[يس : 61] وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ
61 - (وأن اعبدوني) وحدوني وأطيعوني (هذا صراط) طريق (مستقيم)
وقوله " وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم " يقول: وألم أعهد إليكم أن اعبدوني دون كل ما سواي من الآلهة والأنداد، وإياي فأطيعوا، فإن إخلاص عبادتي، وإفراد طاعتي، ومعصية الشيطان، هو الدين الصحيح، والطريق المستقيم.
قال الكسائي : لا للنهي " وأن اعبدوني " بكسر النون على الأصل ، ومن ضم كره كسرة بعدها ضمة . " هذا صراط مستقيم " أي عبادتي دين قويم .
يقول تعالى مخبراً عما يؤول إليه الكفار يوم القيامة من أمره لهم أن يمتازوا بمعنى يميزون عن المؤمنين في موقفهم, كقوله تعالى: "ويوم نحشرهم جميعاً ثم نقول للذين أشركوا مكانكم أنتم وشركاؤكم فزيلنا بينهم" وقال عز وجل: " ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون " "يومئذ يصدعون" أي يصيرون صدعين فرقتين " احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون * من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ".
وقوله تعالى: " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين " هذا تقريع من الله تعالى للكفرة من بني آدم, الذين أطاعوا الشيطان وهو عدو لهم مبين, وعصوا الرحمن وهو الذي خلقهم ورزقهم, ولهذا قال تعالى: "وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم" أي قد أمرتكم في دار الدنيا بعصيان الشيطان, وأمرتكم بعبادتي, وهذا هو الصراط المستقيم, فسلكتم غير ذلك واتبعتم الشيطان فيما أمركم به ولهذا قال عز وجل: "ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً" يقال: جبلاً بكسر الجيم وتشديد اللام, ويقال جبلاً بضم الجيم والباء وتخفيف اللام, ومنهم من يسكن الباء, والمراد بذلك الخلق الكثير, قاله مجاهد وقتادة والسدي وسفيان بن عيينة .
وقوله تعالى: "أفلم تكونوا تعقلون" أي أفما كان لكم عقل في مخالفة ربكم فيما أمركم به من عبادته وحده لا شريك له, وعدولكم إلى اتباع الشيطان. قال ابن جريج : حدثنا أبو كريب , حدثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن إسماعيل بن رافع عمن حدثه عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم القيامة, أمر الله تعالى جهنم, فيخرج منها عنق ساطع مظلم يقول " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم * ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم تكونوا تعقلون * هذه جهنم التي كنتم توعدون " "وامتازوا اليوم أيها المجرمون" فيتميز الناس ويجثون, وهي التي يقول الله عز وجل: " وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون " " .
وجملة 61- "وأن اعبدوني" عطف على أن لا تعبدوا، وأن في الموضعين هي المفسرة للعهد الذي فيه معنى القول، ويجوز أن تكون مصدرية فيهما: أي لم أعهد إليكم بأن لا تعبدوا بأن اعبدوني، أو ألم أعهد إليكم في ترك عبادة الشيطان وفي عبادتي "هذا صراط مستقيم" أي عبادة الله وتوحيده، أو الإشارة إلى دين الإسلام.
61. " وأن اعبدوني "، أطيعوني ووحدوني، " هذا صراط مستقيم ".
61 -" وأن اعبدوني " عطف على " أن لا تعبدوا " . " هذا صراط مستقيم " إشارة إلى ما عهد إليهم أو إلى عبادته ، فالجملة استئناف لبين المقتضي للعهد بشقيه أو بالشق الآخر ، والتنكير للمبالغة والتعظيم ، أو للتبعيض فإن التوحيد سلوك بعض الطريق المستقيم .
61. But that ye worship Me? That was the right path.
61 - And that ye should worship Me, (for that) this was the Straight Way?