[الأنعام : 66] وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ
66 - (وكذب به) بالقرآن (قومك وهو الحق) الصدق (قل) لهم (لست عليكم بوكيل) فأجازيكم إنما أنا منذر وأمركم إلى الله وهذا قبل الأمر بالقتال
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره : وكذب ، يا محمد، قومك بما تقول وتخبر وتوعد من الوعيد، "وهو الحق"، يقول : والوعيد الذي أوعدناهم على مقامهم على شركهم : من بعث العذاب من فوقهم ، أو من تحت أرجلهم أو لبسهم شيعاً، وإذاقة بعضهم بأس بعض ، "الحق" الذي لا شك فيه أنه واقع إن هم لم يتوبوا وينيبوا مما هم عليه مقيمون من معصية الله والشرك به ، إلى طاعة الله والإيمان به ، "قل لست عليكم بوكيل"، يقول : قل لهم ، يا محمد، لست عليكم بحفيظ ولا رقيب ، وإنما أنا رسول أبلغكم ما أرسلت به إليكم.
قوله تعالى: "وكذب به قومك" أي بالقرآن. وقرأ ابن أبي عبلة وكذبت. بالتاء "وهو الحق" أي القصص الحق. "قل لست عليكم بوكيل" قال الحسن: لست بحافظ أعمالكم حتى أجازيكم عليها، إنما أنا منذر وقد بلغت، نظيره "وما أنا عليكم بحفيظ" [هود: 86] أي أحفظ أعمالكم. ثم قيل: هذا منسوخ بآية القتال.
وقيل: ليس بمنسوخ، إذ لم يكن في وسعه إيمانهم.
يقول تعالى: "وكذب به" أي بالقرآن الذي جئتهم به, والهدى والبيان, "قومك" يعني قريشاً "وهو الحق" أي الذي ليس وراءه حق "قل لست عليكم بوكيل" أي لست عليكم بحفيظ, ولست بموكل بكم, كقوله "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" أي إنما علي البلاغ, وعليكم السمع والطاعة, فمن اتبعني سعد في الدنيا والاخرة, ومن خالفني فقد شقي في الدنيا والاخرة, ولهذا قال "لكل نبإ مستقر" قال ابن عباس وغير واحد: أي لكل نبأ حقيقة, أي لكل خبر وقوع, ولو بعد حين, كما قال "ولتعلمن نبأه بعد حين" وقال "لكل أجل كتاب" وهذا تهديد ووعيد أكيد, ولهذا قال بعده "وسوف تعلمون". وقوله "وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا" أي بالتكذيب والاستهزاء, "فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره" أي حتى يأخذوا في كلام آخر غير ما كانوا فيه من التكذيب, "وإما ينسينك الشيطان" والمراد بذلك كل فرد, من آحاد الأمة, أن لا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها, فإن جلس أحد معهم ناسياً, "فلا تقعد بعد الذكرى" بعد التذكر "مع القوم الظالمين" ولهذا ورد في الحديث "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". وقال السدي عن أبي مالك وسعيد بن جبير في قوله "وإما ينسينك الشيطان" قال: إن نسيت فذكرت "فلا تقعد" معهم, وكذا قال مقاتل بن حيان, وهذه الاية هي المشار إليها في قوله "وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم" الاية أي إنكم إذا جلستم معهم, وأقررتموهم على ذلك, فقد ساويتموهم فيما هم فيه, وقوله "وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء" أي إذا تجنبوهم, فلم يجلسوا معهم في ذلك, فقد برئوا من عهدتهم وتخلصوا من إثمهم, قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج, حدثنا عبيد الله بن موسى, عن إسرائيل, عن السدي, عن أبي مالك, عن سعيد بن جبير, قوله "وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء" قال: ما عليك أن يخوضوا في آيات الله إذا فعلت ذلك, أي إذا تجنبتهم وأعرضت عنهم, وقال آخرون: بل معناه وإن جلسوا معهم, فليس عليهم من حسابهم من شيء, وزعموا أن هذا منسوخ بآية النساء المدنية, وهي قوله "إنكم إذاً مثلهم" قاله مجاهد والسدي وابن جريج وغيرهم. وعلى قولهم يكون قوله "ولكن ذكرى لعلهم يتقون" أي ولكن أمرناكم بالإعراض عنهم, حينئذ تذكيراً لهم عما هم فيه, لعلهم يتقون ذلك ولا يعودون إليه.
قوله: 66- "وكذب به قومك" الضمير راجع إلى القرآن أو إلى العذاب. وقومه المكذبون: هم قريش، وقيل كل معاند، وجملة "وهو الحق" في محل نصب على الحال: أي كذبوا بالقرآن أو العذاب، والحال أنه حق. وقرأ ابن أبي عبلة "وكذبت" بالتاء "قل لست عليكم بوكيل" أي لست بحفيظ على أعمالكم حتى أجازيكم عليها. قيل وهذه الآية منسوخة بآية القتال، وقيل ليست بمنسوخة إذ لم يكن إيمانهم في وسعه.
66- " وكذب به قومك "،أي بالقرآن، وقيل: بالعذاب، " وهو الحق قل لست عليكم بوكيل "، برقيب، وقيل: بمسلط ألزمكم الإسلام شئتم أو أبيتم، إنما أنا رسول .
66 " وكذب به قومك " أي بالعذاب أو بالقرآن . " وهو الحق " الواقع لا محالة أو الصدق . " قل لست عليكم بوكيل " بحفيظ وكل إلي أمركم فأمنعكم من التكذيب ، أو أجازيكم إنما أنا منذر والله الحفيظ .
66. Thy people (O Muhammad) have denied it, though it is the Truth. Say: I am not put in charge of you.
66 - But thy people reject this, though it is the truth. say: not mine is the responsibility for arranging your affairs;