[الطور : 21] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ
21 - (والذين آمنوا) مبتدأ (واتبعتهم) وفي قراءة واتبعتهم معطوف على آمنوا (ذريتهم) وفي قراءة ذريتهم الصغار والكبار (بإيمان) من الكبار ومن أولادهم الصغار والخبر (ألحقنا بهم ذريتهم) المذكورين في الجنة فيكونون في درجتهم وإن لم يعملوا بعملهم تكرمة للآباء باجتماع الأولاد إليهم (وما ألتناهم) بفتح اللام وكسرها نقصناهم (من عملهم من) زائدة (شيء) يزاد في عمل الأولاد (كل امرئ بما كسب) من عمل خير أو شر (رهين) مرهون يواخد بالشر ويجازى بالخير
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك فقال بعضهم : معناه والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم المؤمنين في الجنة وإن كانوا لم يبلغوا بأعمالهم درجات آبائهم تكرمة لآبائهم المؤمنين وما ألتنا آباءهم المؤمنين من أجور أعمالهم من شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذه الآية " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان " فقال : إن الله تبارك وتعالى يرفع للمؤمنين ذريته وإن كانوا دونه في العمل ليقر الله بهم عينه .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا مؤمل قال : ثنا سفيان عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إن الله تبارك وتعالى ليرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل ليقر بهم عينه ثم قرأ " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء " .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن عمرو بن مرة الجملي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : إن الله تبارك وتعالى ليرفع ذرية المؤمن معه في درجته ثم ذكر نحوه غير أنه قرأ " واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " .
حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال : ثنا محمد بن بشر قال : ثنا سفيان بن سعيد عن سماعة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس نحوه .
حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان " قال : المؤمن ترفع له ذريته فيلحقون به وإن كانوا دونه في العمل .
وقال آخرون : بل معنى ذلك : والذين آمنوا وأتبعناهم ذرياتهم التي بلغت الإيمان بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم الصغار التي لم تبلغ الإيمان وما ألتنا الآباء من عملهم من شيء .
ذكر من قال :
حدثني محمد بن سعد قال : ثنا أبي : ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " يقول : الذين أدرك ذريتهم الإيمان فعملوا بطاعتي ألحقتهم بإيمانهم إلى الجنة وأولادهم الصغار نلحقهم بهم .
حدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول : اخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " يقول : من أدرك ذريته الإيمان فعلموا بطاعتي ألحقتهم بآبائهم في الجنة وأولادهم الصغار أيضاً على ذلك .
وقال آخرون نحو هذا القول غير أنهم جعلوا الهاء والميم في قوله " ألحقنا بهم " من ذكر الذرية والهاء والميم في قوله : ذريتهم من ذكر الذين وقالوا : معنى الكلام : والذين آمنوا وابتعتهم ذريتهم الصغار وما ألتنا الكبار من عملهم من شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم" قال : أدرك أبناؤهم الأعمال التي عملوا فاتبعوهم عليها وابتعتهم ذرياتهم التي لم يدركوا الأعمال فقال الله جل ثناؤه " وما ألتناهم من عملهم من شيء " قال : يقول : لم تظلمهم من عملهم من شيء قال : يقول : لم نظلمهم من عملهم من شيء فنقصهم فنعطيه ذرياتهم الذين ألحقناهم بهم الذين لم يبلغوا الأعمال ألحقتهم بالذين قد بلغوا الأعمال .
وقال آخرون : بل معنى ذلك " الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " فأدخلناهم الجنة بعمل آبائهم وما ألتنا الآباء من عملهم من شيء .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا المعتمر بن سليمان قال : سمعت داود يحدث عن عامر أنه قال في هذه الآية " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء " فأدخل الله الذرية بعمل الآباء الجنة ولم ينقص الله الآباء من عملهم شيئاً قال : فهو قوله " وما ألتناهم من عملهم من شيء " .
حدثنا ابن المثنى قال : ثنا ابن أبي عدي عن داود عن سعيد بن جبير أنه قال في قول الله "ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء " قال : ألحق الله ذرياتهم بآبائهم ولم ينقص الآباء من أعمالهم فيرده على أبنائهم .
