[سبإ : 34] وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ
34 - (وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها) رؤساؤها المتنعمون (إنا بما أرسلتم به كافرون)
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سفيان عن عاصم عن ابن رزين كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الشام وبقي الآخر فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى صاحبه يسأله ما عمل فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذاله الناس ومساكينهم فترك تجارته ثم أتى صاحبه فقال دلني عليه وكان يقرأ بعض الكتب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إلام تدعو فقال إلى كذا وكذا فقال أشهد أنك رسول الله فقال وما علمك بذلك قال إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم فنزلت هذه الآية وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم إن الله قد أنزل تصديق ما قلت
يقول تعالى ذكره: وما بعثنا إلى أهل قرية نذيراً ينذرهم بأسنا أن ينزل بهم على معصيتهم إيانا، إلا قال كبراؤها ورؤساؤها في الضلالة كما قال قوم فرعون من المشركين له: إنا بما أرسلتم به من النذارة، وبعثتم به من توحيد الله، والبراءة من الآلهة، والأنداد كافرون.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله " وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون " قال: هم رءوسهم وقادتهم في الشر.
قوله تعالى: "وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها" قال قتادة: أي أغنياؤها ورؤساؤها وجبابرتها وقادة الشر للرسل: " إنا بما أرسلتم به كافرون * وقالوا نحن أكثر أموالا وأولادا" أي فضلنا عليكم بالأموال والأولاد، ولو لم يكن ربكم راضياً بما نحن عليه من الذين والفضل لم يخولنا ذلك. "وما نحن بمعذبين " لأن من أحسن إليه فلا يعذبه، فرد الله عليهم قولهم وما احتجوا به من الغنى فقال لنبيه صلى الله عليه وسلم: "قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء" أي يوسعه "ويقدر" أي يقتر، أي إن الله هو الذي يفاضل بين عباده في الأرزاق امتحاناً لهم، فلا يدل شيء من ذلك على ما في العواقب، فسعة الرزق في الدنيا لا تدل على سعادة الآخرة، فلا تظنوا أموالكم وأولادكم تغني عنكم غداً شيئاً. "ولكن أكثر الناس لا يعلمون " هذا لأنهم لا يتأملون. ثم قال تأكيداً: "وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى " قال مجاهد: أي قربى. والزلفة القربة. وقال الأخفش: أي إزلافاً، وهو اسم المصدر، فيكون موضع قربى نصباً، كأنه قال بالتي تقربكم عندنا تقريباً. وزعم الفراء أن التي تكون للأموال والأولاد جميعاً. وله قول آخر وهو مذهب أبي إسحاق الزجاج، يكون المعنى: وما أموالكم بالتي تقربكم عندنا، ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى، ثم حذف خبر الأول لدلالة الثاني عليه وأنشد الفراء:
نحن بما عندنا وأنت بما عندك راضي والرأي مختلف
ويجوز في غير القرآن:باللتين وباللاتي وباللواتي وباللذين وبالذين للأولاد خاصة، أي لا تزيد كم الأموال عندنا رفعة ودرجة، ولا تقربكم تقريباً. "إلا من آمن وعمل صالحا" قال سعيد بن جبير: المعنى إلا من آمن وعمل صالحاً فلن يضره مائه وولده في الدنيا. وروى ليث عن طاوس أنه كان يقول: اللهم ارزقنى الإيمان والعمل، وجتبني المال والولد، فإني سمعت فيما أوحيت "وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا"
قلت: قول طاوس فيه نظر، والمعنى والله أعلم: جنبني المال والولد المطغيين أواللذين لا خير فيهما فأما المال الصالح والولد الصالح للرجل الصالح فنعم هذا وقد مضى هذا في آل عمران ومريم، والفرقان،. ومن في موضع نصب على الاستثناء المنقطع، أي لكن من آمن وعمل صالحاً فإيمانه وعمله يقربانه مني. وزعم الزجاج أنه في موضع نصب بالاستثناء على البدل من الكاف والميم التي في تقربكم . النحاس: وهذا القول غلط لأن الكاف والميم للمخاطب فلا يجوز البدل، ولو جاز هذا لجاز: رأيتك زيداً. وقول أبي إسحاق هذا هو قول الفراء، إلا أن الفراء لا يقول بدل لأنه ليس من لفظ الكوفيين، ولكن قوله يؤول إلى ذلك، وزعم أن مثله " إلا من أتى الله بقلب سليم " (الشعراء: 89،) يكون منصوباً عنده بـ (ـينفع ). وأجاز الفراء أن يكون من في موضع رفع بمعنى: ما هو إلا من آمن، كذا قال، ولست أحصل معناه. "فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا" يعني قوله: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" (الأنعام: 160) فالضعف الزيادة، أي لهم جزاء التضعيف، وهو من باب إضافة المصدر إلى المفعول. وقيل: لهم جزاء الأضعاف، فالضعف في معنى الجمع، وإضافة الضعف إلى الجزاء كإضافة الشيء إلى نفسه، نحو: حق اليقين، وصلاة الأولى. أي لهم الجزاء المضعف، للواحد عشرة إلى ما يريد الله من الزيادة.
وبهذه الآية استدل من فضل الغنى على الفقر. وقال محمد بن كعب: إن المؤمن إذا كان غنيا تقيا آتاه الله أجره مرتين بهذه الآية. "وهم في الغرفات آمنون " قراءة العامة جزاء الضعف بالإضافة. وقرأ الزهري ويعقوب ونصر بن عاصم جزاء منوناً منصوباً الضعف رفعاً أي فأولئك لهم الضعف جزاء، على التقديم والتأخير. وجزاء الضعف على أن يجازوا الضعف. وجزاء الضعف مرفوعان، الضعف بدل من جزاء. وقرأ الجمهور أيضاً في الغرفات على الجمع، وهو اختيار أبي عبيد لقوله: " لنبوئنهم من الجنة غرفا" (العنكبوت: 58 ) الزمخشري: وقرىء في الغرفات لا بضم الراء وفتحها وسكونها. وقرأ والأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة وخلف في الغرفة على التوحيد؟ لقوله تعالى: "أولئك يجزون الغرفة" (الفرقان: 75). والغرفة قد يراد بها اسم الجمع واسم الجنس. قال ابن عباس: هي غرف من ياقوت وزبرجد ودر. وقد مضى بيان ذلك. " آمنون " أي من العذاب والموت والأسقام والأحزان. "والذين يسعون في آياتنا" في إبطال أدلتنا وحجتنا وكتابنا. "معاجزين " معاندين، يحسبون أنهم يفوتوننا بأنفسهم. "أولئك في العذاب محضرون" أي في جهنم تحضرهم الزبانية فيها.
يقول تعالى مسلياً لنبيه صلى الله عليه وسلم وآمراً بالتأسي بمن قبله من الرسل, ومخبره بأنه ما بعث نبياً في قرية إلا كذبه مترفوها واتبعه ضعفاؤهم, كما قال قوم نوح عليه الصلاة والسلام "أنؤمن لك واتبعك الأرذلون" "وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي" وقال الكبراء من قوم صالح " للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون * قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون " وقال عز وجل: " وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين " وقال تعالى: "وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها" وقال جل وعلا: "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً" وقال جل وعلا ههنا: "وما أرسلنا في قرية من نذير" أي نبي أو رسول "إلا قال مترفوها" وهم أولو النعمة والحشمة والثروة والرياسة, قال قتادة : هم جبابرتهم وقادتهم ورؤوسهم في الشر "إنا بما أرسلتم به كافرون" أي لا نؤمن به ولا نتبعه.
قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين , حدثنا هارون بن إسحاق , حدثنا محمد بن عبد الوهاب عن سفيان بن عاصم عن أبي رزين قال: كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الساحل وبقي الاخر, فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى صاحبه يسأله ما فعل. فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إنما اتبعه أراذل الناس ومساكينهم, قال: فترك تجارته ثم أتى صاحبه فقال: دلني عليه, قال: وكان يقرأ الكتب أو بعض الكتب, " قال فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إلام تدعو ؟ قال : أدعوا إلى كذا وكذا قال: أشهد أنك رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم وما علمك بذلك ؟ قال: إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه أراذل الناس ومساكينهم " , قال: فنزلت هذه الاية " وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون " الاية, قال: فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قد أنزل تصديق ما قلت, وهكذا قال هرقل لأبي سفيان حين سأله عن تلك المسائل قال فيها: وسألتك أضعفاء الناس اتبعه أم أشرافهم ؟ فزعمت بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل.
وقال تبارك وتعالى إخباراً عن المترفين المكذبين: "وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً وما نحن بمعذبين" أي افتخروا بكثرة الأموال والأولاد, واعتقدوا أن ذلك دليل على محبة الله تعالى لهم واعتنائه بهم, وأنه ما كان ليعطيهم هذا في الدنيا ثم يعذبهم في الاخرة وهيهات لهم ذلك قال الله تعالى: " أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون " وقال تبارك وتعالى: " فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " وقال عز وجل " ذرني ومن خلقت وحيدا * وجعلت له مالا ممدودا * وبنين شهودا * ومهدت له تمهيدا * ثم يطمع أن أزيد * كلا إنه كان لآياتنا عنيدا * سأرهقه صعودا " وقد أخبر الله عز وجل عن صاحب تينك الجنتين أنه كان ذا مال وثمر وولد, ثم لم يغن عنه شيئاً بل سلب ذلك كله في الدنيا قبل الاخرة, ولهذا قال عز وجل ها هنا: "قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر" أي يعطي المال لمن يحب ومن لا يحب, فيفقر من يشاء ويغني من يشاء, وله الحكمة التامة البالغة والحجة القاطعة الدامغة "ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
ثم قال تعالى: "وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى" أي ليست هذه دليلاً على محبتنا لكم ولا إعتنائنا بكم. قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا كثير, حدثنا جعفر , حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم, ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" ورواه مسلم وابن ماجه من حديث كثير بن هشام عن جعفر بن برقان به, ولهذا قال الله تعالى: "إلا من آمن وعمل صالحاً" أي إنما يقربكم عندنا زلفى الإيمان والعمل الصالح "فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا" أي تضاعف لهم الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف "وهم في الغرفات آمنون" أي في منازل الجنة العالية آمنون منن كل بأس وخوف وأذى ومن كل شر يحذر منه.
