[الأنعام : 127] لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
127 - (لهم دار السلام) أي السلامة وهي الجنة (عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون)
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بقوله : "لهم"، للقوم الذين يذكرون آيات الله فيعتبرون بها، ويوقنون بدلالتها على ما دلت عليه من توحيد الله ومن نبوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وغير ذلك ، فيصدقون بما وصلوا بها إلى علمه من ذاك.
وأما "دار السلام"، فهي دار الله التي أعدها لأوليائه في الآخرة، جزاء لهم على ما أبلوا في الدنيا في ذات الله، وهي جنته. و"السلام"، اسم من أسماء الله تعالى، كما قال السدي:
حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن مفضل، قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : "لهم دار السلام عند ربهم"، الله هو السلام، والدار الجنة.
وأما قوله : "وهو وليهم"، فإنه يقول : والله ناصر هؤلاء القوم الذين يذكرون آيات الله، "بما كانوا يعملون"، يعني: جزاء بما كانوا يعملون من طاعة الله ويتبعون رضوانه.
قوله تعالى: "لهم" أي للمتذكرين. "دار السلام" أي الجنة، فالجنة دار الله، كما يقال: الكعبة بيت الله. ويجوز أن يكون المعنى دار السلامة، أي التي يسلم فيها من الآفات. ومعنى "عند ربهم" أي مضمونة لهم عنده يوصلهم إليها بفضله. "وهو وليهم" أي ناصرهم ومعينهم.
لما ذكر تعالى طريق الضالين عن سبيله الصادين عنها, نبه على شرف ما أرسل به رسوله من الهدى ودين الحق, فقال تعالى: "وهذا صراط ربك مستقيماً" منصوب على الحال, أي هذا الدين الذي شرعناه لك يا محمد بما أوحينا إليك هذا القرآن هو صراط الله المستقيم, كما تقدم في حديث الحارث عن علي في نعت القرآن: هو صراط الله المستقيم وحبل الله المتين وهو الذكر الحكيم, رواه أحمد والترمذي بطوله, " قد فصلنا الآيات " أي وضحناها وبيناها وفسرناها "لقوم يذكرون" أي لمن له فهم ووعي يعقل عن الله ورسوله "لهم دار السلام" وهي الجنة "عند ربهم" أي يوم القيامة, وإنما وصف الله الجنة ههنا بدار السلام, لسلامتهم فيما سلكوه من الصراط المستقيم المقتفي أثر الأنبياء وطرائقهم, فكما سلموا من آفات الاعوجاج أفضوا إلى دار السلام "وهو وليهم" أي حافظهم وناصرهم ومؤيدهم "بما كانوا يعملون" أي جزاء على أعمالهم الصالحة, تولاهم وأثابهم الجنة بمنه وكرمه .
127- "لهم دار السلام عند ربهم" أي لهؤلاء المتذكرين الجنة لأنها دار السلامة من كل مكروه، أو دار الرب السلام مدخرة لهم عند ربهم يوصلهم إليها "وهو وليهم" أي ناصرهم، والباء في "بما كانوا يعملون" للسببية: أي بسبب أعمالهم.
127- " لهم دار السلام عند ربهم "، يعني: الجنة: قال أكثر المفسرين: السلام هو الله وداره الجنة، وقيل: السلام هو السلامة، [أي: لهم دار السلامة]من الآفات، وهي الجنة. وسميت دار السلام لأن كل من دخلها سلم من البلايا والرزايا .
وقيل: سميت بذلك لأن جميع حالاتها مقرونة بالسلام، يقال في الابتداء: " ادخلوها بسلام آمنين " (الحجر، 46)، " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم "(الرعد،23)، وقال: " لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما * إلا قيلا سلاما سلاما " (الواقعة ،26)،وقال: " تحيتهم فيها سلام " (إبراهيم ،23) " سلام قولاً من رب رحيم " (يس،58) " وهو وليهم بما كانوا يعملون "، قال [الحسين]بن الفضل : يتولاهم في الدنيا بالتوفيق وفي الآخرة بالجزاء.
127" لهم دار السلام " دار الله أضاف الجنة إلى نفسه تعظيما لها ، أو دار السلامة من المكارة أو دار تحيتهم فيها سلام . " عند ربهم " في ضمانه أو ذخيرة لهم عنده لا يعلم كنهها غيره . " وهو وليهم " مواليهم أو ناصرهم . " بما كانوا يعملون " بسبب أعمالهم أو متوليهم بجزائها فيتولى إيصاله
إليهم .
127. For theme is the abode of peace with their Lord. He be their Protecting Friend because of what they used to do.
127 - For them will be a home of peace in the presence of their lord: he will be their friend, because they practised (righteousness).