[الشعراء : 158] فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ
158 - (فأخذهم العذاب) الموعود به فهلكوا (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين)
القول في تأويل قوله تعالى : " فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين " .
قوله تعالى : " وإن ربك لهو العزيز الرحيم".
يقول تعالى مخبراً عن ثمود في جوابهم لنبيهم صالح عليه السلام حين دعاهم إلى عبادة ربهم عز وجل أنهم "قالوا إنما أنت من المسحرين" قال مجاهد وقتادة : يعنون من المسحورين. وروى أبو صالح عن ابن عباس "من المسحرين" يعني من المخلوقين, واستشهد بعضهم على هذا بقول الشاعر:
فإن تسألينا: فيم نحن ؟ فإننا عصافير من هذا الأنام المسحر
يعني الذين لهم سحور, والسحر هو الرئة. والأظهر في هذا قول مجاهد وقتادة أنهم يقولون: إنما أنت في قولك هذا مسحور لا عقل لك, ثم قالوا "ما أنت إلا بشر مثلنا" يعني فكيف أوحي إليك دوننا ؟ كما قالوا في الاية الأخرى " أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر * سيعلمون غدا من الكذاب الأشر " ثم إنهم اقترحوا عليه آية يأتيهم بها ليعلموا صدقه بما جاءهم به من ربهم, وقد اجتمع ملؤهم, وطلبوا منه أن يخرج لهم الان من هذه الصخرة ناقة عشراء إلى صخرة عندهم ـ من صفتها كذا وكذا, فعند ذلك أخذ عليهم نبي الله صالح. العهود والمواثيق لئن أجابهم إلى ما سألوا ليؤمنن به وليتبعنه, فأعطوه ذلك, فقام نبي الله صالح عليه السلام فصلى, ثم دعا الله عز وجل أن يجيبهم إلى سؤالهم, فانفطرت تلك الصخرة التي أشاروا إليها عن ناقة عشراء على الصفة التي وصفوها, فآمن بعضهم وكفر أكثرهم "قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم" يعني ترد ماءكم يوماً, ويوماً تردونه أنتم "ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم" فحذرهم نقمة الله إن أصابوها بسوء, فمكثت الناقة بين أظهرهم حيناً من الدهر, ترد الماء وتأكل الورق والمرعى ـ وينتفعون بلبنها يحلبون منها ما يكفيهم شرباً ورياً, فلما طال عليهم الأمد وحضر شقاؤهم, تمالؤوا على قتلها وعقرها " فعقروها فأصبحوا نادمين * فأخذهم العذاب " وهو أن أرضهم زلزلت زلزالاً شديداً, وجاءتهم صيحة عظيمة اقتلعت القلوب من محالها, وأتاهم من الأمر ما لم يكونوا يحتسبون, وأصبحوا في ديارهم جاثمين " إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم ".
158- "فأخذهم العذاب" الذي وعدهم به. وقد تقدم تفسير قوله: "إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين".
158- "فأخذهم العذاب إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين".
158 -" فأخذهم العذاب " أي العذاب الموعود . " إن في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين " في نفي الإيمان عن أكثرهم في هذا المعرض إيماء بأنه لو آمن أكثرهم أو شطرهم لما أخذوا بالعذاب ، وإن قريشاً إنما عصموا من مثله ببركة من آمن منهم .
158. So the retribution came on them. Lo! herein is indeed a portent, yet most of them are not believers.
158 - But the Penalty seized them. Verily in this is a Sign: but most of them do not believe.