[المائدة : 35] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
35 - (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله) خافوا عقابه بأن تطيعوه (وابتغوا) اطلبوا (إليه الوسيلة) ما يقربكم إليه من طاعته (وجاهدوا في سبيله) لإعلاء دينه (لعلكم تفلحون) تفوزون
قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك : يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله فيما أخبرهم ووعد من الثواب وأوعد من العقاب ، "اتقوا الله"، يقول : أجيبوا الله فيما أمركم ونهاكم بالطاعة له في ذلك ، وحققوا إيمانكم وتصديقكم ربكم ونبتكم بالصالح من أعمالكم ، "وابتغوا إليه الوسيلة"، يقول : واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه.
و "الوسيلة": هي الفعيلة من قول القائل : توسلت إلى فلان بكذا، بمعنى : تقربت إليه ، ومنه قول عنترة :
إن الرجال لهم إليك وسيلة إن يأخذوك، تكحلي وتخضبي
يعني ب الوسيلة، القربة، ومنه قول الآخر:
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن بشار قال ، حدثنا أبو أحمد الزبيري قال ، حدثنا سفيان ، ح ، وحدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا زيد بن الحباب ، عن سفيان ، عن منصور، عن أبي وائل : "وابتغوا إليه الوسيلة"، قال : القربة في الأعمال.
حدثنا هناد قال ، حدثنا وكيع ، ح ، وحدثنا سفيان قال ، حدثنا أبي ، عن طلحة، عن عطاء: "وابتغوا إليه الوسيلة"، قال : القربة .
حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أحمد قال ، حدثنا أسباط ، عن السدي : "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة"، قال : فهي المسألة والقربة.
حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله : "وابتغوا إليه الوسيلة"، أي : تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه.
حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "وابتغوا إليه الوسيلة"، القربة إلى الله جل وعز.
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر، عن الحسن في قوله : "وابتغوا إليه الوسيلة"، قال : القربة.
حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن كثير قوله : "وابتغوا إليه الوسيلة"، قال : القربة.
حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : "وابتغوا إليه الوسيلة"، قال : المحبة، تحببوا إلى الله. وقرأ: "أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة" [الإسراء : 57].
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه للمؤمنين به وبرسوله : وجاهدوا ، أيها المؤمنون ، أعدائي وأعداءكم ، في سبيلي ، يعني في دينه وشريعته التي شرعها لعباده ، وهي الإسلام . يقول : أتعبوا أنفسكم في قتالهم وحملهم على الدخول في الحنيفية المسلمة، "لعلكم تفلحون"، يقول : كيما تنجحوا، فتدركوا البقاء الذائم والخلود في جنانه.
وقد دللنا على معنى (الفلاح) فيما مض بشواهده ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع.
قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة " الوسيلة هي القربة عن أبي وائل والحسن ومجاهد وقتادة وعطاء والسدي وابن زيد وعبد الله بن كثير وهي فعيلة من توسلت إليه أي تقربت قال عنتزة:
إن الرجل لهم إليك وسيلة أن يأخذوك تكحلي وتخضبي
والجمع الوسائل قال:
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل
ويقال : منه سلت أسأل أي طلبت وهما يتساولان أي يطلب كل واحد من صاحبه فالأصل الطلب والوسيلة القربة التي ينبغي أن يطلب بها ، والوسيلة درجة الجنة وهي التي جاء الحديث الصحيح بها في "قوله عليه الصلاة السلام:
فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة "
يقول تعالى آمراً عباده المؤمنين بتقواه, وهي إذا قرنت بطاعته كان المراد بها الانكفاف عن المحارم وترك المنهيات, وقد قال بعدها "وابتغوا إليه الوسيلة" قال سفيان الثوري, عن طلحة عن عطاء, عن ابن عباس: أي القربة, وكذا قال مجاهد وأبو وائل والحسن وقتادة وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد. وقال قتادة: أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه, وقرأ ابن زيد "أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة" وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه. وأنشد عليه ابن جرير قول الشاعر:
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل
والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود, والوسيلة أيضاً علم على أعلى منزلة في الجنة وهي منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وداره في الجنة, وهي أقرب أمكنة الجنة إلى العرش, وقد ثبت في صحيح البخاري من طريق محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة, والصلاة القائمة, آت محمداً الوسيلة والفضيلة, وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته, إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة" .
[حديث آخر] ـ في صحيح مسلم من حديث كعب بن علقمة, عن عبد الرحمن بن جبير, عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول, ثم صلوا علي, فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشراً, ثم سلوا لي الوسيلة, فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله, وأرجو أن أكون أنا هو, فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة".
[حديث آخر] ـ قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق, أخبرنا سفيان عن ليث, عن كعب, عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"إذا صليتم علي فسلوا لي الوسيلة". قيل: يا رسول الله, وما الوسيلة ؟ قال "أعلى درجة في الجنة, لا ينالها إلا رجل واحد, وأرجو أن أكون أنا هو". ورواه الترمذي عن بندار, عن أبي عاصم, عن سفيان الثوري, عن ليث بن أبي سليم, عن كعب قال: حدثني أبو هريرة, ثم قال: غريب, وكعب ليس بمعروف, لا نعرف أحداً روى عنه غير ليث بن أبي سليم.
