[المؤمنون : 43] مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ
43 - (ما تسبق من أمة أجلها) بأن تموت قبله (وما يستأخرون) عنه ذكر الضمير بعد تأنيثه رعاية للمعنى
القول في تأويل قوله تعالى : " ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون " .
" ما تسبق من أمة أجلها " " من " صلة، أي ما تسبق أمة الوقت المؤقت لها ولا تتأخره، مثل قوله تعالى: " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " [الأعراف: 34].
يقول تعالى: "ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين" أي أمماً وخلائق "ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون" يعني بل يؤخذون على حسب ما قدر لهم تعالى في كتابه المحفوظ, وعلمه قبل كونهم أمة بعد أمة, وقرناً بعد قرن, وجيلاً بعد جيل, وخلفاً بعد سلف, " ثم أرسلنا رسلنا تترا " قال ابن عباس يعني يتبع بعضهم بعضاً, وهذا كقوله تعالى: " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة ". وقوله: "كلما جاء أمة رسولها كذبوه" يعني جمهورهم وأكثرهم, كقوله تعالى: "يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون". وقوله: "فأتبعنا بعضهم بعضاً" أي أهلكناهم كقوله: "وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح". وقوله: "وجعلناهم أحاديث" أي أخباراً وأحاديث للناس كقوله: "فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق".
ثم بين سبحانه كمال علمه وقدرته في شأن عباده فقال: 43- "ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون" أي ما تتقدم كل طائفة مجتمعة في قرن آجالها المكتوبة لها في الهلاك ولا تتأخر عنها، ومثل ذلك قوله تعالى: "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون".
43. " ما تسبق من أمة أجلها "، أي: ما تسبق أمة أجلها أي: وقت هلاكها، " وما يستأخرون "، وما يتأخرون عن وقت هلاكهم.
43ـ " ما تسبق من أمة أجلها " الوقت الذي حد لهلاكها و " من" مزيدة للاستغراق . " وما يستأخرون " الأجل .
43. No nation can outstrip its term, nor yet postpone it.
43 - No people can hasten their term, nor can they delay (it).