وقال آخرون : إنما عني بقوله " ألحقنا بهم ذريتهم " أعطيناهم من الثواب ما أعطينا الآباء .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان عن قيس بن مسلم قال : سمعت إبراهيم في قوله " واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " قال : أعطوا مثل أجور آبائهم ولم ينقص من أجورهم شيئاً .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن قيس بن مسلم عن إبراهيم " واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " قال : أعطوا مثل أجورهم ولم ينقص من أجورهم .
قال : ثنا حكام عن أبي جعفر عن الربيع " واتبعتهم ذريتهم بإيمان " يقول : أعطيناهم من الثواب ما أعطيناهم " وما ألتناهم من عملهم من شيء " يقول : ما نقصنا آباءهم شيئاً .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم " كذلك قلاها يزيد " ذريتهم " " بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " قال : عملوا بطاعة الله فألحقهم الله بآبائهم .
وأولى هذه الأقوال بالصواب وأشبهها بما دل عليه ظاهر التنزيل القول الذي ذكرنا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وهو : والذين آمنوا بالله ورسوله وأتبعناهم ذرياتهم الذين أدركوا الإيمان بإيمان وآمنوا بالله ورسوله ألحقنا بالذين آمنوا ذريتهم الذين أدركوا الإيمان فآمنوا في الجنة فجعلناهم معهم في درجاتهم وإن قصرت أعمالهم عن أعمالهم تكرمه منا لآبائهم وما ألتناهم من أجور عملهم شيئاً .
وإنما قلت : ذلك أولى التأويلات به لأن ذلك الأغلب من معانيه وإن كان للأقوال الأخر وجوه واختلفت القراء في قراءة قوله " واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " فقرأ ذلك عامة قراء المدينة " واتبعتهم ذريتهم " على التوحيد بإيمان " ألحقنا بهم ذريتهم " على الجمع وقرأته قراء الكوفة " واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " كلتيهما بإفراد وقرأ بعض قراء البصرة وهو أبو عمرو " واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " .
والصواب من القول في ذلك ان جميع ذلك قراءات معروفات مسفيضات في قرأة الأمصار متقاربات المعاني فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب .
وقوله " وما ألتناهم من عملهم من شيء " يقول تعالى ذكره : وما ألتنا الآباء يعني بقوله " وما ألتناهم " وما نقصناهم من أجور أعمالهم شيئاً فنأخذه منهم فنجعله لأبنائهم الذين ألحقناهم بهم ولكنا وفيناهم أجور أعمالهم وألحقنا أبناءهم بدرجاتهم تفضلاً منا عليهم والألت في كلام العرب : النقص والبخس وفيه لغة أخرى ولم يقرأ بها أحد نعمله ومن الألت قول الشاعر :
أبلغ بني ثعل عني مغلغلة جهد الرسالة لا ألتاً ولا كذبا
يعني : لا نقصان ولا زيادة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار قال : ثنا مؤمل قال : ثنا سفيان عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " وما ألتناهم من عملهم من شيء " قال : ما نقصناهم .
حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية عن ابن عباس قوله : " وما ألتناهم من عملهم من شيء " يقول : ما نقصناهم .
وحدثني موسى بن عبد الرحمن قال : ثنا موسى بن بشر قال : ثنا سفيان بن سعيد عن سماعة عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس " وما ألتناهم من عملهم من شيء " قال : وما نقصناهم .
حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد " وما ألتناهم من عملهم من شيء " قال : ما نقصنا الآباء للأبناء .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : ما نقصنا الآباء للأبناء " وما ألتناهم " قال : وما نقصناهم .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله " وما ألتناهم من عملهم من شيء " قال : نقصناهم.
حدثنا ابن حميد، قال : ثنا حكام ، عن أبي جعفر ، عنالربيع بن أنس، "وما ألتناهم من عملهم من شيء" يقول : ما نقصناآناءهم شيئا.
قال : ثنا مهران عن أبي جعفر عن الربيع بن أنس مثله .
حدثنا ابن المثنى قال : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة عن أبي المعلى عن سعيد بن جبير " وما ألتناهم " قال وما ظلمناهم .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله " وما ألتناهم من عملهم من شيء " يقول : وما ظلمناهم من علمهم من شيء .