[حديث آخر] ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه, قال أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الباقي بن قانع, حدثنا محمد بن نصر الترمذي, حدثنا عبد الحميد بن صالح, حدثنا ابن شهاب عن ليث, عن المعلى, عن محمد بن كعب, عن أبي هريرة رفعه, قال "صلوا علي صلاتكم وسلوا الله لي الوسيلة" فسألوه, أو أخبرهم أن الوسيلة درجة في الجنة ليس ينالها إلا رجل واحد, وأرجو أن أكون أنا .
[حديث آخر] ـ قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: أخبرنا أحمد بن علي الأبار, حدثنا الوليد بن عبد الملك الحراني, حدثنا موسى بن أعين عن ابن أبي ذئب, عن محمد بن عمرو بن عطاء, عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سلوا الله لي الوسيلة, فإنه لم يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيدا أو شفيعاً يوم القيامة", ثم قال الطبراني لم يروه عن ابن أبي ذئب إلا موسى بن أعين, كذا قال . وقد رواه ابن مردويه: حدثنا محمد بن علي بن دحيم, حدثنا أحمد بن حازم, حدثنا عبيد الله بن موسى, حدثنا موسى بن عبيدة عن محمد بن عمرو بن عطاء, فذكر بإسناده نحوه .
[حديث آخر] ـ روى ابن مردويه بإسناده عن عمارة بن غزية, عن موسى بن وردان أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة, فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة على خلقه".
[حديث آخر] ـ روى ابن مردويه أيضاً من طريقين عن عبد الحميد بن بحر, حدثنا شريك, عن أبي إسحاق, عن الحارث عن علي, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "في الجنة درجة تدعى الوسيلة, فإذا سألتم الله فسلوا لي الوسيلة" قالوا: يا رسول الله, من يسكن معك ؟ قال: "علي وفاطمة والحسن والحسين" هذا حديث غريب منكر من هذا الوجه, وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين, حدثنا الحسن الدشتكي, حدثنا أبو زهير, حدثنا سعيد بن طريف عن علي بن الحسين الأزدي مولى سالم بن ثوبان, قال: سمعت علي بن أبي طالب ينادي على منبر الكوفة: يا أيها الناس إن في الجنة لؤلؤتين: إحداهما بيضاء, والأخرى صفراء , أما البيضاء فإنها إلى بطنان العرش, والمقام المحمود من اللؤلؤة البيضاء سبعون ألف غرفة, كل بيت منها ثلاثة أميال, وغرفها وأبوابها وأسرتها وسكانها من عرق واحد, واسمها الوسيلة, هي لمحمد صلى الله عليه وسلم وأهل بيته, والصفراء فيها مثل ذلك هي لإبراهيم عليه السلام وأهل بيته, وهذا أثر غريب أيضاً .
وقوله "وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون" لما أمرهم بترك المحارم وفعل الطاعات, أمرهم بقتال الأعداء من الكفار والمشركين الخارجين عن الطريق المستقيم, والتاركين للدين القويم, ورغبهم في ذلك بالذي أعده للمجاهدين في سبيله يوم القيامة من الفلاح, والسعادة العظيمة الخالدة المستمرة التي لا تبيد ولا تحول ولا تزول في الغرف العالية الرفيعة, الآمنة الحسنة مناظرها, الطيبة مساكنها, التي من سكنها ينعم لا يبأس, ويحيى لا يموت, لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ,
ثم أخبر تعالى بما أعد لأعدائه الكفار من العذاب والنكال يوم القيامة فقال "إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعاً ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم" أي لو أن أحدهم جاء يوم القيامة بملء الأرض ذهباً وبمثله ليفتدي بذلك من عذاب الله الذي قد أحاط به, وتيقن وصوله إليه ما تقبل ذلك منه, بل لا مندوحة عنه ولا محيص ولا مناص, ولهذا قال "ولهم عذاب أليم" أي موجع "يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم" كما قال تعالى: "كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها" الآية, فلا يزالون يريدون الخروج مما هم فيه من شدته وأليم مسه ولا سبيل لهم إلى ذلك, وكلما رفعهم اللهب فصاروا في أعلى جهنم ضربتهم الزبانية بالمقامع الحديد فيردوهم إلى أسفلها "ولهم عذاب مقيم" أي دائم مستمر لا خروج لهم منها, ولا محيد لهم عنها, وقد قال حماد بن سلمة, عن ثابت, عن أنس بن مالك, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يؤتى بالرجل من أهل النار فيقال له:يا ابن آدم, كيف وجدت مضجعك ؟ فيقول: شر مضجع, فيقال: هل تفتدي بقراب الأرض ذهباً ؟ قال: فيقول: نعم يارب, فيقول الله: كذبت, قد سألتك أقل من ذلك فلم تفعل, فيؤمر به إلى النار", رواه مسلم والنسائي من طريق حماد بن سلمة بنحوه, وكذا رواه البخاري ومسلم من طريق معاذ بن هشام الدستوائي عن أبيه عن قتادة عن أنس به, وكذا أخرجاه من طريق أبي عمران الجوني واسمه عبد الملك بن حبيب عن أنس بن مالك به, ورواه مطر الوراق عن أنس بن مالك, ورواه ابن مردويه من طريقه عنه .
