا على ذلك ولم يرجعوا إلى التوبة، وجملة "إنهم كانوا قوماً عمين" علة لقوله: "وأغرقنا" أي أغرقنا المكذبين لكونهم عمي القلوب لا تنجع فيهم الموعظة ولا يفيدهم التذكير.
وقد أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أول نبي أرسل نوح". وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نعيم وابن عساكر عن يزيد الرقاشي قال: إنما سمي نوح عليه السلام نوحاً لطول ما ناح على نفسه. وأخرج ابن المنذر عن عكرمة نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق. وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك قال: الملأ يعني الأشراف من القوم. وأخرج أبو الشيخ عن السدي "أن جاءكم ذكر من ربكم" يقول بيان من ربكم. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "إنهم كانوا قوماً عمين" قال: كفاراً. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد "إنهم كانوا قوماً عمين" قال: عن الحق.
64- " فكذبوه " يعني: كذبوا نوحًا، " فأنجيناه " من الطوفان، " والذين معه في الفلك "، في السفينة، " وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين " أي: كفارًا قال ابن عباس: عباس: عميت قلوبهم عن معرفة الله. وقيل: العمي والأعمى كالخضر والأخضر. قال مقاتل : قموات عن نزول العذاب بهم وهو الغرق.
64." فكذبوه فأنجيناه والذين معه " وهم من آمن به وكانوا أربعين رجلاً وأربعين امرأة. وقيل تسعة بنوه سام وحام ويافث وستة ممن آمن به . " في الفلك " متعلق بمعه أو بأنجيناه ، أو حال من الموصول أومن الضمير في معه. " وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا " بالطوفان . " إنهم كانوا قوماً عمين " عمي القلوب غير مستبصرين ، وأصله عمين فخفف وقرئ (عامين ) والأول أبلغ لدلالته على الثبات .
64. But they denied him, so We saved him and those with him in the ship, and We drowned those who denied Our token Lo! they were blind folk.
64 - But they rejected him, and we delivered him, and those with him in the ark: but we overwhelmed in the flood those who rejected our signs. they were indeed a blind people