حدثني محمد بن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور عن معمر عن قتادة " وما ألتناهم من عملهم من شيء " يقول وما ظلمناهم .
وحدثت عن الحسين قال : سمعت أبا معاذ يقول :أخبرنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله " وما ألتناهم " يقول : وما ظلمناهم .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " وما ألتناهم من عملهم " قال : يقول :لم نظلمهم من عملهم من شيء : لم ننتقصهم فنعطيه ذرياتهم الذين ألحقناهم بهم لم يبلغوا الأعمال ألحقهم بالذين قد بلغوا الأعمال " وما ألتناهم من عملهم من شيء " قال : لم يأخذ عمل الكبار فيجزيه الصغار وأدخلهم برحمته والكبار عملوا فدخلوا بأعمالهم .
وقوله " كل امرئ بما كسب رهين " يقول :كل نفس بما كسبت وعملت من خير وشر مرتهنة لا يؤاخذ أحد بذنب غيره وإنما يعاقب بذنب نفسه .
قوله تعالى " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم " قرأ العامة "واتبعتهم" بوصل الألف وتشديد التاء وفتح العين وإسكان التاء . وقرأ أبو عمرو وأتبعناهم بقطع الألف وإسكان التاء والعين ونون اعتبارا بقوله " ألحقنا بهم " ليكون الكلام على نسق واحد . فأما قوله : "ذريتهم " الأولى فقرأها بالجمع ابن عامر وأبو عمرو ويعقوبورواها عن نافع إلا أن أبا عمرو كسر التاء على المفعول وضم باقيهم وقرأ الباقون "ذريتهم" على التوحيد وضم التاء وهو المشهور عن نافع فأما الثانية فقرأها نافعوابن عامر وأبو عمرو ويعقوببكسر التاء على الجمع . الباقون ذريتهم على التوحيد وفتح التاء واختلف في معناه ، فقيل عن ابن عباس أربع روايات الأولى أنه قال: إن الله ليرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه وتلا هذه الآية . ورواه مرفوعا النحاس في الناسخ والمنسوخ له عن سعيد بن جبير" عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل ليرفع ذرية المؤمن معه في درجته في الجنة وإن كان لم يبلغها بعمله لتقر بهم عينه " ثم قرأ " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان " الآية . قال أبو جعفر فصار الحديث مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم وكذا يجب أن يكون ، لأن ابن عباس لا يقول هذا إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه إخبار عن الله عز وجل بما يفعله وبمعنى أنه أنزلها جل ثناؤه . الزمخشري : فيجمع الله لهم أنواع السرور بسعادتهم في أنفسهم ، وبمزاوجة الحور العين وبمؤانسة الإخوان المؤمنين وباجتماع أولادهم ونسلهم بهم . وعن ابن عباس أيضا أنه قال : إن الله ليلحق بالمؤمن ذريته الصغار الذين لم يبلغوا الإيمان قاله المهدوي والذرية تقع على الصغار والكبار فإن جعلت الذرية ها هنا للصغار كان قوله تعالى " بإيمان" في موضع الحال من المفعولين وكان التقدير بإيمان من الآباء . وإن جعلت الذرية للكبار كان قوله بإيمان حالا من الفاعلين القول الثالث عن ابن عباس أن المراد بالذين آمنوا المهاجرون والأنصار والذرية التابعون . وفي رواية عنه : إن كان الآباء أرفع درجة رفع الله الأبناء إلى الآباء ، وإن كان الأبناء أرفع درجة رفع الله الآباء إلى الأبناء فالآباء داخلون في اسم الذرية كقوله تعالى" وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون " وعن ابن عباس أيضا يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة سأل أحدهم عن أبويه وعن زوجته وولده فيقال لهم إنهم لم يدركوا ما أدركت فيقول يا رب إني عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به . و"قالت خديجة رضي الله عنها : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ولدين لي ماتا في الجاهلية فقال لي : هما في النار فلما رأى الكراهية في وجهي قال : لو رأيت مكانهما لأبغضتهما قالت يا رسول الله فولدي منك ؟ قال : في الجنة ثم قال : إن المؤمنين وأولادهم في الجنة والمشركين وأولادهم في النار ثم قرأ "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان " الآية ""وما ألتناهم من عملهم من شيء " أي ما نقصنا الأبناء من ثواب أعمالهم لقصر أعمارهم وما نقصنا الآباء من ثواب أعمالهم شيئا بإلحاق الذريات بهم . والهاء والميم راجعان إلى قوله تعالى : "والذين آمنوا " وقال ابن زيد المعنى : " واتبعتهم ذريتهم بإيمان " ألحقنا بالذرية أبناءهم الصغار الذين لم يبلغوا العمل فالهاء والميم على هذا القول للذرية وقرأ ابن كثير وما ألتناهم بكسر اللام . وفتح الباقون وعن أبي هريرة آلتناهم بالمد قال ابن الأعرابي ألته يألته ألتا وآلته يؤلته إيلاتا ولاته يليته ليتا كلها إذا نقصه وفي الصحاح ولاته عن وجهه يلوته ويليته أي حبسه عن وجهه وصرفه ، وكذلك ألاته عن وجهه فعل وأفعل بمعنى ، ويقال أيضا ما ألاته من عمله شيئا أي ما نقصه مثل ألته وقد مضى بالحجرات "كل امرئ بما كسب رهين " قيل يرجع إلى أهل النار قال ابن عباس : ارتهن أهل جهنم بأعمالهم وصار أهل الجنة إلى نعيمهم ولهذا قال: " كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين " وقيل هو عام لكل إنسان مرتهن بعمله فلا ينقص أحد من ثواب عمله فأما الزيادة على ثواب العمل فهي تفضل من الله . ويحتمل أن يكون هذا في الذرية الذين لم يؤمنوا فلا يلحقون آباءهم المؤمنين بل يكونون مرتهنين بكفرهم .
يخبر تعالى عن فضله وكرمه وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه, أن المؤمنين إذا اتبعتهم ذرياتهم في الإيمان يلحقهم بآبائهم في المنزلة, وإن لم يبلغوا عملهم لتقر أعين الاباء بالأبناء عندهم في منازلهم, فيجمع بينهم على أحسن الوجوه بأن يرفع الناقص العمل بكامل العمل, ولا ينقص ذلك من عمله ومنزلته للتساوي بينه وبين ذاك, ولهذا قال: "ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء" قال الثوري عن عمر بن مرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن الله ليرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل لتقر بهم عينه, ثم قرأ "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء" ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سفيان الثوري به, وكذا رواه ابن جرير من حديث شعبة عن عمرو بن مرة به, ورواه البزار عن سهل بن بحر عن الحسن بن حماد الوراق, عن قيس بن الربيع عن عمرو بن مرة عن سعيد عن ابن عباس مرفوعاً, فذكره ثم قال وقد رواه الثوري عن عمرو بن مرة عن سعيد عن ابن عباس موقوفاً, وقال ابن أبي حاتم: حدثنا العباس بن الوليد بن يزيد البيروتي, أخبرني محمد بن شعيب, أخبرني شيبان, أخبرني ليث عن حبيب بن أبي ثابت الأسدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم" قال: هم ذرية المؤمن يموتون على الإيمان, فإن كانت منازل آبائهم أرفع من منازلهم ألحقوا بآبائهم, ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوها شيئاً. وقال الحافظ الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري, حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان, حدثنا شريك عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس, أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده, فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك, فيقول: يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به " وقرأ ابن عباس "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان" الاية.
وقال العوفي عن ابن عباس في هذه الاية يقول: والذين أدرك ذريتهم الإيمان فعملوا بطاعتي ألحقتهم بإيمانهم إلى الجنة, وأولادهم الصغار تلحق بهم, وهذا راجع إلى التفسير الأول, فإن ذلك مفسر أصرح من هذا, وهكذا يقول الشعبي وسعيد بن جبير وإبراهيم وقتادة وأبو صالح والربيع بن أنس والضحاك وابن زيد, وهو اختيار ابن جرير وقد قال عبد الله بن الإمام أحمد: حدثنا عثمان بن أبي شيبة, حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي قال: سألت خديجة النبي صلى الله عليه وسلم عن ولدين ماتا لها في الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هما في النار" فلما رأى الكراهية في وجهها قال: "لو رأيت مكانهما لأبغضتهما" قالت: يا رسول الله فولدي منك ؟ قال: "في الجنة" قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمنين وأولادهم في الجنة, وإن المشركين وأولادهم في النار" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان" الاية, هذا فضله تعالى على الأبناء ببركة عمل الاباء وأما فضله على الاباء ببركة دعاء الأبناء فقد قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد, حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب أنى لي هذه ؟ فيقول: باستغفار ولدك لك" إسناده صحيح ولم يخرجوه من هذا الوجه ولكن له شاهد في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, أو علم ينتفع به, أو ولد صالح يدعو له".