ثم روى ابن مردويه من طريق المسعودي عن يزيد بن صهيب الفقير عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يخرج من النار قوم فيدخلون الجنة" قال: فقلت لجابر بن عبد الله: يقول الله "يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها" قال: اتل أول الآية "إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعاً ومثله معه ليفتدوا به" الآية, ألا إنهم الذين كفروا. وقد روى الإمام أحمد ومسلم هذا الحديث: من وجه آخر عن يزيد الفقير, عن جابر, وهذا أبسط سياقاً, وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن محمد بن أبي شيبة الواسطي, حدثنا يزيد بن هارون, أخبرنا مبارك بن فضالة, حدثني يزيد الفقير قال: جلست إلى جابر بن عبد الله وهو يحدث, فحدث أن ناساً يخرجون من النار, قال: وأنا يومئذ أنكر ذلك, فغضبت وقلت: ما أعجب من الناس, ولكن أعجب منكم يا أصحاب محمد تزعمون أن الله يخرج ناساً من النار, والله يقول "يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها" الآية, فانتهرني أصحابه, وكان أحلمهم, فقال: دعوا الرجل إنما ذلك للكفار, فقرأ "إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعاً ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة" حتى بلغ "ولهم عذاب مقيم" أما تقرأ القرآن ؟ قلت: بلى قد جمعته, قال, أليس الله يقول "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً" فهو ذلك المقام, فإن الله تعالى يحتبس أقواماً بخطاياهم في النار ما شاء,لا يكلمهم فإذا أراد أن يخرجهم أخرجهم, قال: فلم أعد بعد ذلك إلى أن أكذب به.
ثم قال ابن مردويه: حدثنا دعلج بن أحمد, حدثنا عمرو بن حفص السدوسي, حدثنا عاصم بن علي, أخبرنا العباس بن الفضل, حدثنا سعيد بن المهلب, حدثني طلق بن حبيب قال: كنت من أشد الناس تكذيباً بالشفاعة حتى لقيت جابر بن عبد الله, فقرأت عليه كل آية أقدر عليها, يذكر الله فيها خلود أهل النار, فقال: يا طلق, أتراك أقرأ لكتاب الله وأعلم بسنة رسول الله مني ؟ إن الذين قرأت هم أهلها هم المشركون, ولكن هؤلاء قوم أصابوا ذنوباً فعذبوا, ثم أخرجوا منها, ثم أهوى بيديه إلى أذنيه فقال: صمتاً إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يخرجون من النار بعدما دخلوا" ونحن نقرأ كما قرأت .
35- "ابتغوا" اطلبوا "إليه" لا إلى غيره، و "الوسيلة" فعيلة من توسلت إليه: إذا تقربت إليه. قال عنترة:
إن الرجال لهم إليك وسيلـة إن يأخذوك تكحلي وتخضبي
وقال آخر:
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصابي بيننا والوسائل
فالوسيلة: القربة التي ينبغي أن تطلب وبه قال أبو وائل والحسن ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد. وروي عن ابن عباس وعطاء وعبد الله بن كثير. قال ابن كثير في تفسيره: وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه. والوسيلة أيضاً درجة في الجنة مختصة برسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة". وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشراً ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة" وفي الباب أحاديث، وعطف "وابتغوا إليه الوسيلة" على "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله" يفيد أن الوسيلة غير التقوى، وقيل هي التقوى، لأنها ملاك الأمر وكل الخير فتكون الجملة الثانية على هذا مفسرة للجملة الأولى. والظاهر أن الوسيلة التي هي القربة تصدق على التقوى وعلى غيرها من خصال الخير التي يتقرب العباد بها إلى ربهم "وجاهدوا في سبيله" من لم يقبل دينه "لعلكم تفلحون".
35- " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا "، اطلبوا ، " إليه الوسيلة "، أي : القربة ، فعيلة من توسل إلى فلان بكذا ، أي : تقرب إليه وجمعها وسائل، " وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون " [ تلخيصه: امتثلوا أمر الله تنجوا ].
35" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة " أي ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى منه بفعل الطاعات وترك المعاصي، من وسل إلى كذا إذا تقرب إليه وفي الحديث "الوسيلة منزلة في الجنة". " وجاهدوا في سبيله " بمحاربة أعدائه الظاهرة والباطنة. " لعلكم تفلحون " بالوصول إلى الله سبحانه وتعالى والفوز بكرامته.
35. O ye who believe! Be mindful of your duty to Allah, and seek the way of approach unto Him, and strive in His way in order that ye may succeed.
35 - O ye who believe do your duty to God, seek the means of approach unto him, and strive with might and main in his cause: that ye may prosper.