[محمد : 28] ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ
28 - (ذلك) التوفي على الحالة المذكورة (بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه) أي العمل بما يرضيه (فأحبط أعمالهم)
وقوله " ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله " يقول تعالى ذكره: تفعل الملائكة هذا الذي وصفت بهؤلاء لمنافقين من أجل أنهم اتبعوا ما أسخط الله فأغضبه عليهم من طاعة الشيطان " وكرهوا رضوانه " يقول : وكرهوا ما يرضيه عنهم من قتال الكفار به ، بعد ما افترضه عليهم .
وقوله " فأحبط أعمالهم " يقول : فألطل الله ثولب أعمالهم وأذهبه ، لأنها عملت في غير رضاه ولا محبته ، فبطلت ولم تنفع عاملها .
قوله تعالى : " ذلك " أي ذلك جزاؤهم " بأنهم اتبعوا ما أسخط الله " قال ابن عباس : هو كتمانهم ما في التوراة من نعت محمد صلى الله عليه وسلم ، وإن حملت على المنافقين فهو إشارة إلى ما أضمروا عليه من الكفر ، " وكرهوا رضوانه " يعني الإيمان ، " فأحبط أعمالهم " أي ما عملوه من صدقة وصلة رحم وغير ذلك ، على ما تقدم .
يقول تعالى آمراً بتدبر القرآن وتفهمه وناهياً عن الإعراض عنه فقال: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" أي بل على قلوب أقفالها, فهي مطبقة لا يخلص إليها شيء من معانيه, قال ابن جرير: حدثنا بشر, حدثنا حماد بن زيد, حدثنا هشام بن عروة عن أبيه رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً " أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها " فقال شاب من أهل اليمن: بل عليها أقفالها حتى يكون الله تعالى يفتحها أو يفرجها, فما زال الشاب في نفس عمر رضي الله عنه حتى ولي فاستعان به. ثم قال تعالى: "إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى" أي فارقوا الإيمان ورجعوا إلى الكفر "من بعد ما تبين لهم الهدى الشيطان سول لهم" أي زين لهم ذلك وحسنه "وأملى لهم" أي غرهم وخدعهم "ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر" أي ما لؤوهم وناصحوهم في الباطن على الباطل وهذا شأن المنافقين يظهرون خلاف ما يبطنون. ولهذا قال الله عز وجل: "والله يعلم إسرارهم" أي ما يسرون وما يخفون, الله مطلع عليه وعالم به كقوله تبارك وتعالى: "والله يكتب ما يبيتون".
ثم قال تعالى: "فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم" أي كيف حالهم إذا جاءتهم الملائكة لقبض أرواحهم وتعاصت الأرواح في أجسادهم واستخرجتها الملائكة بالعنف والقهر والضرب, كما قال سبحانه وتعالى: "ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم" الاية. وقال تعالى: " ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم " أي بالضرب "أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون" ولهذا قال ههنا: "ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم".
والإشارة بقوله: 28- "ذلك" إلى التوفي المذكور على الصفة المذكورة، وهو مبتدأ وخبره "بأنهم اتبعوا ما أسخط الله" أي بسبب اتباعهم ما يسخط الله من الكفر والمعاصي، وقيل كتمانهم ما في التوراة من نعت نبياً صلى الله عليه وسلم، والأول أولى لما في الصيغة من العموم "وكرهوا رضوانه" أي كرهوا ما يرضاه الله من الإيمان والتوحيد والطاعة "فأحبط" الله "أعمالهم" بهذا السبب، والمراد بأعمالهم الأعمال التي صورتها صورة الطاعة وإلا فلا عمل لكافر، أو ما كانوا قد عملوا من الخير قبل الردة.
28. " ذلك "، الضرب، " بأنهم اتبعوا ما أسخط الله "، قال ابن عباس: بما كتموا من التوراة وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، " وكرهوا رضوانه "، كرهوا ما فيه رضوان الله، وهو الطاعة والإيمان. " فأحبط أعمالهم ".
28-" ذلك " إشارة إلى التوفي الموصوف . " بأنهم اتبعوا ما أسخط الله " من الكفر ككتمان نعت الرسول عليه الصلاة والسلام وعصيان الأمر . " وكرهوا رضوانه " ما يرضاه من الإيمان والجهاد وغيرهما من الطاعات . " فأحبط أعمالهم " لذلك .
28. That will be because they followed that which angereth Allah, and hated that which pleaseth Him. Therefor He hath made their actions vain.
28 - This because they followed that which called forth the Wrath of God, and they hated God's good pleasure; so He made their deeds of no effect.