[الصف : 11] تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
11 - (تؤمنون) تدومون على الإيمان (بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون) أنه خير لكم فافعلوه
ك وأخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس وابن جرير عن الضحاك قال أنزلت لم تقولون ما لاتفعلون في الرجل يقول في القتال ما لم يفعله من الضرب والطعن والقتل ك وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل أنها نزلت في توليهم يوم أحد
ك وأخرج عن سعيد بن جبير قال لما نزلت يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم قال المسلمون لو علمنا ما هذه التجارة لأعطينا فيها الأموال والأهلين فنزلت تؤمنون بالله ورسوله
فقال : " تؤمنون بالله ورسوله " محمد صلى الله عليه وسلم .
فإن قال قائل : وكيف قيل : " تؤمنون بالله ورسوله " وقد قيل لهم : " يا أيها الذين آمنوا " بوصفهم بالإيمان ؟ فإن الجواب في ذل نظير جوابنا في قوله " يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله " [ النساء : 136 ] ، وقد مضى البيان عن ذلك في موضعه بما أغنى عن إعادته .
وقوله " وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم " يقول تعالى ذكره : وتجاهدون في دين الله ، وطريقه الذي شرعه لكم بأموالكم وأنفسكم " ذلكم خير لكم " يقول : إيمانكم بالله ورسوله ، وجهادكم في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم " خير لكم " من تضييع ذلك والتفريط " إن كنتم تعلمون " مضار الأشياء ومنافعها ، وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله ( آمنوا بالله ) على وجه الأمر ، وبينت التجارة من قوله " هل أدلكم على تجارة تنجيكم " وفسرت بقوله " تؤمنون بالله " ولم يقل : أن تؤمنوا ، لأن العرب إذا فسرت الاسم بفعل تثبت في تفسيره أن أحياناً ، وتطرحها أحياناً ، فتقول للرجل : هل لك في خير تقوم بنا إلى فلان فنعوده ؟ هل لك في خير أن تقوم إلى فلان فنعوده ؟ بأن وبطرحها ، ومما جاء في الوجهين جميعاً قوله " فلينظر الإنسان إلى طعامه * أنا " [ عبس : 24 ] ، وإنا ، فالفتح في أنا لغة من أدخل في يقوم أن من قولهم : هل لك في خير أن تقوم ، والكسر فيها لغة من يلقي أن من تقوم ، ومنه قوله " فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم " [ النمل : 51 ] ، على ما بينا .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله " يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم " ، فلولا أن الله بينها ، ودل عليها المؤمنين ، لتلهف عليها رجال أن يكونوا بعلمونها ، حتى يضنوا بها ، وقد دلكم الله عليها ، وأعلمكم إياها فقال : " تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، قال : تلا قتادة " هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله " قال : الحمد لله الذي بينها .
ثم بين التجارة وهي المسألة : -
الثالثة -: فقال : " تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم " ذكر الأموال أولا لأنها التي يبدأ بها من الإنفاق . " ذلكم " أي هذا الفعل "خير لكم " من أموالكم وأنفسكم " إن كنتم تعلمون " . وتؤمنون عند المبرد و الزجاج في معنى آمنوا ،
تقدم في حديث عبد الله بن سلام أن الصحابة رضي الله عنهم أرادوا أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحب الأعمال إلى الله عز وجل ليفعلوه, فأنزل الله تعالى هذه السورة ومن جملتها هذه الاية "يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم" ثم فسر هذه التجارة العظيمة التي لا تبور, التي هي محصلة للمقصود ومزيلة للمحذور فقال تعالى: "تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون" أي من تجارة الدنيا والكد لها والتصدي لها وحدها, ثم قال تعالى: "يغفر لكم ذنوبكم" أي إن فعلتم ما أمرتكم به ودللتكم عليه غفرت لكم الزلات وأدخلتكم الجنات والمساكن الطيبات والدرجات العاليات, ولهذا قال تعالى: "ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم", ثم قال تعالى: "وأخرى تحبونها" أي وأزيدكم على ذلك زيادة تحبونها وهي "نصر من الله وفتح قريب" أي إذا قاتلتم في سبيله ونصرتم دينه تكفل الله بنصركم, قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" وقال تعالى: "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز" وقوله تعالى: "وفتح قريب" أي عاجل, فهذه الزيادة هي خير الدنيا موصول بنعيم الاخرة لمن أطاع الله ورسوله ونصر الله ودينه, ولهذا قال تعالى: "وبشر المؤمنين".
ثم بين سبحانه هذه التجارة التي دل عليها فقال: 11- "تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم" وهو خبر في معنى الأمر للإيذان بوجوب الامتثال فكأنه قد وقع فأخبر بوقوعه، وقدم ذكر الأموال على الأنفس لأنها هي التي يبدأ بها في الإنفاق والتجهز إلى الجهاد. قرأ الجمهور تؤمنون وقرأ ابن مسعود آمنوا وجاهدوا على الأمر. قال الأخفش: تؤمنون عطف بيان لتجارة، والأولى أن تكون الجملة مستأنفة مبينة لما قبلها، والإشارة بقوله "ذلكم" إلى ما ذكر من الإيمان والجهاد، وهو مبتدأ وخبره "خير لكم" أي هذا الفعل خير لكم من أموالكم وأنفسكم "إن كنتم تعلمون" أي إن كنتم ممن يعلم فإنكم تعلمون أنه خير لكم، لا إذا كنتم من أهل الجهل فإنكم لا تعلمون ذلك.
ثم بين تلك التجارة فقال:
11- "تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون".
11-" تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم " استئناف مبين للتجارة وهو الجمع بين الإيمان والجهاد المؤدي إلى كمال عزهم ، والمراد به الأمر وإنما جيء بلفظ إيذاناً بأن ذلك مما لا يترك " ذلكم خير لكم " يعني ما ذكر من الإيمان والجهاد . "إن كنتم تعلمون " إن كنتم من أهل العلم إذ الجاهل لا يعتد بفعله .
11. Ye should believe in Allah and His messenger, and should strive for the cause of Allah with your wealth and your lives. That is better for you, if ye did but know.
11 - That ye believe in God and His Apostle, and that ye strive (your utmost) in the Cause of God, with your property and your persons: that will be best for you, if ye but knew!