[يس : 7] لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
7 - (لقد حق القول) وجب (على أكثرهم) بالعذاب (فهم لا يؤمنون) أي الأكثر
وقوله " لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون " يقول تعالى ذكره: لقد وجب العقاب على أكثرهم، لأن الله قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون بالله، ولا يصدقون رسوله.
قوله تعالى : " لقد حق القول على أكثرهم " أي وجب العذاب على أكثرهم " فهم لا يؤمنون " بإنذارك . وهذا فيمن سبق في علم الله أنه يموت على كفره . ثم بين سبب تركهم الإيمان .
قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة في أول سورة البقرة. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما و عكرمة والضحاك والحسن وسفيان بن عيينة أن يس بمعنى يا إنسان. وقال سعيد بن جبير : هو كذلك في لغة الحبشة, وقال مالك عن زيد بن أسلم : هو اسم من أسماء الله تعالى: "والقرآن الحكيم" أي المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه "إنك" أي يا محمد" لمن المرسلين * على صراط مستقيم " أي على منهج ودين قويم وشرع مستقيم "تنزيل العزيز الرحيم" أي هذا الصراط والمنهج والدين الذي جئت به تنزيل من رب العزة الرحيم بعباده المؤمنين, كما قال تعالى: " وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ".
وقوله تعالى: "لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم فهم غافلون" يعني بهم العرب, فإنه ما أتاهم من نذير من قبله, وذكرهم وحدهم لا ينفي من عداهم, كما أن ذكر بعض الأفراد لا ينفي العموم, وقد تقدم ذكر الايات والأحاديث المتواترة في عموم بعثته صلى الله عليه وسلم عند قوله تعالى: "قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً". وقوله تعالى: "لقد حق القول على أكثرهم" قال ابن جرير : لقد وجب العذاب على أكثرهم بأن الله تعالى قد حتم عليهم في أم الكتاب أنهم لا يؤمنون " فهم لا يؤمنون " بالله ولا يصدقون رسله.
واللام في قوله: 7- "لقد حق القول على أكثرهم" هي الموطئة للقسم أي والله لقد حق القول على أكثرهم، ومعنى حق: ثبت ووجب القول: أي العذاب على أكثرهم: أي أكثر أهل مكة، أو أكثر الكفار على الإطلاق، أو أكثر كفار العرب، وهم من مات على الكفر وأصر عليه طول حياته فيتفرع قوله: "فهم لا يؤمنون" على ما قبله بهذا الاعتبار: أي لأن الله سبحانه قد علم منهم الإصرار على ما هم فيه من الكفر والموت عليه، وقيل المراد بالقول المذكور هنا هو قوله سبحانه: " فالحق والحق أقول * لأملأن جهنم منك وممن تبعك ".
7. " لقد حق القول " وجب العذاب، " على أكثرهم فهم لا يؤمنون "، هذا كقوله: " ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين " (الزمر-71).
7 -" لقد حق القول على أكثرهم " يعني قوله تعالى : " لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين " . " فهم لا يؤمنون " لأنهم ممن علم الله أنهم لا يؤمنون .
7. Already hath the word proved true of most of them, for they believe not.
7 - The Word is proved true against the greater part of them: for they do not believe.