[الذاريات : 48] وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ
48 - (والأرض فرشناها) مهدناها (فنعم الماهدون) نحن
وقوله "والأرض فرشناها " يقول تعالى ذكره : والأرض جعلناها فراشاً للخلق " فنعم الماهدون " يقول : فنعم الماهدون لهم نحن .
"والأرض فرشناها " أي بسطناها كالفراش على وجه الماء ومددناها "فنعم الماهدون" أي فنعم الماهدون نحن لهم . والمعنى في الجمع التعظيم مهدت الفراش مهدا بسطته ووطأته وتمهيد الأمور تسويتها وإصلاحها .
يقول تعالى منبهاً على خلق العالم العلوي والسفلي "والسماء بنيناها" أي جعلناها سقفاً محفوظا رفيعاً "بأيد" أي بقوة, قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة والثوري وغير واحد "وإنا لموسعون" أي قد وسعنا أرجاءها فرفعناها بغير عمد حتى استقلت كما هي "والأرض فرشناها" أي جعلناها فراشاً للمخلوقات "فنعم الماهدون" أي وجعلناها مهداً لأهلها "ومن كل شيء خلقنا زوجين" أي جميع المخلوقات أزواج سماء وأرض وليل ونهار, وشمس وقمر وبر وبحر وضياء وظلام, وإيمان وكفر وموت وحياة وشقاء وسعادة وجنة ونار, حتى الحيوانات والنباتات, ولهذا قال تعالى: "لعلكم تذكرون" أي لتعلموا أن الخالق واحد لا شريك له "ففروا إلى الله" أي الجأوا إليه واعتمدوا في أموركم عليه "إني لكم منه نذير مبين * ولا تجعلوا مع الله إلهاً آخر" أي لا تشركوا به شيئاً "إني لكم منه نذير مبين".
48- "والأرض فرشناها" قرأ الجمهور بنصب "الأرض" على الاشتغال، وقرأ أبو السماك وابن مقسم برفعها كما تقدم في قوله: "والسماء بنيناها" ومعنى فرشناها: بسطناها كالفراش "فنعم الماهدون" أي نحن، يقال مهدت الفراش: بسطته ووطأته، وتمهدي الأمور: تسويتها وإصلاحها.
48. " والأرض فرشناها "، بسطناها ومهدناها لكم، " فنعم الماهدون "، الباسطون نحن: قال ابن عباس: نعم ما وطأت لعبادي.
48-" والأرض فرشناها " مهدناها لتستقروا عليها . " فنعم الماهدون " أي نحن .
48. And the earth have We laid out, how gracious was the Spreader (thereof)!
48 - And We have spread out the (spacious) earth: how excellently We do spread out!