[آل عمران : 58] ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ
(ذلك) المذكور من أمر عيسى (نتلوه) نقصه (عليك) يا محمد (من الآيات) حال من الهاء في نتلوه وعامله ما في ذلك من معنى الإشارة (والذكر الحكيم) المحكم أي القرآن
قوله تعالى ذلك نتلوه عليك أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم راهبا نجران فقال أحدهما من أبو عيسى وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعجل حتى يؤامر ربه فنزل عليه ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم إلى من الممترين
وأخرج من طريق العوفي عن ابن عباس قال إن رهطا من نجران قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم السيد والعاقب فقالوا ما شأنك تذكر صاحبنا قال من هو قالوا عيسى تزعم أنه عبد الله فقال أجل فقالوا فهل رأيت مثل عيسى أو أنبئت به ثم خرجوا من عنده فجاء جبريل فقال قل لهم إذا أتوك إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم إلى قوله من الممترين
ك وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق سلمة بن عبد يشوع عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل نجران قبل أن

ينزل عليه طس سليمان باسم إله إبراهيم وإسحق ويعقوب من محمد النبي الحديث وفيه فبعثوا إلى شرحبيل بن وداعة الهمداني وعبد الله بن شرحبيل الأصبحي وجبارا الحرثي فانطلقوا فأتوه فسألهم وسألوه فلم يزل به وبهم المسأله حتى قالوا ما تقول في عيسى قال ما عندي فيه شيء يومي هذا فأقيموا حتى أخبركم فأصبح الغد وقد أنزل الله هذه الآيات إن مثل عيسى عند الله إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن الأزرق بن قيس قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أسقف نجران والعاقب فعرض عليهما الإسلام فقالا إنا كنا مسلمين قبلك قال كذبتما إنه منع منكما الإسلام ثلاث قولكما إتخذ الله ولدا وأكلكما لحم الخنزير وسجودكما للصنم قالا فمن أبو عيسى فما درى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يرد عليهما حتى أنزل الله إن مثل عيسى عند الله إلى قوله وإن الله لهو العزيز الحكيم فدعاهما إلى الملاعنة فأبيا وأقرا بالجزية ورجعا
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه : "ذلك"، هذه الأنباء التي أنبا بها نبيه عن عيسى وأمه مريم ، وأمها حنة وزكريا وابنه يحيى ، وما قص من أمر الحواريين واليهود من بني إسرائيل ، "نتلوها عليك"، يا محمد، يقول : نقرؤها عليك يا محمد على لسان جبريل صلى الله عليه وسلم ، بوحيناها إليك ، "من الآيات"، يقول : من العبر والحجج على من حاجك من وفد نصارى نجران ، ويهود بني إسرائيل الذين كذبوك وكذبوا ما جئتهم به من الحق من عندي ، "والذكر"، يعني : والقرآن ، "الحكيم"، يعني : ذي الحكمة الفاصلة بين الحق والباطل ، وبينك وبين ناسبي المسيح إلى غير نسبه ، كما:
حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا سلمة، عن ابن إسحق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير: "ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم"، القاطع الفاصل الحق ، الذي لم يخلطه الباطل من الخبر عن عيسى وعما اختلفوا فيه من أمره ، فلا تقبلن خبراً غيره.
حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحق قال ، حدثنا أبو زهير، عن جويبر، عن الضحاك : "ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم"، قال : القرآن.
حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : "والذكر"، يقول : القرآن ، "الحكيم"، الذي قد كمل في حكمته.
" ذلك نتلوه عليك " ذلك في موضع رفع بالابتداء وخبره نتلوه . ويجوز الأمر ذلك ن على إضمار المبتدأ.
