[الحج : 19] هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ
19 - (هذان خصمان) أي المؤمنون خصم والكفار الخمسة خصم وهو يطلق على الواحد والجماعة (اختصموا في ربهم) أي في دينه (فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار) يلبسونها يعني احيطت بهم النار (يصب من فوق رؤوسهم الحميم) الماء البالغ نهاية الحرارة
قوله تعالى هذان خصمان الآية أخرج الشيخان وغيرهما عن أبي ذر قال نزلت هذه الآية هذان خصمان اختصموا في ربهم في حمزة وعبيدة وعلي بن أبي طالب وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة وأخرج الحاكم عن علي قال فينا نزلت هذه الآية في مبارزتنا يوم بدر هذان خصمان اختصموا في ربهم إلى قوله الحريق
واخرج من وجه آخر عنه قال نزلت في الذين بارزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحرث وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس أنها نزلت في أهل الكتاب قالوا للمؤمنين نحن اولى بالله منكم واقدم كتابا ونبينا قبل نبيكم فقال المؤمنون نحن أحق بالله آمنا بمحمد ونبيكم وبما أنزل الله من كتاب وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة مثله
اختلف أهل التأويل في المعني بهذين الخصمين اللذين ذكرهما الله ، فقال بعضهم : أحد الفريقين : أهل الإيمان ، و الريق الآخر : عبدة الأوثان من مشركي قريش الذين تبارزوا يوم بدر .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب ، قال : ثنا هشيم ، قال : أخبرنا أبو هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عبادة ، قال : سمعت أبا ذر ، يقسم قسما أن هذه الآية " هذان خصمان اختصموا في ربهم " نزلت في الذين بارزوا يوم بدر حمزة و علي و عبيدة بن الحارث و عتبة و شيبة ابني ربيعة و الوليد بن عتبة ، قال : و قال علي : إني لأول ، أو من أول من يجثو للخصومة يوم القيامة بين يدي الله تبارك و تعالى .
حدثنا علي بن سهل ، قال : ثنا مؤمل ، قال: ثنا سفيان ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال : سمعت أبا ذر يقسم بالله قسما : لنزلت هذه الآية في ستة من قريش حمزة بن عبد المطلب و علي بن أبي طالب ، و عبيدة بن الحارث رضي الله عنهم ، و عتبة بن ربيعة ، و شيبة بن ربيعة ، و الوليد بن عبتة " هذان خصمان اختصموا في ربهم "... إلى آخر الآية " إن الله يدخل الذين آمنوا و عملوا الصالحات " إلى آخر الآية .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال : سمعت أبا ذر يقسم ، ثم ذكر نحوه .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا محمد بن محبب ،قال: ثنا سفيان ، عن منصور بن المعتمر ، عن هلال بن يساف : قال : نزلت هذه الآية في الذين تبارزوا يوم بدر " هذان خصمان اختصموا في ربهم " .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة بن الفضل ، قال: ثني محمد بن إسحاق ، عن بعض أصحابه ، عن عطاء بن يسار ، قال : نزلت هؤلاء الآيات " هذان خصمان اختصموا في ربهم " في الذين تبارزوا يوم بدر : حمزة ، و علي , و عبيدة بن الحارث ، و عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، و الوليد بن عتبة . إلى قوله " وهدوا إلى صراط الحميد " .
قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد ، قال : و الله لأنزلت هذه الآية "هذان خصمان اختصموا في ربهم " في الذين خرج بعضهم إلى بعض يوم بدر : حمزة ،و علي ، عبيدة رحمة الله عليهم ، و شيبة ، و عتبة ، و الوليد بن عتبة .
و قال آخرون ممن قال أحد الفريقين فريق الإيمان : بل الفريق الآخر أهل الكتاب .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال :ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله " هذان خصمان اختصموا في ربهم " قال : هم أهل الكتاب ، قالوا للمؤمنين : نحن أولى بالله و أقدم منكم كتابا ، و نبينا قبل نبيكم . و قال المؤمنون : نحن أحق بالله، آمنا بمحمد صلى الله عليه و سلم ، و آمنا بنبيكم ، وبما أنزل الله من كتاب ، فأنتم تعرفون كتابنا و نبينا ، ثم تركتموه و كفرتم به حسدا ،و كان ذلك خصومتهم في ربهم .
و قال آخرون منهم : بل الفريق الآخر الكفار كلهم ، من أي ملة كانوا .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، قال : ثنا أبو تميلة ، عن أبي حمزة ، عن جابر ، عن مجاهد ، و عطاء بن أبي رياح ، و أبي قزعة ، عن الحسين ، قال : هم الكافرون و المؤمنون اختصموا في ربهم .
قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، : مثل الكافر و المؤمن .
قال ابن جريج ، : خصومتهم التي اختصموا في ربهم ، خصومتهم في الدنيا من أهل كل دين ، يرون أنهم أولى بالله من غيرهم .
حدثنا أبو كريب ، قال: ثنا أبو كريب ، قال :ثنا أبو بكر بن عياش ، قال : كان عاصم و الكلبي يقولان جميعا في "هذان خصمان اختصموا في ربهم " قال : أهل الشرك والإسلام حين اختصموا أيهم أفضل ، قال : جعل الشرك ملة .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، - و حدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله "هذان خصمان اختصموا في ربهم " قال : مثل المؤمن و الكافر اختصامهما في البعث .
و قال آخرون : الخصمان اللذان ذكرهما الله في هذه الآية : الجنة و النار .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال: ثنا أبو تميلة ، عن أبي حمزة عن جابر عن عكرمة "هذان خصمان اختصموا في ربهم " قال: هما الجنة و النار اختصمتا ، فقالت النار : خلقني الله لعقوبته و قالت الجنة : خلقني الله لرحمته ، فقد قص الله عليك من خبرهما ما تسمع .
