[محمد : 18] فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ
18 - (فهل ينظرون) ما ينتظرون أي كفار مكة (إلا الساعة أن تأتيهم) بدل اشتمال من الساعة أي ليس الأمر إلا أن تاتيهم (بغتة) فجأة (فقد جاء أشراطها) علاماتها منها بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر والدخان (فأنى لهم إذا جاءتهم) الساعة (ذكراهم) تذكرهم أي لا ينفعهم
وقوله " فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها " يقول تعالى ذكره : فهل تنظر هؤلاء المكذبون بآيات الله من أهل الكفر والنفاق إلا الساعة التي وعد الله خلقه بعثهم فيها من قبورهم أحياء ، أن تجيئهم فجأة لا يشعرون بمجيئها ، والمعنى : هل ينظرون إلا الساعة ، هل ينظرون إلا أن تأتيهم بغتة . وأن من قوله " إلا أن " في موضع نصب بالرد على الساعة . وعلى فتح الألف من " أن تأتيهم " ونصب تأتيهم بها قراءة أهل الكوفة .
وقد حدثت عن الفراء قال : حدثني أبو جعفر الرؤاسي قال : قلت لأبي عمرو بن العلاء : ما هذه الفاء التي في قوله " فقد جاء أشراطها " قال : جواب الجزاء ، قال : إنها أن تأتيهم ؟ قال : فقال : معاذ الله ، إنما هي إن تأتهم ، قال الفراء : فظننت أنه أخذها عن أهل مكة ، لأنه قرأ قال الفراء : وهي أيضاً في بعض مصاحف الكوفيين بسنة واحدة تأتهم ولم يقرأ بها أحد منهم .
وتأويل الكلام على قراءة من قرأ ذلك بكسر ألف إن وجرم تأتهم فهل ينظرون إلا الساعة ؟ فيجعل الخبر عن انتظار هؤلاء الكفار الساعة متناهيا عند قوله " إلا الساعة " ثم يبتدأ الكلام فيقال : إن تأتهم الساعة بغتة فقد جاء أشراطها ، فتكون الفاء من قوله " فقد جاء " بجواب الجزاء .
وقوله " فقد جاء أشراطها " يقول : فقد جاء هؤلاء الكافرين بالله الساعة وأدلتها ومقدمتها ، وواحد الأشراط : شرط كما قال جرير :
ترى شرط المعزى مهور نسائهم وفي شرط المعزى لهن مهور
ويروى : ترى قزم المعزى ، يقال منه : أشرط فلان نفسه : إذا علمها بعلامة ، كما قال أوس بن حجر :
فأشرط فيها نفسه وهو معصم وألقى بأسباب له وتوكلا
وبنحو الذي قلنا قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي عن أبيه ، عن ابن عباس " فقد جاء أشراطها " يعني : أشراط الساعة .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله " فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة " قد دنت الساعة ودنا من الله فراغ العباد .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله " فقد جاء أشراطها " قال : أشراطها : آياتها .
وقوله " فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم " يقول تعالىذكره : فمن أي وجه لهؤلاء المكذبين بآيات الله ذكرى ما قد ضيعوا وفرطوا فيه من طاعة الله إذا جاءتهم الساعة ، يقول : ليس ذلك بوقت ينفعهم التذكر والندم ، لأنه وقت مجازاة لا وقت استعتاب ولا استعمال .
وبنحو الذي قلنا قال في ذلك أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد عن قتادة قوله " فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم " يقول : إذا جاءتهم الساعة أنى لهم أن يتذكروا ويعرفوا ويعقلو ؟
حدثنا محمد بن عبد الاعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر عن قتادة قوله " فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم " قال : أنى لهم أن يتذكرواأو يتوبواإذا جاءتهم الساعة .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال : ابن زيد في قوله " فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم " قال : الساعة ، لا ينفعهم عند الساعة ذكراهم . والذكرى في موضع رفع بقوله " فأنى لهم " لأن تأويل الكلام : فأنى لهم ذكراهم جاءتهم الساعة .
