[القصص : 1] طسم
1 - (طسم) الله أعلم بمراده بذلك
قال أبو جعفر: قد بينا قبل فيما مضى تأويل قول الله عز وجل " طسم "، وذكرنا اختلاف أهل التأويل في تأويله.
مكية كلها في قول الحسن و عطاء وقال ابن عباس و قتادة إلا آية نزلت بين مكة والمدينة . وقال ابن سلام بالدحفة في وقت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة . وهي قوله عز وجل : " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد " وقال مقاتل : فيها من المدني " الذين آتيناهم الكتاب " إلى قوله : " لا نبتغي الجاهلين " . هي ثمان وثلاثون آية .
قوله تعالى : " طسم " تقدم الكلام فيه .
سورة القصص
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: حدثنا يحيى بن آدم , حدثنا وكيع عن أبيه عن أبي إسحاق عن معد يكرب قال: أتينا عبد الله فسألناه أن يقرأ علينا طسم المائتين, فقال: ما هي معي, ولكن عليكم بمن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الأرت , قال: فأتينا خباب بن الأرت فقرأها علينا رضي الله عنه.
بسم الله الرحمـن الرحيم
فقد تقدم الكلام على الحروف المقطعة, وقوله: "تلك" أي هذه "آيات الكتاب المبين" أي الواضح الجلي الكاشف عن حقائق الأمور, وعلم ما قد كان وما هو كائن. وقوله: " نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق " الاية, كما قال تعالى: "نحن نقص عليك أحسن القصص" أي نذكر لك الأمر على ما كان عليه كأنك تشاهد وكأنك حاضر, ثم قال تعالى: "إن فرعون علا في الأرض" أي تكبر وتجبر وطغى "وجعل أهلها شيعاً" أي أصنافاً قد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته.
وقوله تعالى: "يستضعف طائفة منهم" يعني بني إسرائيل, وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم, هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبار العتيد يستعملهم في أخس الأعمال, ويكدهم ليلاً ونهاراً في أشغاله وأشغال رعيته, ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيي نساءهم, إهانة لهم واحتقاراً وخوفاً من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه أن يوجد منهم غلام, يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه. وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل عليه السلام, حين ورد الديار المصرية, وجرى له مع جبارها ما جرى حين أخذ سارة ليتخذها جارية, فصانها الله منه ومنعه منها بقدرته وسلطانه, فبشر إبراهيم عليه السلام ولده أنه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاك ملك مصر على يديه, فكانت القبط تحدث بهذا عند فرعون, فاحترز فرعون من ذلك, وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل ولن ينفع حذر من قدر, لأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر, ولكل أجل كتاب, ولهذا قال تعالى: " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون " وقد فعل تعالى ذلك بهم, كما قال تعالى: " وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ". وقال تعالى: "كذلك وأورثناها بني إسرائيل" أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى, فما نفعه ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب, بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه, بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفاً من الولدان, إنما منشؤه ومرباه على فراشك وفي دارك, وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدلله وتتفداه, وحتفك وهلاكك وهلاك جنودك على يديه, لتعلم أن رب السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال, الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
آياتها ثمان وثمانون آية، وهي مكية كلها في قول الحسن وعكرمة عطاء
وأخرج ابن الضريس وابن النجار وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: نزلت سورة القصص بمكة. وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثل ذلك: قال القرطبي: قال ابن عباس وقتادة: إنها نزلت بين مكة والمدينة. وقال ابن سلام: بالجحفة وقت هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي قوله عز وجل "إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد" وقال مقاتل: فيها من المدني "الذين آتيناهم الكتاب" إلى قوله: "لا نبتغي الجاهلين". وأخرج أحمد والطبراني وابن مردويه: قال السيوطي: سنده جيد عن معد يكرب قال: أتينا عبد الله بن مسعود فسألناه أن يقرأ علينا طسم المائتين، فقال: ما هي معي، ولكن عليكم بمن أخذها من رسول الله صلى الله عليه وسلم خباب بن الأرت، فأتيت خبابا فقلت: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ طسم أو طس؟ فقال: كل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأه.
1- "طسم" الكلام في فاتحة السورة قد مر في فاتحة الشعراء وغيرها فلا نعيده.
مكية إلا قوله عز وجل: "الذين آتيناهم الكتاب"، إلى قوله: "لا نبتغي الجاهلين"، وفيها آية نزلت بين مكة والمدينة، وهي قوله عز وجل: " إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ".
"طسم".
1 -" طسم " .
Surah 28. Al-Qasas
1. Ta.Sin.Mim.
SURA 28: QASAS
1 - Ta. Sin. Mim.