[يس : 16] قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ
16 - (قالوا ربنا يعلم) جار مجرى القسم وزيد به وباللام على ما قبله لزيادة الإنكار في (إنا إليكم لمرسلون)
في قيلكم إنكم إلينا مرسلون " قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون " يقول قال الرسل: ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون فيما دعوناكم إليه، وإنا لصادقون
فقالت الرسل : " ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون " وإن كذبتمونا .
ويقول تعالى: واضرب يا محمد لقومك الذين كذبوك "مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون" قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه : إنها مدينة أنطاكية وكان بها ملك يقال له أنطيخس بن أنطيخس وكان يعبد الأصنام, فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل, وهم صادق وصدوق وشلوم, فكذبهم, وهكذا روي عن بريدة بن الحصيب وعكرمة وقتادة والزهري أنها أنطاكية, وقد استشكل بعض الأئمة كونها أنطاكية بما سنذكره بعد تمام القصة إن شاء الله تعالى.
وقوله تعالى: " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما " أي بادروهما بالتكذيب "فعززنا بثالث" أي قويناهما وشددنا إزرهما برسول ثالث. قال ابن جريج عن وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي قال: كان اسم الرسولين الأولين شمعون ويوحنا, واسم الثالث بوليس, والقرية أنطاكية "فقالوا" أي لأهل تلك القرية "إنا إليكم مرسلون" أي من ربكم الذي خلقكم يأمركم بعبادته وحده لا شريك له, قاله أبو العالية , وزعم قتادة بن دعامة أنهم كانوا رسل المسيح عليه السلام إلى أهل أنطاكية "قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا" أي فكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونحن بشر, فلم لا أوحي إلينا مثلكم ولو كنتم رسلاً لكنتم ملائكة, وهذه شبهة كثير من الأمم المكذبة, كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله عز وجل: " ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا " أي استعجبوا من ذلك وأنكروه.
وقوله تعالى: "قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين". وقوله تعالى حكاية عنهم في قوله جل وعلا: "ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون" وقوله تعالى: " وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا " ولهذا قال هؤلاء " ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون * قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون " أي أجابتهم رسلهم الثلاثة قائلين الله يعلم أنا رسله إليكم, ولوكنا كذبة عليه لا نتقم منا أشد الانتقام, ولكنه سيعزنا وينصرنا عليكم وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار, كقوله تعالى: " قل كفى بالله بيني وبينكم شهيدا يعلم ما في السماوات والأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون " "وما علينا إلا البلاغ المبين" يقولون: إنما علينا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم, فإذا أطعتم كانت لكم السعادة في الدنيا والاخرة, وإن لم تجيبوا فستعلمون غب ذلك, والله أعلم.
وهو قولهم: 16- "ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون" فأكدوا الجواب بالقسم الذي يفهم من قولهم: ربنا يعلم، وبإن، وباللام.
16. "قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون ".
16 -" قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون " استشهدوا بعلم الله وهو يجري مجرى القسم ، وزادوا اللام المؤكدة لأنه جواب عن إنكارهم .
16. They answered: Our lord knoweth that we are indeed sent unto you,
16 - They said: Our Lord doth know that we have been sent on a mission to you: