[الصافات : 14] وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ
14 - (وإذا رأوا آية) كانشقاق القمر (يستسخرون) يستهزئون بها
وقوله "وإذا رأوا آية يستسخرون" يقول : وإذا رأوا حجة من حجج الله عليهم ، ودلالة على نبوة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم يستسخرون : يقول : يسخرون ويستهزءون.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة "وإذا رأوا آية يستسخرون": يسخرون منها ويستهزئون.
حدثني محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد، قوله "وإذا رأوا آية يستسخرون" قال : يستهزئون ، يسخرون.
" وإذا رأوا آية " أي معجزة " يستسخرون " أي يسخرون في قول قتادة . ويقولون إنها سحر . واستسخر وسخر بمعنى مثل استقر وقر ، واستعجب وعجب . وقيل : " يستسخرون " أي يستدعون السخرى من غيرهم . وقال مجاهد : يستهزئون . وقيل : أي يظنون أن تلك الآية سخرية .
يقول تعالى: فسل هؤلاء المنكرين للبعث أيما أشد خلقاً هم أم السموات والأرض وما بينهما من الملائكة والشياطين والمخلوقات العظيمة ؟ وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه أم من عددنا فإنهم يقرون أن هذه المخلوقات أشد خلقاً منهم, وإذا كان الأمر كذلك فلم ينكرون البعث ؟ وهم يشاهدون ما هو أعظم مما أنكروا كما قال عز وجل: "لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون" ثم بين أنهم خلقوا من شيء ضعيف فقال: "إنا خلقناهم من طين لازب" قال مجاهد وسعيد بن جبير والضحاك: هو الجيد الذي يلتزق بعضه ببعض, وقال ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة هو اللزج الجيد, وقال قتادة هو الذي يلزق باليد, وقوله عز وجل: "بل عجبت ويسخرون" أي بل عجبت يا محمد من تكذيب هؤلاء المنكرين للبعث وأنت موقن مصدق بما أخبر الله تعالى من الأمر العجيب وهو إعادة الأجسام بعد فنائها وهم بخلاف أمرك من شدة تكذيبهم ويسخرون مما تقول لهم من ذلك.
قال قتادة: عجب محمد صلى الله عليه وسلم وسخر ضلال بني آدم "وإذا رأوا آية" أي دلالة واضحة على ذلك "يستسخرون" قال مجاهد وقتادة يستهزئون "وقالوا إن هذا إلا سحر مبين" أي إن هذا الذي جئت به إلا سحر مبين " أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون * أو آباؤنا الأولون " يستبعدون ذلك ويكذبون به "قل نعم وأنتم داخرون" أي قل لهم يا محمد نعم تبعثون يوم القيامة بعدما تصيرون تراباً وعظاماً وأنتم داخرون أي حقيرون تحت القدرة العظيمة كما قال تبارك وتعالى: "وكل أتوه داخرين". ثم قال جلت عظمته: "فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون" أي فإنما هو أمر واحد من الله عز وجل, يدعوهم دعوة واحدة أن يخرجوا من الأرض, فإذا هم بين يديه ينظرون إلى أهوال يوم القيامة, والله تعالى أعلم.
14- "وإذا رأوا آية" أي معجزة من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم "يستسخرون" أي يبالغون في السخرية. قال قتادة: يسخرون ويقولون إنها سخرية، يقال سخر واستسخر بمعنى، مثل قر واستقر، وعجب واستعجب. والأول أولى، لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى. وقيل معنى يستسخرون: يستدعون السخرى من غيرهم. وقال مجاهد: يستهزئون.
14. " وإذا رأوا آيةً "، قال ابن عباس و مقاتل : يعني انشقاق القمر، " يستسخرون "، يسخرون ويستهزؤون، وقيل: يستدعي بعضهم عن بعض السخرية.
14-" وإذا رأوا آيةً " معجزة تدل على صدق القائل به " يستسخرون " يبالغون في السخرية ويقولون إنه سحر ، أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها .
14. And seek to scoff when they behold a portent
14 - And, when they see a Sign, turn it to mockery,