[الصافات : 2] فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا
2 - (فالزاجرات زجرا) الملائكة تزجر السحاب تسوقه
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله "فالزاجرات زجرا" فقال بعضهم : هي الملائكة تزجر السحاب تسوقه.
ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهدة في قوله "فالزاجرات زجرا"،: قال : ا لملائكة.
حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله : "فالزاجرات زجرا" قال : هم الملائكة.
وقال آخرون : بل ذلك آي القرآن التي زجر الله بها عما زجر بها عنه في القرآن.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة، قوله "فالزاجرات زجرا" قال : ما زجر الله عنه في القرآن.
والذي هو أولى بتأويل الآية عندنا ما قال مجاهد، ومن قال هم الملائكة، لأن الله تعالى ذكره ، ابتدأ القسم بنوع من الملائكة، وهم الصافون بإجماع من أهل التأويل ، فلأن يكون الذي بعده قسماً بسائر أصنافهم أشبه.
قوله تعالى " فالزاجرات زجرا "
قال سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "والصافات صفا" وهي الملائكة "فالزاجرات زجراً" هي الملائكة "فالتاليات ذكراً" هي الملائكة, وكذا قال ابن عباس رضي الله عنهما ومسروق وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي وقتادة والربيع بن أنس قال قتادة: الملائكة صفوف في السماء. وقال مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً وجعل لنا ترابها طهوراً إذا لم نجد الماء" وقد روى مسلم أيضاً وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم ؟" قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم ؟ قال صلى الله عليه وسلم "يتمون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف" وقال السدي وغيره معنى قوله تعالى: "فالزاجرات زجراً" أنها تزجر السحاب, وقال الربيع بن أنس "فالزاجرات زجراً" ما زجر الله تعالى عنه في القرآن, وكذا روى مالك عن زيد بن أسلم "فالتاليات ذكراً" قال السدي الملائكة يجيئون بالكتاب والقرآن من عند الله إلى الناس وهذه الاية كقوله تعالى: " فالملقيات ذكرا * عذرا أو نذرا ". وقوله عز وجل: " إن إلهكم لواحد * رب السماوات والأرض " هذا هو المقسم عليه أنه تعالى لا إله إلا هو رب السموات والأرض " وما بينهما " أي من المخلوقات "ورب المشارق" أي هو المالك المتصرف في الخلق بتسخيره بما فيه من كواكب ثوابت وسيارات تبدو من المشرق وتغرب من المغرب. واكتفى بذكر المشارق عن المغارب لدلالتها عليه وقد صرح بذلك في قوله عز وجل: "فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون" وقال تعالى في الاية الاخرى: "رب المشرقين ورب المغربين" يعني في الشتاء والصيف للشمس والقمر.
والمراد بـ 2- "الزاجرات" الفاعلات للزجر من الملائكة، إما لأنها تزجر السحاب كما قال السدي، وإما لأنها تزجر عن المعاصي بالمواعظ والنصائح. وقال قتادة: المراد بالزاجرات الزواجر من القرآن، وهي كل ما ينهى ويزجر عن القبيح. والأول أولى. وانتصاب صفا و"زجراً" على المصدرية لتأكيد ما قبلهما. وقيل المراد بالزاجرات العلماء، لأنهم الذين يزجرون أهل المعاصي والزجر في الأصل: الدفع بقوة، وهو هنا قوة التصويت، ومنه قول الشاعر:
زجر أبي عروة السباع إذا أشفق أن يختلطن بالغنم
ومنه زجرت الإبل والغنم: إذا أفزعتها بصوتك.
2. قوله تعالى: " فالزاجرات زجراً "، يعني: الملائكة تزجر السحاب وتسوقه، وقال قتادة : هي زواجر القرآن تنهى وتزجر عن القبائح.
2-" فالزاجرات زجراً " .
2. And those who drive away (the wicked) with reproof
2 - And so are strong in repelling (evil),