اختلف المفسرون في قوله تعالى: " إني متوفيك ورافعك إلي " فقال قتادة وغيره: هذا من المقدم والمؤخر, تقديره إني رافعك إلي ومتوفيك, يعني بعد ذلك. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : إني متوفيك, أي مميتك. وقال محمد بن إسحاق عمن لا يتهم, عن وهب بن منبه , قال: توفاه الله ثلاث ساعات من أول النهار حين رفعه إليه, قال ابن إسحاق : والنصارى يزعمون أن الله توفاه سبع ساعات, ثم أحياه. وقال إسحاق بن بشر , عن إدريس عن وهب : أماته الله ثلاثة أيام, ثم بعثه, ثم رفعه. وقال مطر الوراق : إني متوفيك من الدنيا, وليس بوفاة موت, وكذا قال ابن جرير : توفيه هو رفعه, وقال الأكثرون: المراد بالوفاة ههنا ـ النوم, كما قال تعالى: "وهو الذي يتوفاكم بالليل" الاية. وقال تعالى "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها" الاية, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم, " يقول إذا قام من النوم: الحمد الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا" الحديث, وقال تعالى: " وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما * وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا * بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما * وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا " والضمير في قوله "قبل موته" عائد على عيسى عليه السلام, أي وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بعيسى قبل موت عيسى, وذلك حين ينزل إلى الأرض قبل يوم القيامة على ما سيأتي بيانه, فحينئذ يؤمن به أهل الكتاب كلهم, لأنه يضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي , حدثنا أحمد بن عبد الرحمن , حدثنا عبد الله بن أبي جعفر , عن أبيه , حدثنا الربيع بن أنس , عن الحسن أنه قال في قوله تعالى: "إني متوفيك" يعني وفاة المنام, رفعه الله في منامه. قال الحسن : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود إن عيسى لم يمت, وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة " وقوله تعالى: "ومطهرك من الذين كفروا" أي برفعي إياك إلى السماء "وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة" وهكذا وقع فإن المسيح عليه السلام, لما رفعه الله إلى السماء, تفرقت أصحابه شيعاً بعده, فمنهم من آمن بما بعثه الله به على أنه عبد الله ورسوله وابن أمته, ومنهم من غلا فيه فجعله ابن الله, وآخرون قالوا: هو الله, وآخرون قالوا: هو ثالث ثلاثة. وقد حكى الله مقالاتهم في القرآن ورد على كل فريق, فاستمروا على ذلك قريباً من ثلثمائة سنة, ثم نبغ لهم ملك من ملوك اليونان يقال له قسطنطين, فدخل في دين النصرانية, قيل: حيلة ليفسده, فإنه كان فيلسوفاً, وقيل: جهلاً منه إلا أنه بدل لهم دين المسيح وحرفه, وزاد فيه ونقص منه, ووضعت له القوانين, والأمانة الكبرى التي هي الخيانة الحقيرة, وأحل في زمانه لحم الخنزير, وصلوا له إلى المشرق, وصوروا له الكنائس والمعابد والصوامع, وزاد في صيامهم عشرة أيام من أجل ذنب ارتكبه فيما يزعمون, وصار دين المسيح دين قسطنطين إلا أنه بنى لهم من الكنائس والمعابد والصوامع والديارات ما يزيد على اثني عشر ألف معبد, وبنى المدينة المنسوبة إليه, واتبعه الطائفة الملكية منهم, وهم في هذا كله قاهرون لليهود, أيدهم الله عليهم, لأنهم أقرب إلى الحق منهم, وإن كان الجميع كفاراً عليهم لعائن الله, فلما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم, فكان من آمن به يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله على الوجه الحق, كانوا هم أتباع كل نبي على وجه الأرض, إذ قد صدقوا الرسول النبي الأمي العربي, خاتم الرسل وسيد ولد آدم على الإطلاق, الذي دعاهم إلى التصديق بجميع الحق, فكانوا أولى بكل نبي من أمته الذين يزعمون أنهم على ملته وطريقته, مع ما قد حرفوا وبدلوا, ثم لو لم يكن شيء من ذلك, لكان قد نسخ الله شريعة جميع الرسل بما بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم من الدين الحق الذي لا يغير ولا يبدل إلى قيام الساعة, ولا يزال قائماً منصوراً ظاهراً على كل دين, فلهذا فتح الله لأصحابه مشارق الأرض ومغاربها, واجتازوا جميع الممالك, ودانت لهم جميع الدول, وكسروا كسرى, وقصروا قيصر وسلبوهما كنوزهما, وأنفقت في سبيل الله كما أخبرهم بذلك نبيهم عن ربهم عز وجل في قوله: " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا " الاية, فلهذا لما كانوا هم المؤمنين بالمسيح حقاً, سلبوا النصارى بلاد الشام وألجؤوهم إلى الروم فلجؤوا إلى مدينتهم القسطنطينية, ولا يزال الإسلام وأهله فوقهم إلى يوم القيامة. وقد أخبر الصادق الصدوق صلى الله عليه وسلم أمته بأن آخرهم سيفتحون القسطنطينية ويستفيئون ما فيها من الأموال, ويقتلون الروم مقتلة عظيمة جداً, لم ير الناس مثلها ولا يرون بعدها نظيرها, وقد جمعت في هذا جزءاً مفرداً, ولهذا قال تعالى: " وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون * فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين " وكذلك فعل بمن كفر بالمسيح من اليهود أو غلا فيه أو أطراه من النصارى, عذبهم في الدنيا بالقتل والسبي, وأخذ الأموال وإزالة الأيدي عن الممالك, وفي الدار الاخرة عذابهم أشد وأشق "وما لهم من الله من واق" "وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم" أي في الدنيا والاخرة, في الدنيا بالنصر والظفر, وفي الاخرة بالجنات العاليات "والله لا يحب الظالمين".