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا فروة بن أبي المغراء الكندي , حدثنا القاسم وعلي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة لغرفاً ترى ظهورها من بطونها, وبطونها من ظهورها فقال أعرابي: لمن هي ؟ قال صلى الله عليه وسلم: لمن طيب الكلام, وأطعم الطعام, وأدام الصيام, وصلى بالليل والناس نيام" "والذين يسعون في آياتنا معاجزين" أي يسعون في الصد عن سبيل اللهو اتباع رسله والتصديق بآياته "فأولئك في العذاب محضرون" أي جميعهم مجزيون بأعمالهم فيها بحسبهم.
وقوله تعالى: "قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له" أي بحسب ماله في ذلك من الحكمة يبسط على هذا من المال كثيراً. ويضيق على هذا ويقتر على رزقه جداً. وله في ذلك من الحكمة مالا يدركها غيره, كما قال تعالى: " انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا " أي كما هم متفاوتون في الدنيا هذا فقير وهذا غني موسع عليه, فكذلك هم في الأخرة هذا في الغرفات في أعلى الدرجات, وهذا في الغمرات في أسفل الدركات, وأطيب الناس في الدنيا كما قال صلى الله عليه وسلم: "قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه" رواه مسلم من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما.
وقوله تعالى: "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه" أي مهما أنفقتم من شيء فيما أمركم به وأباحه لكم, فهو يخلفة عليكم في الدنيا بالبدل, وفي الأخرة بالجزاء والثواب, كما ثبت في الحديث "يقول الله تعالى أنفق, أنفق عليك" وفي الحديث أن ملكين يصبحان كل يوم يقول أحدهما: " اللهم أعط ممسكاً تلفاً, ويقول الأخر: اللهم أعط منفقاً خلفاً " , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنفق بلالاً, ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً". وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي عن يزيد بن عبد العزيز الفلاس , حدثنا هشيم عن الكوثر بن حكيم عن مكحول قال: بلغني عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن بعد زمانكم هذا زمان عضوض, يعض الموسر ما في يده حذار الإنفاق" ثم تلا هذه الاية "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين".
وقال الحافظ أبو يعلي الموصلي : حدثنا روح بن حاتم , حدثنا هشيم عن الكوثر بن حكيم عن مكحول قال: بلغني عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن بعد زمانكم هذا زمان عضوض, يعض الموسر على ما في يده حذار الإنفاق" قال الله تعالى: "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" وفي الحديث "شرار الناس يبايعون كل مضطر ألا إن بيع المضطرين حرام, ألا إن بيع المضطرين حرام, المسلم أخو المسلم لايظلمه ولايخذله إن كان عندك معروف فعد به على أخيك, وإلا فلا تزده هلاكاً إلى هلاكه" هذا حديث غريب من هذا الوجه, وفي إسناده ضعف. وقال سفيان الثوري عن أبي يونس الحسن بن يزيد قال: قال مجاهد لا يتأولن أحدكم هذه الاية "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه" إذا كان عند أحدكم ما يقيمه, فليقصد فيه, فإن الرزق مقسوم.
لما قص سبحانه حال من تقدم من الكفار أتعب بما فيه التسلية لرسوله وبيان أن كفر الأمم السابقة بمن أرسل إليهم من الرسل هو كائن مستمر في الأعصر الأول فقال 34- "وما أرسلنا في قرية" من القرى "من نذير" ينذرهم ويحذرهم عقاب الله "إلا قال مترفوها" أي رؤساؤها وأغنياؤها وجبابرتها وقادة الشر لرسلهم "إنا بما أرسلتم به كافرون" أي بما أرسلتم به من التوحيد والإيمان، وجملة "إلا قال مترفوها" في محل نصب على الحال.
34- "وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها"، رؤساؤها وأغنياؤها، "إنا بما أرسلتم به كافرون".
34ـ " وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها " تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما مني به من قومه ، وتخصيص المتنعمين بالتكذيب لأن الداعي المعظم إليه التكبر والمفاخرة بزخارف الدنيا والانهماك في الشهوات والاستهانة بمن لم يحظ منها ، ولذلك ضموا التهكم والمفاخرة إلى التكذيب فقالوا : " إنا بما أرسلتم به كافرون " على مقابلة الجمع بالجمع .
34. And We sent not unto any township a warner, but its pampered ones declared: Lo! we are disbelievers in that which ye bring unto Us.
34 - Never did We send a Warner to a population, but the wealthy ones among them said: We believe not in the (Message) with which ye have been sent.