وقوله تعالى: " كل امرئ بما كسب رهين " لما أخبر عن مقام الفضل وهو رفع درجة الذرية إلى منزلة الاباء من غير عمل يقتضي ذلك, أخبر عن مقام العدل وهو أنه لا يؤاخذ أحداً بذنب أحد فقال تعالى: " كل امرئ بما كسب رهين " أي مرتهن بعمله لا يحمل عليه ذنب غيره من الناس, سواء كان أباً أو ابناً كما قال تعالى: " كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين * في جنات يتساءلون * عن المجرمين " وقوله: "وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون" أي وألحقناهم بفواكة ولحوم من أنواع شتى مما يستطاب ويشتهى. وقوله: "يتنازعون فيها كأساً" أي يتعاطون فيها كأساً أي من الخمر, قاله الضحاك "لا لغو فيها ولا تأثيم" أي لا يتكلمون فيها بكلام لاغ أي هذيان ولا إثم أي فحش كما يتكلم به الشربة من أهل الدنيا, قال ابن عباس: اللغو الباطل والتأثيم الكذب, وقال مجاهد: لا يستبون ولا يؤثمون. وقال قتادة: كان ذلك في الدنيا مع الشيطان فنزه الله خمر الاخرة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها, كما تقدم فنفى عنها صداع الرأس ووجع البطن وإزالة العقل بالكلية, وأخبر أنها لا تحملهم على الكلام السيء الفارغ عن الفائدة المتضمن هذياناً وفحشاً, وأخبر بحسن منظرها وطيب طعمها ومخبرها فقال: "بيضاء لذة للشاربين * لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون" وقال: "لا يصدعون عنها ولا ينزفون" وقال ههنا "يتنازعون فيها كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم" وقوله تعالى: "ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون" إخبار عن خدمهم وحشمهم في الجنة, كأنهم اللؤلؤ الرطب المكنون في حسنهم وبهائهم ونظافتهم وحسن ملابسهم, كما قال تعالى: " يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين " وقوله تعالى: "وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون" أي أقبلوا يتحادثون ويتساءلون عن أعمالهم وأحوالهم في الدنيا, وهذا كما يتحدث أهل الشراب على شرابهم إذا أخذ فيهم الشراب بما كان من أمرهم "قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين" أي كنا في الدار الدنيا ونحن بين أهلنا خائفين من ربنا مشفقين من عذابه وعقابه "فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم" أي فتصدق علينا وأجارنا مما نخاف "إنا كنا من قبل ندعوه" أي نتضرع إليه فاستجاب لنا وأعطانا سؤالنا "إنه هو البر الرحيم".
وقد ورد في هذا المقام حديث رواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده فقال: حدثنا سلمة بن شبيب, حدثنا سعيد بن دينار, حدثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى الإخوان, فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا فيتحدثان, فيتكىء هذا ويتكىء هذا فيتحدثان بما كان في الدنيا, فيقول أحدهما لصاحبه: يا فلان تدري أي يوم غفر الله لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله عز وجل فغفر لنا" ثم قال البزار: لا نعرفه يروى إلا بهذا الإسناد. قلت: وسعيد بن دينار الدمشقي ؟ قال أبو حاتم: هو مجهول وشيخه الربيع بن صبيح, وقد تكلم فيه غير واحد من جهة حفظه وهو رجل صالح ثقة في نفسه. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي, حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة أنها قرأت هذه الاية "فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم * إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم" فقالت: اللهم من علينا وقنا عذاب السموم إنك أنت البر الرحيم. قيل للأعمش في الصلاة ؟ قال: نعم.
