[الشعراء : 114] وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ
114 - (وما أنا بطارد المؤمنين)
يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل نوح لقومه : وما أنا بطارد من آمن بالله واتبعني على التصديق بما جئت به من عند الله " إن أنا إلا نذير مبين " يقول : ما أنا إلا نذير لكم من عند ربكم أنذركم بأسه ، وسطوته على كفركم به " مبين " يقول : نذير قد أبان لكم إنذاره ، ولم يكتمكم نصيحته " قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين " يقول : قال لنوح قومه : لئن لم تنته يا نوح عما تقول ، وتدعو إليه ، وتعيب به آلهتنا، لتكونن من المشتومين ، يقول : لنشتمنك .
قوله تعالى :" وما أنا بطارد المؤمنين " أي لخساسة أحوالهم وأشغالهم . وكأنهم طلبوا منه طرد الضعفاء كما طلبته قريش
يقولون: لا نؤمن لك, ولا نتبعك ونتساوى في ذلك بهؤلاء الأراذل, الذين اتبعوك وصدقوك وهم أراذلنا, ولهذا "قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون * قال وما علمي بما كانوا يعملون" أي وأي شيء يلزمني من اتباع هؤلاء لي ؟ ولو كانوا على أي شيء كانوا عليه, لا يلزمني التنقيب عنهم والبحث والفحص, إنما علي أن أقبل منهم تصديقهم إياي, وأكل سرائرهم إلى الله عز وجل "إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون * وما أنا بطارد المؤمنين" كأنهم سألوا منه أن يبعدهم عنه ويتابعوه, فأبى عليهم ذلك وقال "وما أنا بطارد المؤمنين * إن أنا إلا نذير مبين" أي إنما بعثت نذيراً, فمن أطاعني واتبعني وصدقني كان مني وأنا منه, سواء كان شريفاً أو وضيعاً, أو جليلاً أو حقيراً.
وما أحسن ما قال: 114- "وما أنا بطارد المؤمنين" هذا جواب من نوح على ما ظهر من كلامهم من طب الطرد لهم.
114- "وما أنا بطارد المؤمنين".
114 -" وما أنا بطارد المؤمنين " جواب لما أوهم قولهم من استدعاء طردهم وتوقيف إيمانهم عليه حيث جعلوا اتباعهم عنه وقوله :
114. And I am not (here) to repulse believers.
114 - I am not one to drive away those who believe.