[الروم : 45] لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
45 - (ليجزي) متعلق بيصدعون (الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله) يثيبهم (إنه لا يحب الكافرين) يعاقبهم
يقول تعالى ذكره: " يومئذ يصدعون "..." ليجزي الذين آمنوا " بالله ورسوله " وعملوا الصالحات " يقول: وعملوا بما أمرهم الله " من فضله " الذي وعد من أطاعه في الدنيا أن يجزيه يوم القيامة " إنه لا يحب الكافرين " يقول تعالى ذكره: إنما خص بجزائه من فضله الذين آمنوا وعملوا الصالحات دون من كفر بالله، إنه لا يحب أهل الكفر به. واستأنف الخبر بقوله " إنه لا يحب الكافرين " وفيه المعنى الذي وصفت.
قوله تعالى: "ليجزي الذين آمنوا" أي يمهدون لأنفسهم ليجزيهم الله من فضله. وقيل يصدعون ليجزيهم الله، أي ليميز الكافر من المسلم. "إنه لا يحب الكافرين"
يقول تعالى آمراً عباده بالمبادرة إلى الإستقامة في طاعته والمبادرة إلى الخيرات "فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله" أي يوم القيامة إذا أراد كونه فلا راد له "يومئذ يصدعون" أي يتفرقون, ففريق في الجنة وفريق في السعير, ولهذا قال تعالى: "من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون * ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله" أي يجازيهم مجازاة الفضل, الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما يشاء الله "إنه لا يحب الكافرين" ومع هذا هو العادل فيهم الذي لا يجور.
واللام في 45- "ليجزي الذين آمنوا" متعلقة بيصدعون، أو يمهدون: أي يتفرقون ليجزي الله المؤمنين بما يستحقونه "من فضله" أو يمهدون لأنفسهم بالأعمال الصالحة ليجزيهم، وقيل يتعلق بمحذوف. قال ابن عطية: تقديره ذلك ليجزي، وتكون الإشارة إلى ما تقدم من قوله: من عمل ومن كفر. وجعل أبو حيان قسيم قوله الذين آمنوا وعملوا الصالحات محذوفاً لدلالة قوله: "إنه لا يحب الكافرين" عليه، لأنه كناية عن بغضه لهم الموجب لغضبه سبحانه، وغضبه يستتبع عقوبته.
45- "ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله"، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ليثيبهم الله أكثر من ثواب أعمالهم، "إنه لا يحب الكافرين".
45 -" ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله " علة لـ " يمهدون " أو لـ " يصدعون " ، والاقتصار على جزاء المؤمنين للإشعار بأنه المقصود بالذات والاكتفاء على فحوى قوله : " إنه لا يحب الكافرين " فإن فيه إثبات البغض لهم والمحبة للمؤمنين ، وتأكيد اختصاص الصلاح المفهوم من ترك ضميرهم إلى التصريح بهم تعليل له ومن فضله دال على أن الإثابة تفضل محض ، وتأويله بالعطاء أو الزيادة على الثواب عدول عن الظاهر .
45. That He may reward out of His bounty those who believe and do good works. Lo! He loveth not the disbelievers (in His guidance).
45 - That He may reward those who believe and work righteous Deeds, out of His Bounty. For He loves not those who reject Faith.