[الأعراف : 15] قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ
15 - (قال إنك من المنظرين) وفي آية أخرى {إلى يوم الوقت المعلوم} أي يوم النفخة الأولى
فإن قال قائل : فإن الله قد قال له إذ سأله الإنظار إلى يوم يبعثون : " إنك من المنظرين " ، في هذا الموضع ، فقد أجابه إلى ما سأل ؟ قيل له : ليس الأمر كذلك ، وإنما كان مجيبا له إلى ما سال لوكان قال له : " إنك من المنظرين" إلى الوقت الذي سالت أو: إلى يوم البعث - أو: إلى يوم يبعثون ، أو ما أشبه ذلك ، مما يدل على إجابته إلى ما سأل من النظرة . وأما قوله :" إنك من المنظرين " ، فلا دليل فيه لولا الآية الأخرى التي قد بين فيها مدة إنظاره إياه إليها، وذلك قوله : " فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم " ، كم المدة التي أنظره إليها، لأنه إذا أنظره يوما واحدا أو أقل منه أو أكثر، فقد دخل في عداد المنظرين ، وتم وعد الله الصادق ، ولكنه قد بين قدر مدة ذلك بالذي ذكرناه ، فعلم بذلك الوقت الذي أنظر إليه .
وبنحو ذلك كان السدي يقول .
حدثني موسى بن هرون قال ، حدثنا عمرو قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : " قال أنظرني إلى يوم يبعثون * قال إنك من المنظرين" ، "إلى يوم الوقت المعلوم " ، مقق : ، فلم ينظره إلى يوم البعث ، ولكن أنظره إلى يوم الوقت المعلوم ، وهو يوم ينفخ في الصور النفخة الأولى، فصق من في السموات ومن في الأرض ، فمات .
قال أبو جعفر : فتأويل الكلام : قال إبليس لربه : " أنظرني " ، أي أخرني وأجلني وأنسىء في أجلي ، ولا تمتني ، " إلى يوم يبعثون " ، يقول : إلى يوم يبعث الخلق . فقال تعالى ذكره : " إنك من المنظرين " ، إلى يوم ينفخ في الصور، فيصعق في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله .
فان قال قائل : فهل أحذ منظر إلى ذلك اليوم سوى إبليس ، فيقال له : إنك منهم ،؟
قيل : نعم ، من لم يقبض الله روحه من خلقه إلى ذلك اليوم ، ممن تقوم عليه الساعة، فهم من المنظرين بآجالهم إليه . ولذلك قيل لإبليس : " إنك من المنظرين " ، بمعنى : إنك ممن لا يميته الله إلآ ذلك اليوم .
فقال الله تعالى: "إنك من المنظرين". قال ابن عباس و السدي وغيرهما: أنظره إلى النفخة الأولى حيث يموت الخلق كلهم. وكان طلب الإنظار إلى النفخة الثانية حيث يقوم الناس لرب العالمين، فأبى الله ذلك عليه. وقال: "إلى يوم يبعثون" ولم يتقدم ذكر من يبعث، لأن القصة في آدم وذريته، فدلت القرينة على أنهم هم المبعوثون.
يقول تعالى مخاطباً لإبليس بأمر قدري كوني "فاهبط منها" أي بسبب عصيانك لأمري وخروجك عن طاعتي فما يكون لك أن تتكبر فيها, قال كثير من المفسرين: الضمير عائد إلى الجنة ويحتمل أن يكون عائداً إلى المنزلة التي هو فيها في الملكوت الأعلى "فاخرج إنك من الصاغرين" أي الذليلين الحقيرين, معاملة له بنقيض قصده ومكافأة لمراده بضده, فعند ذلك استدرك اللعين وسأل النظرة إلى يوم الدين, قال " أنظرني إلى يوم يبعثون * قال إنك من المنظرين " أجابه تعالى إلى ما سأل, لما له في ذلك من الحكمة والإرادة والمشيئة التي لا تخالف ولا تمانع, ولا معقب لحكمه وهو سريع الحساب .
فأجابه الله بقوله: 15- "إنك من المنظرين" أي الممهلين إلى ذلك اليوم، ثم تعاقب بما قضاه الله لك، وأنزله بك في دركات النار. قيل: الحكمة في إنظاره ابتلاء العباد ليعرف من يطيعه ممن يعصيه.
15- " قال "، الله تعالى، " إنك من المنظرين "، المؤخرين، وبين مدة النظر والمهلة في موضع آخر فقال: "إلى يوم الوقت المعلوم"، (الحجر،38) وهو النفخة الأولى حين يموت الخلف كلهم.


15." قال إنك من المنظرين " يقتضي الإجابة إلى ما سأله ظاهر اً لكنه محمول على ما جاء مقيداً بقوله تعالى : " إلى يوم الوقت المعلوم " وهو النفخة الأولى ، أ, وقت يعلم الله انتهاء أجله فيه ، وفي إسعافه إليه ابتلاء العباد وتعريضهم للثواب بمخالفته ..
15. He said: Lo! thou art of those reprieved.
15 - (God) said: Be thou Among those who have respite.