[الدخان : 8] لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ
8 - (لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين)
و قوله : " لا إله إلا هو " يقول : لا معبود لكم أيها الناس غير رب السموات والأرض وما بينهما ، فلا تعبدوا غيره ، فإنه لا تصلح العبادة لغيره ، ولا تنبغي لشيء سواه ، " يحيي ويميت " ، يقول : هو الذي يحيي ما يشاء ، ويميت ما يشاء مما كان حياً .
وقوله : " ربكم ورب آبائكم الأولين " يقول : هو مالككم ومالك من مضى قبلكم من آبائكم الاولين ، يقول : فهذا الذي هذه صفته ، هو الرب فاعبدوه دون آلهتكم التي لا تقدر على ضر ولا نفع ،
قوله تعالى : " لا إله إلا هو يحيي ويميت " أي هو خالق العالم ، فلا يجوز أن يشرك به غيره ممن لا يقدر على خلق شيء ، و ( هو يحيي ويميت ) أي يحيى الأموات ويميت الأحياء ، " ربكم ورب آبائكم الأولين " أي مالككم ومالك من تقدم منكم ، واتقوا تكذيب محمد لئلا ينزل بكم العذاب .
يقول تعالى مخبراً عن القرآن العظيم أنه أنزله في ليلة مباركة, وهي ليلة القدر كما قال عز وجل: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" وكان ذلك في شهر رمضان كما قال تبارك وتعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" وقد ذكرنا في الأحاديث الواردة في سورة البقرة بما أغنى عن إعادته, ومن قال: إنها ليلة النصف من شعبان كما روي عن عكرمة فقد أبعد النجعة, فإن نص القرآن أنها في رمضان, والحديث الذي رواه عبد الله بن صالح عن الليث عن عقيل عن الزهري, أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تقطع الاجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له وقد أخرج اسمه في الموتى" فهو حديث مرسل ومثله لا يعارض به النصوص. وقوله عز وجل: "إنا كنا منذرين" أي معلمين ما ينفعهم ويضرهم شرعاً لتقوم حجة الله على عباده.
وقوله: "فيها يفرق كل أمر حكيم" أي في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة, وما يكون فيها من الاجال والأرزاق وما يكون فيها إلى آخرها. وهكذا روي عن ابن عمر ومجاهد وأبي مالك والضحاك وغير واحد من السلف وقوله جل وعلا: "حكيم" أي محكم لا يبدل ولا يغير, ولهذا قال جل جلاله: "أمراً من عندنا" أي جميع ما يكون ويقدره الله تعالى وما يوحيه فبأمره وإذنه وعلمه "إنا كنا مرسلين" أي إلى الناس رسولاً يتلو عليهم آيات الله مبينات فإن الحاجة كانت ماسة إليه, ولهذا قال تعالى: "رحمة من ربك إنه هو السميع العليم * رب السموات والأرض وما بينهما" أي الذي أنزل القرآن هو رب السموات والأرض وخالقها ومالكها وما فيها "إن كنتم موقنين" أي إن كنتم متحققين ثم قال تعالى: "لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين" وهذه الاية كقوله تعالى: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت" الاية.
وجملة 8- "لا إله إلا هو" مستأنفة مقررة لما قبلها، أو خبر رب السموات كما مر، وكذلك جملة "يحيي ويميت" فإنها مستأنفة مقررة لما قبلها "ربكم ورب آبائكم الأولين" قرأ الجمهور بالرفع على الاستئناف بتقدير مبتدأ: أي هو ربكم، أو على أنه بدل من رب السموات، أو بيان أو نعت له، وقرأ الكسائي في رواية الشيرازي عنه وابن محيصن وابن أبي إسحاق وأبو حيوة والحسن بالجر، ووجه الجر ما ذكرناه في قراءة من قرأ بالجر في رب السموات.
8. " لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين "
8-" لا إله إلا هو " إلا لا خالق سواه . " يحيي ويميت " كما تشاهدون . " ربكم ورب آبائكم الأولين " وقرئا بالجر بدلاً " من ربك " .
8. There is no God save Him. He quickeneth and giveth death; your Lord and Lord of your forefathers.
8 - There is no god but He: it is He Who gives life and gives death, the Lord and Cherisher to you and your earliest ancestors.