[الطور : 17] إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ
17 - (إن المتقين في جنات ونعيم)
يقول تعالى ذكره : إن الذين اتقوا الله بأداء فرائضه واجتناب معاصيه في جنات : يقول في بساتين ونعيم فيها ، وذلك في الآخرة .
قوله تعالى " إن المتقين في جنات ونعيم " لما ذكر حال الكفار ذكر حال المؤمنين أيضا
أخبر الله تعالى عن حال السعداء فقال "إن المتقين في جنات ونعيم" وذلك بضد ما أولئك فيه من العذاب والنكال "فاكهين بما آتاهم ربهم" أي يتفكهون بما آتاهم الله من النعيم من أصناف الملاذ من مآكل ومشارب وملابس ومساكن ومراكب وغير ذلك "ووقاهم ربهم عذاب الجحيم" أي وقد نجاهم من عذاب النار, وتلك نعمة مستقلة بذاتها على حدتها مع ما أضيف إليها من دخول الجنة التي فيها من السرور ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. وقوله تعالى: "كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون" كقوله تعالى: "كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية" أي هذا بذاك تفضلاً منه وإحساناً. وقوله تعالى: "متكئين على سرر مصفوفة" قال الثوري عن حصين عن مجاهد عن ابن عباس السرر في الحجال, وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا أبو اليمان, حدثنا صفوان بن عمرو أنه سمع الهيثم بن مالك الطائي يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليتكىء المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحول عنه ولا يمله, يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه". وحدثنا أبي, أخبرنا هدبة بن خالد عن سليمان بن المغيرة عن ثابت قال: بلغنا أن الرجل ليتكىء في الجنة سبعين سنة عنده من أزواجه وخدمه, وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم, فإذا حانت منه نظرة فإذا أزواج له لم يكن رآهن قبل ذلك, فيقلن قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيباً, ومعنى " مصفوفة " أي وجوه بعضهم إلى بعض كقوله "على سرر متقابلين" "وزوجناهم بحور عين" أي وجعلنا لهم قرينات صالحات وزوجات حساناً من الحور العين, وقال مجاهد "وزوجناهم" أنكحناهم بحور عين, وقد تقدم وصفهن في غير موضع بما أغنى عن إعادته ههنا.
17- "إن المتقين في جنات ونعيم" لما فرغ سبحانه من ذكر حال المجرمين ذكر حال المتقين، وهذه الجملة يجوز أن تكون مستأنفة ويجوز أن تكون من جملة ما يقال للكفار زيادة في غمهم وحسرتهم، والتنوين "في جنات ونعيم" للتفخيم.
17. " إن المتقين في جنات ونعيم "
17-" إن المتقين في جنات ونعيم " في أية جنان وأي نعيم ، أو في " جنات ونعيم " مخصوصة بها .
17. Lo! those who kept their duty dwell in gardens and delight,
17 - As to the Righteous, they will be in Gardens, and in Happiness,