لما فرغ سبحانه من ذكر أهل الجنة على العموم ذكر حال طائفة منهم على الخصوص فقال: 21- " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " والموصول مبتدأ، وخبره ألحقنا بهم ويجوز أن يكون منصوباً بفعل مقدر: أي وأكرمنا الذين آمنوا، ويكون ألحقنا مفسراً لهذا الفعل المقدر. قرأ الجمهور "واتبعتهم" بإسناد الفعل إلى الذرية. وقرأ أبو عمرو "أتبعناهم" بإسناد الفعل إلى المتكلم، كقوله ألحقنا. وقرأ الجمهور "ذريتهم" بالإفراد. وقرأ ابن عامر وأبو عمرو ويعقوب بالجمع، إلا أن أبا عمرو قرأ بالنصب على المفعولية لكونه قرأ: وأتبعناهم، ورويت قراءة الجمع هذه عن نافع، والمشهور عنه كقراءة الجمهور. وقرأ الجمهور "ألحقنا بهم ذريتهم" بالإفراد. وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمور ويعقوب على الجمع، وجملة "واتبعتهم ذريتهم" معطوف على آمنوا أو معترضة، وبإيمان متعلق بالاتباع، ومعنى هذه الآية: أن الله سبحانه يرفع ذرية المؤمن إليه وإن كانوا دونه في العمل لتقر عينه وتطيب نفسه بشرط أن يكونوا مؤمنين، فيختص ذلك بمن يتصف بالإيمان من الذرية وهم البالغون دون الصغار، فإنهم وإن كانوا لاحقين بآبائهم فبدليل آخر غير هذه الآية. وقيل إن الذرية تطلق على الكبار والصغار كما هو المعنى اللغوي، فيلحق بالآباء المؤمنين صغار ذريتهم وكبارهم، ويكون قوله: بإيمان في محل نصب على الحال: أي بإيمان من الآباء. وقيل إن الضمير في بهم راجع إلى الذرية المذكورة أولاً: أي ألحقنا بالذرية المتبعة لآبائهم بإيمان ذريتهم. وقيل المراد بالذين آمنوا المهاجرون والأنصار فقط، وظاهر الآية العموم، ولا يوجب تخصيصها بالمهاجرين والأنصار كونهم السبب في نزولها إن صح ذلك، فالاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب "وما ألتناهم من عملهم من شيء" قرأ الجمهور بفتح اللام من "ألتنا" وقرأ ابن كثير بكسرها: أي وما نقصنا الآباء بإلحاق ذريتهم بهم من ثواب أعمالهم شيئاً، فضمير المفعول عائد إلى الذين آمنوا. وقيل المعنى: وما نقصنا الذرية من أعمالهم شيئاً لقصر أعمارهم، والأول أولى، وقد قدمنا تحقيق معنى لاته وآلاته في سورة الحجرات. وقرأ ابن هرمز آلتناهم بالمد، وهو لغة، قال في الصحاح: يقال ما آلته من عام، وأن كل إنسان مرتهن بعمله، فإن قام به على الوجه الذي أمره الله به فكه وإلا أهلكه. وقيل هو بمعنى راهن، والمعنى: كل امرئ بما كسب دائم ثابت. وقيل هذا خاص بالكفار لقوله: " كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين ".
21. " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان "، قرأ أبو عمرو: ((وأتبعناهم))، بقطع الألف على التعظيم، ((ذرياتهم))، بالألف وكسر التاء فيهما لقوله: ((ألحقنا بهم)) ((وما ألتناهم))، ليكون الكلام على نسق واحد.
وقرأ الآخرون: ((واتبعتهم)) بوصل الألف وتشديد التاء بعدها وسكون التاء الأخيرة.
ثم اختلفوا في ((ذريتهم)): قرأ أهل المدينة الأولى بغير ألف وضم التاء، والثانية بالألف وكسر التاء، وقرأ أهل الشام و يعقوب كلاهما بالألف وكسر التاء في الثانية، وقرأ الآخرون بغير ألف فيهما ورفع التاء في الأولى ونصبها في الثانية.
