[التغابن : 7] زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
7 - (زعم الذين كفروا أن) مخففة واسمها محذوف أي أنهم (لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير)
يقول تعالى ذكره : زعم الذين كفروا بالله أن لن يبعثهم الله إليه من قبورهم بعد مماتهم ، وكان ابن عمر يقول : زعم كنية الكذب .
حدثني بذلك محمد بن نافع البصري ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن بعض أصحابه عن ابن عمر .
وقوله : " قل بلى وربي لتبعثن " يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل لهم يا محمد : بلى وربي لتبعثن من قبوركم " ثم لتنبؤن بما عملتم " يقول : ثم لتخبرن بأعمالكم التي عملتموها في الدنيا ، " وذلك على الله يسير " يقول : وبعثكم من قبوركم بعد مماتكم على الله سهل هين .
قوله تعالى: " زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير ".
قوله تعالى: " زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا "أي ظنوا. والزعم هو القول بالظن. وقال شريح: لكل شئ كنية وكنية الكذب زعموا. قيل: نزلت في العاص بن وائل السهمي مع خباب، حسب ما تقدم بيانه في آخر سورة مريم ث عمت كل كافر. "قل" يا محمد " بلى وربي لتبعثن " أي لتخرجن من قبوركم أحياء. " ثم لتنبؤن " لتخبرن. " بما عملتم " أي بأعمالكم. " وذلك على الله يسير" إذ الإعادة أسهل من الابتداء.

يقول تعالى مخبراً عن الكفار والمشركين والملحدين أنهم يزعمون أنهم لا يبعثون "قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم" أي لتخبرن بجميع أعمالكم جليلها وحقيرها, صغيرها وكبيرها "وذلك على الله يسير" أي بعثكم ومجازاتكم, وهذه هي الاية الثالثة التي أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقسم بربه عز وجل على وقوع المعاد ووجوده, فالأولى في سورة يونس "ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين" والثانية في سورة سبأ "وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم" الاية. والثالثة هي هذه "زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير".
ثم قال تعالى: "فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا" يعني القرآن "والله بما تعملون خبير" أي فلا تخفى عليه من أعمالكم خافية. وقوله تعالى: "يوم يجمعكم ليوم الجمع" وهو يوم القيامة, سمي بذلك لأنه يجمع فيه الأولون والاخرون في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر كما قال تعالى: "ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود" وقال تعالى: " قل إن الأولين والآخرين * لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم ".
وقوله تعالى: "ذلك يوم التغابن" قال ابن عباس: هو اسم من أسماء يوم القيامة, وذلك أن أهل الجنة يغبنون أهل النار, وكذا قال قتادة ومجاهد, وقال مقاتل بن حيان: لا غبن أعظم من أن يدخل هؤلاء إلى الجنة ويذهب بأولئك إلى النار. قلت: وقد فسر ذلك بقوله تعالى: "ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم * والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار خالدين فيها وبئس المصير" وقد تقدم تفسير مثل هذه غير مرة.
قوله: 7- "زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا" الزعم: هو القول بالظن ويطلق على الكذب. قال شريح: لكل شيء كنية وكنية الكذب زعموا، و"أن لن يبعثوا" قائم مقام مفعول زعم، وأن هي المخففة من الثقيلة لا المصدرية لئلا يدخل ناصب على ناصب، والمراد بالكفار كفار العرب، والمعنى: زعم كفار العرب أن الشأن لن يبعثوا أبداً. ثم أمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يرد عليهم ويبطل زعمهم فقال: " قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن " بل هي التي لإيجاب النفي، فالمعنى: بل تبعثون. ثم أقسم على ذلك، وجواب القسم لتبعثن: أي لتخرجن من قبوركم لتبؤن "بما عملتم" أي لتخربن بذلك إقامة للحجة عليكم ثم تجزون به "وذلك" البعث والجزاء "على الله يسير" إذ الإعادة أيسر من الابتداء.
ثم أخبر عن إنكارهم البعث فقال جل ذكره:
7- "زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل"، يا محمد، "بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير".
7-" زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا " الزعم ادعاء العلم ولذلك يتعدى إلى مفعولين وقد قام مقامهما أن بما في حيزه " قل بلى " أي بلى تبعثون " وربي لتبعثن " قسم أكد به الجواب " ثم لتنبؤن بما عملتم " بالمحاسبة والمجازاة . " وذلك على الله يسير " لقبول المادة وحصول القدرة التامة .
7. Those who disbelieve assert that they will not be raised again. Say (unto them, O Muhammad): Yea, verily, by my Lord! ye will be raised again and then ye will be informed of what ye did; and that is easy for Allah.
7 - The Unbelievers think that they will not be raised up (for Judgment). Say: Yea, by my Lord, ye shall surely be raised up: then shall ye be told (the truth) of all that ye did. And that is easy for God.