[الجاثية : 16] وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
16 - (ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب) التوراة (والحكم) به بين الناس (والنبوة) لموسى وهارون منهم (ورزقناهم من الطيبات) الحلالات كالمن والسلوى (وفضلناهم على العالمين) عالمي زمانهم العقلاء
يقول تعالى ذكره " و لقد آتينا " يا محمد " بني إسرائيل الكتاب " يعني التوراة و الإنجيل ، " و الحكم " يعني الفهم بالكتاب ، و العلم بالسنن التي لم تنزل في الكتاب " و النبوة " يقول : و جعلنا منهم أنبياء ورسلاً إلى الخلق ، " ورزقناهم من الطيبات " يقول : و أطعمناهم من طيبات أرزاقنا ، وذلك ما أطعمهم من المن و السلوى " وفضلناهم على العالمين" يقول : وفضلناهم على عالمي أهل زمانهم في أيام فرعون و عهده في ناحيتهم بمصر و الشأم .
قوله تعالى : " ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب " يعني التوراة . " والحكم والنبوة " الحكم : الفهم في الكتاب ، وقيل : الحكم على الناس والقضاء : ( والنبوة ) يعني الأنبياء من وقت يوسف عليه السلام إلى زمن عيسى عليه السلام . " ورزقناهم من الطيبات " أي الحلال من الأقوات والثمار والأطعمة التي كانت بالشام ، وقيل : يعني المن والسلوى في التيه . " وفضلناهم على العالمين " أي على عالمي زمانهم ، على ما تقدم في الدخان بيانه .
يذكر تعالى ما أنعم به على بني إسرائيل من إنزال الكتب عليهم وإرسال الرسل إليهم وجعله الملك فيهم, ولهذا قال تبارك وتعالى: "ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات" أي من المآكل والمشارب "وفضلناهم على العالمين" أي في زمانهم "وآتيناهم بينات من الأمر" أي حججاً وبراهين وأدلة قاطعات, فقامت عليهم الحجج ثم اختلفوا بعد ذلك من بعد قيام الحجة, وإنما كان ذلك بغياً منهم على بعضهم بعضاً "إن ربك" يا محمد "يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون" أي سيفصل بينهم بحكمه العدل, وهذا فيه تحذير لهذه الأمة أن تسلك مسلكهم وأن تقصد منهجهم, ولهذا قال جل وعلا: "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها" أي اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين, وقال جل جلاله ههنا: "ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون * إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض" أي وماذا تغني عنهم ولا يتهم لبعضهم بعضاً فإنهم لا يزيدونهم إلا خساراً ودماراً وهلاكاً "والله ولي المتقين" وهو تعالى يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات, ثم قال عز وجل: "هذا بصائر للناس" يعني القرآن "وهدى ورحمة لقوم يوقنون".
16- قوله: " ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة " المراد بالكتاب التوراة وبالحكم الفهم والفقه الذي يكون بهما الحكم بين الناس وفصل خصوماتهم، وبالنبوة من بعثه الله من الأنبياء فيهم "ورزقناهم من الطيبات" أي المستلذات التي أحلها الله لهم، ومن ذلك المن والسلوى "وفضلناهم على العالمين" من أهل زمانهم حيث آتيناهم ما لم نؤت من عداهم من فلق البحر ونحوه.
16. " ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب "، التوراة، " والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات ". الحلالات، يعني المن والسلوى، " وفضلناهم على العالمين "، أي عالمي زمانهم، قال ابن عباس: لم يكن أحد من العالمين في زمانهم أكرم على الله ولا أحب إليه منهم.
16-" ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب " التوراة . " والحكم " والحكمة النظرية والعملية أو فصل الخصومات . " والنبوة " إذ كثر فيهم الأنبياء ما لك يكثروا في غيرهم . " ورزقناهم من الطيبات " مما أحل الله من اللذائذ . " وفضلناهم على العالمين " حيث آتيناهم ما لم نؤت غيرهم .
16. And verily We gave the Children of Israel the Scripture and the Command and the Prophethood, and provided them with good things and favored them above (all) peoples;
16 - We did aforetime grant to the children of Israel the Book, the Power of Command, and Prophethood; We gave them, for Sustenance, things good and pure; and We favored them above the nations.