واختلفوا في معنى الآية، فقال قوم: معناها والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان، يعنى: أولادهم الصغار والكبار، فالكبار بإيمانهم بأنفسهم، والصغار بإيمان آبائهم، فإن الولد الصغير يحكم بإسلامه تبعاً لأحد الأبوين " ألحقنا بهم ذريتهم "، المؤمنين [في الجنة بدرجاتهم وإن لم يبلغوا بأعمالهم درجات آبائهم] تكرمةً لآبائهم لتقر بذلك أعينهم. وهي رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم.
وقال آخرون: معناه والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم البالغون بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم الصغار الذين لم يبلغوا الإيمان بإيمان آبائهم. وهو قول الضحاك ، ورواية العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أخبر الله عز وجل أنه يجمع لعبده المؤمن ذريته في الجنة كما كان يحب في الدنيا أن يجتمعوا إليه، يدخلهم الجنة بفضله ويلحقهم بدرجته بعمل أبيه، من غير أن ينقص الآباء من أعمالهم شيئاً، فذلك قوله: " وما ألتناهم "، قرأ ابن كثير بكسر اللام، والباقون بفتحها أي ما نقصناهم يعني الآباء " من عملهم من شيء ".
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني الحسين بن محمد بن عبد الله الحديثي ، حدثنا سعيد بن محمد بن إسحاق الصيرفي ، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا جبارة بن المغلس حدثنا قيس بن الربيع حدثنا عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه في العمل، لتقر بهم عينه ، ثم قرأ: " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم "، إلى آخر الآية."
أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه الدينوري ، حدثنا أبو بكر بن مالك القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن عثمان عن زاذان عن علي رضي الله عنه قال: " سألت خديجة رضي الله تعالى عنها النبي صلى الله عليه وسلم: عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هما في النار، فلما رأى الكراهة في وجهها، قال: لو رأيت مكانهما لأبغضتهما ، قالت: يارسول الله فولدي منك؟ قال: في الجنة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم "".
" كل امرئ بما كسب رهين "، قال مقاتل : كل امرئ كافر بما عمل من الشرك مرتهن في النار، والمؤمن لا يكون مرتهناً، لقوله عز وجل: " كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين "، ثم ذكر ما يزيدهم من الخير والنعمة فقال:
21-" والذين آمنوا " على حور أي قرناهم بأزواج حور ورفقاء مؤمنين . وقيل إنه مبتدأ " ألحقنا بهم " وقوله : " واتبعتهم ذريتهم بإيمان " اعتراض للتعليل ، وقرأ ابن عامر و يعقوب ذرياتهم بالجمع وضم تاء المبالغة في كثرتهم والتصريح ، فإن الذرية تقع على الواحد والكثير ، وقرأ أبو عمرو أتبعناهم ذرياتهم أي جعلناهم تابعين لهم في الإيمان وقيل " بإيمان " حال من الضمير أو الذرية أو منهما وتنكيره للتعظيم ، أو الإشعار بأنه يكفي للإلحاق المتابعة في أصل الإيمان . " ألحقنا بهم ذريتهم " في دخول الجنة أو الدرجة . لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال " إن الله يرفع ذرية المؤمن في درجته وإن كانوا دونه لتقر بهم عينه ثم تلا هذه الآية " وقرأ نافع و ابن عامر و البصريان " ذرياتهم " . " وما ألتناهم " وما نقصناهم . " من عملهم من شيء " بهذا الإلحاق فإنه كان يحتمل أن يكون بنقص مرتبة الآباء أو بإعطاء بعض مثوباتهم ، ويحتمل أن يكون بالتفصيل عليهم وهو الائق بكمال لطفه . وقرأ ابن كثير بكسر اللام من ألت يألت ، وعنه لتناهم من لات يليت و آلتناهم من آلت يولت ، و والتناهم من ولت ومعنى الكل واحد . " كل امرئ بما كسب رهين " بعمله مرهون عند الله تعالى فإن عمل صالحاً فكه وإلا أهلكه .
21. And they who believe and whose seed follow them in faith, We cause their seed to join them (there), and We deprive them of naught of their (life's) work. Every man is a pledge for that which he hath earned.
21 - And those who believe and whose families follow them in Faith, to them shall We join their families: nor shall We deprive them (of the fruit) of aught of their works: (yet) is each individual in pledge for his deeds.