ثم قال تعالى: " ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم " أي هذا الذي قصصنا عليك يا محمد في أمر عيسى ومبدأ ميلاده وكيفيه أمره, وهو مما قاله تعالى وأوحاه إليك ونزله عليك من اللوح المحفوظ, فلا مرية فيه ولا شك, كما قال تعالى في سورة مريم "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون * ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون" وههنا قال تعالى:)
قوله 58- "ذلك" إشارة إلى ما سلف من نبأ عيسى وغيره وهو مبتدأ خبره ما بعده، و"من الآيات" حال أو خبر بعد خبر. والحكيم المشتمل على الحكم أو المحكم الذي لا خلل فيه.
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله "فلما أحس عيسى منهم الكفر" قال: كفروا وأرادوا قتله، فذلك حين استنصر قومه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: إنما سموا الحواريين لبياض ثيابهم كانوا صيادين. وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال: الحواريون قصارون مر بهم عيسى فآمنوا به. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال: الحواريون هم الذين تصلح لهم الخلافة. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: هم أصفياء الأنبياء. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الضحاك مثله. وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن قتادة قال: الحواري الوزير. وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة قال: الحواري الناصر. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس في قوله "فاكتبنا مع الشاهدين" قال: مع محمد وأمته أنهم شهدوا له أنه قد بلغ، وشهدوا للرسل أنهم قد بلغوا. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن طريق الكلبي عن أبي صالح عنه قال "مع الشاهدين" مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن جرير عن السدي قال: إن بني إسرائيل حصروا عيسى وتسعة عشر رجلاً من الحواريين في بيت، فقال عيسى لأصحابه: من يأخذ صورتي فيقتل وله الجنة، فأخذها رجل منهم وصعد عيسى إلى السماء فذلك قوله "ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين". وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله "إني متوفيك" يقول: مميتك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن قال: متوفيك من الأرض. وأخرج الآخران عنه قال: وفاة المنام. وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: هذا من المقدم والمؤخر: أي رافعك إلي ومتوفيك. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مطر الوراق قال: متوفيك من الدنيا وليس بوفاة موت. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن وهب قال: توفى الله عيسى ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه إليه، وأخرج ابن عساكر عنه قال: أماته ثلاثة أيام ثم بعثه ورفعه. وأخرج الحاكم عنه قال: توفى الله عيسى سبع ساعات. وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والحاكم عن سعيد بن المسيب قال: رفع عيسى وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة. وأخرج ابن عساكر عن وهب مثله. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله تعالى "ومطهرك من الذين كفروا" قال: طهره من اليهود والنصارى والمجوس ومن كفار قومه. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: "وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا" قال: هم أهل الإسلام الذين اتبعوا على فطرته وملته وسنته. وأخرج ابن جرير عن ابن جريج نحوه. وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن نحوه أيضاً. وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يبالون بمن خالفهم حتى يأتي أمر الله" قال النعمان: من قال: إني أقول على رسول الله ما لم يقل فإن تصديق ذلك في كتاب الله، قال الله "وجاعل الذين اتبعوك" الآية. وأخرج ابن عساكر عن معاوية مرفوعاً نحوه ثم قرأ معاوية الآية. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: النصارى فوق اليهود إلى يوم القيامة، وليس بلد فيه أحد من النصارى إلا وهم فوق اليهود في شرق ولا غرب، هم في البلدان كلها مستذلون.
58-قوله تعالى: "ذلك" أي هذا الذي ذكرته لك من الخبر عن عيسى ومريم والحواريين " نتلوه عليك" (نخبرك به بتلاوة جبريل عليك) "من الآيات والذكر الحكيم " يعني القرآن والذكر ذي الحكمة ، وقال مقاتل: الذكر الحكيم أي المحكم الممنوع من الباطل وقيل: الذكر الحكيم هو اللوح المحفوظ، وهو معلق بالعرض من درة بيضاء. وقيل من الآيات أي العلامات الدالة على نبوتك لأنها أخبار لا يعلمها إلا قارئ كتاب أو من يوحي إليه وأنت أمي لا تقرأ.
58"ذلك" إشارة إلى ما سبق من نبأ عيسى وغيره، وهو مبتدأ خبره. "نتلوه عليك" وقوله: "من الآيات" حال من الهاء ويجوز أن يكون الخبر ونتلوه حالاً على أن العامل معنى الإشارة وأن يكونا خبرين وأن ينتصب بمضمر يفسره نتلوه. " والذكر الحكيم " المشتمل على الحكم، أو المحكم الممنوع عن تطرق الخلل إليه يريد به القرآن. وقيل اللوح.
58. This (which) We recite unto thee is a revelation and a wise reminder.
58 - This is what we rehearse unto thee of the signs and the message of wisdom.