[الذاريات : 43] وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ
43 - (وفي) إهلاكك (ثمود) آية (إذ قيل لهم) بعد عقر الناقة (تمتعوا حتى حين) إلى انقضاء آجالكم كما في آية تمتعوا في داركم ثلاثة أيام
يقول تعالى ذكره : وفي ثمود أيضاً لهم عبرة ومتعظ إذ قال لهم ربهم يقول : فتكبروا عن أمر ربهم وعلوا استكباراً عن طاعة الله .
كما حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله " فعتوا " قال : علوا .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " فعتوا عن أمر ربهم " قال : العاتي : العاصي التارك لأمر الله .
وقوله " فأخذتهم الصاعقة " يقول تعالى ذكره فأخذتهم صاعقة العذاب فجأة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك .
حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله " فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون " وهم ينتظرون وذلك ان ثمود وعدت العذاب قبل نزوله بهم بثلاثة أيام وجعل لنزوله عليهم علامات في تلك الثلاثة فظهرت العلامات التي جعلت لهم الدالة على نزولها في تلك الأيام فأصبحوا في اليوم الرابع موقنين بأن العذاب بهم نازل ينتظرون حلوله بهم وقرأت قراء الأمصار خلا الكسائي " فأخذتهم الصاعقة " بالألف وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قرأ ذلك فأخذتهم الصعقة بغير ألف .
حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران عن سفيان عن السدي عن عمرو بن ميمون الأودي ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ فأخذتهم الصعقة وكذلك قرأ الكسائي وبالألف نقرأ الصاعقة لإجماع الحجة من القراء عليها .
قوله تعالى " وفي ثمود" أي وفيهم أيضا عبرة وآية حين قيل لهم عيشوا متمتعين بالدنيا "حتى حين " أي إلى وقت الهلاك وهو ثلاثة أيام كما في هود " تمتعوا في داركم ثلاثة أيام " وقيل معنى "تمتعوا" أي أسلموا وتمتعوا إلى وقت فراغ آجالكم .
يقول تعالى: "وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين" أي بدليل باهر وحجة قاطعة "فتولى بركنه" أي فأعرض فرعون عما جاءه به موسى من الحق المبين استكباراً وعناداً. وقال مجاهد: تعزز بأصحابه, وقال قتادة: غلب عدو الله على قومه, وقال ابن زيد "فتولى بركنه" أي بجموعه التي معه ثم قرأ "لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد" والمعنى الأول قوي كقوله تعالى: "ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله" أي معرض عن الحق مستكبر "وقال ساحر أو مجنون" أي لا يخلو أمرك فيما جئتني به من أن تكون ساحراً أو مجنوناً قال الله تعالى: "فأخذناه وجنوده فنبذناهم" أي ألقيناهم "في اليم" وهو البحر "وهو مليم" أي وهو ملوم كافر جاحد فاجر معاند.
ثم قال عز وجل "وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم" أي المفسدة التي لا تنتج شيئاً قاله الضحاك وقتادة وغيرهما ولهذا قال تعالى: "ما تذر من شيء أتت عليه" أي مما تفسده الريح "إلا جعلته كالرميم" أي كالشيء الهالك البالي, وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب, حدثنا عمي عبد الله بن وهب, حدثني عبد الله يعني ابن عياش الغساني, حدثني عبد الله بن سليمان عن دراج عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الريح مسخرة من الثانية ـ يعني من الأرض الثانية ـ, فلما أراد الله تعالى أن يهلك عاداً أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عاداً قال أي رب أرسل عليهم الريح قدر منخر الثور ؟ قال له الجبار تبارك وتعالى لا إذاً تطفأ الأرض ومن عليها ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم فهي التي قال الله عز وجل في كتابه: "ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم" " هذا الحديث رفعه منكر والأقرب أن يكون موقوفاً على عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما من زاملتيه اللتين أصابهما يوم اليرموك, والله أعلم. قال سعيد بن المسيب وغيره في قوله تعالى: "إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم" قالوا: هي الجنوب. وقد ثبت في الصحيح من رواية شعبة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور" "وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين" قال ابن جرير: يعني إلى وقت فناء آجالكم. والظاهر أن هذه كقوله تعالى: "وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون" وهكذا قال ههنا: " وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين * فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون " وذلك أنهم انتظروا العذاب ثلاثة أيام فجاءهم في صبيحة اليوم الرابع بكرة النهار "فما استطاعوا من قيام" أي من هرب ولا نهوض "وما كانوا منتصرين" أي لا يقدرون على أن ينتصروا مما هم فيه. وقوله عز وجل: "وقوم نوح من قبل" أي وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤلاء "إنهم كانوا قوماً فاسقين" وكل هذه القصص قد تقدمت مبسوطة في أماكن كثيرة من سور متعددة, والله أعلم.
43- "وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين" أي وتركنا في قصة ثمود آية وقت قلنا لهم عيشوا متمتعين بالدنيا إلى حين وقت الهلاك، وهو ثلاثة أيام كما في قوله: "تمتعوا في داركم ثلاثة أيام".
43. " وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين "، يعني وقت فناء آجالهم، وذلك أنهم لما عقروا الناقة قيل لهم: تمتعوا ثلاثة أيام.
43-" وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين " تفسيره قوله : " تمتعوا في داركم ثلاثة أيام " .
43. And in (the tribe of) Thamud (there is a portent) when it was told them: Take your ease awhile.
43 - And in the Thamud (was another Sign): behold, they were told, Enjoy (your brief day) for a little while!