قوله تعالى : " فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة " أي فجأة ، وهذا وعيد للكفار ، " فقد جاء أشراطها " أي أماراتها وعلاماتها ، وكانوا قد قرءوا في كتبهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء فبعثه من أشراطها وأدلتها ، قاله الضحاك و الحسن وفي الصحيح عن أنس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بعثت أنا والساعة كهاتين ، وضم السبابة والوسطى " ، لفظ مسلم ، وخرجه البخاري و الترمذي و ابن ماجة ، ويروى " بعثت والساعة كفرسي رهان " ، وقيل : أشراط الساعة أسبابها التي هي دون معظمها ، ومنه يقال للدون من الناس : الشرط ، وقيل : يعني علامات الساعة انشقاق القمر والدخان ، قاله الحسن أيضاً ، وعن الكلبي : كثرة المال والتجارة وشهادة الزور وقطع الأرحام ، وقلة الكرام وكثرة اللئام ، وقد أتينا على هذا الباب في كتاب التذكرة مستوفى والحمد لله ، وواحد الأشراط شرط ، وأصله الأعلام ، ومنه قيل الشرط ، لأنه جعلوا لأنفسهم علامة يعرفون بها ، ومنه الشرط في البيع وغيره ، قال أبو الأسود :
فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا فقد جعلت أشراط أوله تبدو
ويقال : أشرط فلان نفسه في عمل كذا أي أعلمها وجعلها له ، قال أوس بن حجر يصف رجلاً تدلى بحبل من رأس جبل إلى نبعة يقطعها ليتخذ منها قوساً :
فأشرط نفسه فيها وهو معصم وألقى بأسباب له وتوكلا
" أن تأتيهم بغتة " ( أن ) بدل اشتمال من ( الساعة ) نحو قوله : " أن تطئوهم " من قوله : " رجال مؤمنون ونساء مؤمنات " [ الفتح : 25 ] ، وقرئ ( بغتة ) بوزن جربة ، وهي غريبة لم ترد في المصادر أختها ، وهي مروية عن أبي عمرو ، الزمخشري : وما أخوفني أن تكون غلطة من الراوي عن أبي عمرو ، وأن يكون الصواب ( بغتة ) بفتح الغين من غير تشديد ، كقراءة الحسن ، وروى أبو جعفر الرؤاسي وغيره من أهل مكة ( إن تأتيهم بغتة ) قال المهدوي : ومن قرأ ( إن تأتيهم بغتة ) كان الوقف على ( الساعة ) ثم استأنف الشرط ، وما يحتمله الكلام من الشك مردود إلى الخلق ، كأنه قال : إن شكوا في مجيئها ( فقد جاء أشراطها ) .
قوله تعالى : " فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم " ( ذكراهم ) ابتداء و ( أنى لهم ) الخبر ، والضمير المرفوع في ( جاءتهم ) للساعة ، التقدير : فمن أين لهم التذكر إذا جاءتهم الساعة ، قال معناه قتادة وغيره ، وقيل : فكيف لهم بالنجاة إذا جاءتهم الذكرى عند مجيء الساعة ، قاله ابن زيد ، وفي الذكرى وجهان : أحدهما : تذكيرهم بما عملوه من خير أو شر ، الثاني : هو دعاؤهم بأسمائهم تبشيراً وتخويفاً ، روى أبان عن أنس " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة يا فلان قم إلى نورك يا فلان قم لا نور لك " ، ذكره الماوردي .
يقول تعالى مخبراً عن المنافقين في بلادتهم وقلة فهمهم, حيث كانوا يجلسون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستمعون كلامه فلا يفهمون منه شيئاً فإذا خرجوا من عنده "قالوا للذين أوتوا العلم" من الصحابة رضي الله عنهم "ماذا قال آنفاً" أي الساعة. لا يعقلون ما قال ولا يكترثون له. قال الله تعالى: "أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم" أي فلا فهم صحيح ولا قصد صحيح. ثم قال عز وجل: "والذين اهتدوا زادهم هدى" أي والذين قصدوا الهداية وفقهم الله تعالى لها فهداهم إليها وثبتهم عليها وزادهم منها "وآتاهم تقواهم" أي ألهمهم رشدهم. وقوله تعالى: "فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة" أي وهم غافلون عنها "فقد جاء أشراطها" أي أمارات اقترابها كقوله تبارك وتعالى: " هذا نذير من النذر الأولى * أزفت الآزفة " وكقوله جلت عظمته: "اقتربت الساعة وانشق القمر" وقوله سبحانه وتعالى: "أتى أمر الله فلا تستعجلوه" وقوله جل وعلا: "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون" فبعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة, لأنه خاتم الرسل الذي أكمل الله تعالى به الدين وأقام به الحجة على العالمين.
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم بأمارات الساعة وأشراطها وأبان عن ذلك وأوضحه بما لم يؤته نبي قبله, كما هو مبسوط في موضعه. وقال الحسن البصري: بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة وهو كما قال ولهذا جاء في أسمائه صلى الله عليه وسلم أنه نبي التوبة ونبي الملحمة, والحاشر الذي يحشر الناس على قدميه, والعاقب الذي ليس بعده نبي.
وقال البخاري: حدثنا أحمد بن المقدام, حدثنا فضيل بن سليمان, حدثنا أبو حازم, حدثنا سهل بن سعد رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا بالوسطى والتي تليها "بعثت أنا والساعة كهاتين" ثم قال تعالى: "فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم" أي فكيف للكافرين بالتذكر إذا جاءتهم القيامة حيث لا ينفعهم ذلك كقوله تعالى: "يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى". "وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد". وقوله عز وجل: "فاعلم أنه لا إله إلا الله" هذا إخبار بأنه لا إله إلا الله ولا يتأتى كونه آمراً بعلم ذلك, ولهذا عطف عليه قوله عز وجل: " واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات " وفي الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني, اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي". وفي الصحيح أنه كان يقول في آخر الصلاة "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت, وما أنت أعلم به مني أنت إلهي لا إله إلا أنت" وفي الصحيح أنه قال: "يا أيها الناس توبوا إلى ربكم فإني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة".
وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا شعبة عن عاصم الأحول قال: سمعت عبد الله بن سرجس قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلت من طعامه فقلت غفر الله لك يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم: "ولك" فقلت أستغفر لك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم ولكم" وقرأ "واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات" ثم نظرت إلى بعض كتفه الأيمن ـ أو كتفه الأيسر شعبة الذي شك ـ فإذا هو كهيئة الجمع عليه الثآليل, ورواه مسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن عاصم الأحول به, وفي الحديث الاخر الذي رواه أبو يعلى: حدثنا محمد بن عون, حدثنا عثمان بن مطر, حدثنا عبد الغفور عن أبي نصيرة عن أبي رجاء عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار, فأكثروا منهما فإن إبليس قال: إنما أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار, فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء, فهم يحسبون أنهم مهتدون" وفي الأثر المروي "قال إبليس وعزتك وجلالك لا أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني" والأحاديث في فضل الاستغفار كثيرة جداً. وقوله تبارك وتعالى: "والله يعلم متقلبكم ومثواكم" أي يعلم تصرفكم في نهاركم ومستقركم في ليلكم كقوله تبارك وتعالى: "وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار" وقوله سبحانه وتعالى: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين" وهذا القول ذهب إليه ابن جريج وهو اختيار ابن جرير, وعن ابن عباس رضي الله عنهما متقلبكم في الدنيا ومثواكم في الاخرة, وقال السدي متقلبكم في الدنيا ومثواكم في قبوركم, والأول أولى وأظهر, والله أعلم.
18- "فهل ينظرون إلا الساعة" أي القيامة "أن تأتيهم بغتة" أي فجأة، وفي هذا وعيد للكفار شديد، وقوله: "أن تأتيهم بغتة" بدل من الساعة بدل اشتمال. وقرأ أبو جعفر الرواسي " وإذا لم تأتهم " بإن الشرطية "فقد جاء أشراطها" أي أماراتها وعلاماتها وكانوا قد قرأوا في كتبهم أن النبي صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، فبعثته من أشراطها، قاله الحسن والضحاك. والأشراط جمع شرط بسكون الراء وفتحها. وقيل المراد بأشراطها هنا: أسبابها التي هي دون معظمها. وقيل أراد بعلامات الساعة انشقاق القمر والدخان، كذا قال الحسن. وقال الكلبي: كثرة المال والتجارة وشهادة الزور وقطع الأرحام وقلة الكرام وكثرة اللئام، ومنه قول أبي زيد الأسود:
فإن كنت قد أزمعت بالصرم بيننا فقد جعلت أشراط أوله تبدو
"فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم" ذكراهم مبتدأ وخبره فأنى لهم: أي أنى لهم التذكر إذا جاءتهم الساعة كقوله: "يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى" وإذا جاءتهم اعتراض بين المبتدأ والخبر.
18. " فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتةً ".
أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن سورة محمد الداودي ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن الصلت ، حدثنا أبو إسحاق الهاشمي ، حدثنا الحسين بن الحسن ، حدثنا ابن المبارك ، أخبرنا معمر بن راشد، عمن سمع المقبري يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما ينتظر أحدكم من الدنيا إلا غنىً مطغياً، أو فقراً منسياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال فالدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمر ".
قوله عز وجل: " فقد جاء أشراطها "، أي أماراتها وعلاماتها، واحدها: شرط، وكان النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة.
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا أحمد بن المقدام ، حدثنا فضل بن سليمان ، حدثنا أبو حازم ، حدثنا سهل بن سعد قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا، الوسطى والتي تلي الإبهام: " بعثت أنا والساعة كهاتين ".
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بنم عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا حفص بن عمر الحوضي ، حجثنا هشام، عن قتادة ، عن أنس قال: لأحدثنكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثنكم به أحد غيري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويكثر الزنا، ويكثر شرب الخمر، ويقل الرجال ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد ".
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن سنان ، حدثنا فليح ، حدثنا هلال بن علي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم إذ جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال: وقال بعضهم: بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه، قال: أين السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يارسول الله، قال:إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة . قال: كيف إضاعتها؟ قال:إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ".
قوله عز وجل: " فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم "، فمن أين لهم التذكر والاتعاظ والتوبة إذا جاءتهم الساعة؟ نظيره: " يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى " (الفجر-23).
18-" فهل ينظرون إلا الساعة " فهل ينتظرون غيرها " أن تأتيهم بغتةً " بدل اشتمال من " الساعة " ، وقوله : " فقد جاء أشراطها " كالعلة له ، وقرئ أن تأتهم على أنه شرط مستأنف جزاؤه : " فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم " والمعنى أن تأتهم الساعة بغتة لأنه قد ظهر أماراتها كمبعث النبي عليه الصلاة والسلام ، وانشقاق القمر فكيف لهم " ذكراهم " أي تذكرهم " إذا جاءتهم " الساعة بغتة ، وحينئذ لا يفرغ له ولا ينفع .
18. Await they aught save the Hour, that it should come upon them unawares? And the beginnings thereof have already come. But how, when it hath come upon them, can they take their warning?
18 - Do they then only wait for the Hour, that it should come on them of a sudden? But already have come some tokens thereof, and when it (actually) is on them, how can they benefit then by their admonition?