[السجدة : 25] إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
25 - (إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون) من أمر الدين
يقول تعالى ذكره: إن ربك يا محمد هو يبين جميع خلقه يوم القيامة فيما كانوا فيه في الدنيا يختلفون من أمور الدين والبعث والثواب والعقاب، وغير ذلك من أسباب دينهم، فيفرق بينهم بقضاء فاصل بإيجابه لأهل الحق الجنة، ولأهل الباطل النار.
"إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة" أي يقضي ويحكم بين المؤمنين والكفار. فيجازي كلا بما يستحق. وقيل: يقضي بين الأنبياء وبين قومهم، حكاه النقاش.
يقول تعالى مخبراً عن عبده ورسوله موسى عليه السلام أنه آتاه الكتاب, وهو التوراة, وقوله تعالى: "فلا تكن في مرية من لقائه" قال قتادة : يعني به ليلة الإسراء, ثم روي عن أبي العالية الرياحي قال: حدثني ابن عم نبيكم, يعني ابن عباس , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أريت ليلة أسري بي موسى بن عمران رجلاً آدم طوالاً جعداً كأنه من رجال شنوءة, ورأيت عيسى رجلاً مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض, سبط الرأس, ورأيت مالكاً خازن النار والدجال في آيات أراهن الله إياه ""فلا تكن في مرية من لقائه" أنه قد رأى موسى ولقي موسى ليلة أسري به.
وقال الطبراني : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة , حدثنا الحسن بن علي الحلواني , حدثنا روح بن عبادة . حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي العالية , عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: "وجعلناه هدى لبني إسرائيل" قال: جعل موسى هدى لبني إسرائيل, وفي قوله "فلا تكن في مرية من لقائه" قال: من لقاء موسى ربه عز وجل. وقوله تعالى: "وجعلناه" أي الكتاب الذي آتيناه "هدى لبني إسرائيل" كما قال تعالى في سورة الإسراء " وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل أن لا تتخذوا من دوني وكيلا ".
وقوله: "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون" أي لما كانوا صابرين على أوامر الله, وترك زواجره, وتصديق رسله واتباعهم فيما جاؤوهم به, كان منهم أئمة يهدون إلى الحق بأمر الله, ويدعون إلى الخير, ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, ثم لما بدلوا وحرفوا وأولوا, سلبوا ذلك المقام, وصارت قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه, فلا عملاً صالحاً ولا اعتقاداً صحيحاً, ولهذا قوله تعالى: "ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب" قال قتادة وسفيان : لما صبروا عن الدنيا وكذلك قال الحسن بن صالح قال سفيان : هكذا كان هؤلاء, ولا ينبغي للرجل أن يكون إماماً يقتدى به حتى يتحامى عن الدنيا قال وكيع : قال سفيان : لا بد للدين من العلم, كما لا بد للجسد من الخبز. وقال ابن بنت الشافعي : قرأ أبي على عمي أو عمي على أبي : سئل سفيان عن قول علي رضي الله عنه: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ألم تسمع قوله "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا" قال: لما أخذوا برأس الأمر صاروا رؤوساء. قال بعض العلماء: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ولهذا قال تعالى: " ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين * وآتيناهم بينات من الأمر " الاية, كما قال هنا "إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون" أي من الاعتقادات والأعمال.
25- "إن ربك هو يفصل بينهم" أي يقضي بينهم ويحكم بين المؤمنين والكفار "يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون" وقيل يقضي بين الأنبياء وأممهم، حكاه النقاش.
25- "إن ربك هو يفصل"، يقضي، "بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون".
25ـ " إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة " يقضي فيميز الحق من الباطل بتمييز المحق من المبطل . " فيما كانوا فيه يختلفون " من أمر الدين .
25. Lo! thy Lord will judge between them on the Day of Resurrection concerning that wherein they used to differ.
25 - Verily thy Lord will judge between them on the Day of Judgment, in the matters wherein they differ (among themselves)