و أولى هذه الأقوال عندي بالصواب ، و أشبهها بتأويل الآية : قول من قال : عنى بالخصمين : جميع الكفار من أصناف الكفر كانوا و جميع المؤمنين ، و إنما قلت ذلك أولى بالصواب، لأنه تعالى ذكره ذكر قبل ذلك صنفين من خلقه : أحدهما أهل طاعة له بالسجود له ، و الآخر : أهل معصية له ، قد حق عليه العذاب ، فقال " ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر" ، ثم قال : " وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب " ، ثم أتبع ذلك صفة الصنفين كليهما و ما هو فاعل بهما ، فقال " فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار " و قال الله " إن الله يدخل الذين آمنوا و عملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار " . فكان بينا بذلك أن ما بين ذلك خبر عنهما .
فإن قال قائل :فما أنت قائل فيما روي عن أبي ذر في قوله إن ذلك نزل في الذين بارزوا يوم بدر؟ قيل : ذلك إن شاء الله كما روي عنه ، ولكن الآية قد تنزل بسبب من الأسباب ، ثم تكون عامة في كل ما كان نظير ذلك السبب ، وهذه من تلك ، و ذلك أن الذين تبارزوا إنما كان أحد الفريقين أهل شرك و كفر بالله ، و الآخر أهل إيمان بالله و طاعة له ، فكل كافر في كحم فريق الشرك منهما في أنه لأهل الإيمان خصم ، و كذلك كل مؤمن كل مؤمن في حكم فريق الإيمان في أنه لأهل الشرك خصم .
فتأويل الكلام : هذان خصمان اختصموا في دين ربهم ، و اختصامهم في ذلك معاداة كل فريق منهما الفريق الآخر ، و محاربته إياه على دينه .
و قوله " فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار " يقول تعالى ذكره : فأما الكافر بالله منهما فإنه يقطع له قميص من نحاس من نار .
كما حدثنا القاسم ، قال: ثنا الحسين ، قال: ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، "فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار " قال: الكافر قطعت له ثياب من نار ، و المؤمن يدخله الله جنات تجري من تحتها الأنهار .
كما حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، في قوله " فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار " قال : ثياب من نحاس ، و ليس شيء من الآنية أحمى و أشد حرا منه .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال: ثنا عيسى ، و حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن ، قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال: الكفار قطعت لهم ثياب من نار ، و المؤمن يدخل جنات تجري من تحتها الأنهار . و قوله " يصب من فوق رؤوسهم الحميم " يقول : يصب على رءوسهم ماء مغلى .
كما حدثنا محمد بن المثنى ، قال:ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ،قال: ثنا ابن المبارك ، عن سعيد بن زيد ، عن أبي السمح ، عن ابن جحيرة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الحميم ليصب على رءوسهم ، فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه ، فيسلت ما في جوفه حتى يبلغ قدميه ، وهي الصهر ، ثم يعاد كما كان " .
حدثني محمد بن المثنى ، قال : ثنا يعمر بن بشر ، قال : ثنا ابن المبارك ، قال : أخبرنا سعيد بن زيد ، عن أبي السمح ، عن ابن جحيرة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ، إلا أنه قال : " فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه " .
وكان بعضهم يزعم أن قوله " ولهم مقامع من حديد " من المؤخر الذي معناه التقديم ، ويقول : وجه الكلام : فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ، ولهم مقامع من حديد يصب من فوق رءوسهم الحميم ويقول : إنما وجب أن يكون ذلك كذلك ، لأن الملك يضربه بالمقمع من الحديد حتى يثقب رأسه ، ثم يصب فيه الحميم الذي انتهى حره ، فيقطع بطنه . والخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرنا ، يدل على خلاف ما قال هذا القائل ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن الحميم إذا صب على رءوسهم نفذ الجمجمة حتى يخلص إلى أجوافهم ، وبذلك جاء تأويل ، ولو كانت المقامع قد تثقب رءوسهم قبل صب الحميم عليها ، لم يكن لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الحميم ينفذ الجمجمة " معنى : ولكن الأمر في ذلك بخلاف ما قال هذا القائل .
وقوله " يصهر به ما في بطونهم والجلود " يقول : يذاب بالحميم الذي يصب من فوق رءوسهم ما بالنار : إذا أذبتها أصهرها صهرا ، ومنه يقول الشاعر :
تروي لقى ألقي في صفصف تصهره الشمس ولا ينصهر
ومنه قول الراجز :
شك السفافيد الشواء المصطهر
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن أبن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله " يصهر به " قال : يذاب إذابة .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن أبي جريج ، عن مجاهد مثله . قال ابن جريج " يصهر به " : قال : ما قطع لهم العذاب .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن أبي جريج ، عن مجاهد مثله . قال ابن جريج " يصهر به " : قال : ما قطع لهم العذاب .
حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرازق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، مثله .
حدثي محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه عن ابن عباس ، قوله " فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار " إلى قوله " يصهر به ما في بطونهم والجلود " يقول : يسقون ما إذا دخل بطونهم أذابها والجلود مع البطون .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن جعفر و هارون بن عنترة ، عن سعيد بن جبير قال هارون : إذا عام أهل النار ، وقال جعفر : إذا جاع أهل النار استغاثوا بشجرة الزقوم ،فيأكلون منها ، فاختلست جلود وجوههم ، فلو أن مارا مر بهم يعرفهم ، يعرف جلود وجوههم فيها ، ثم يصب عليهم العطش ، فيستغيثوا ، فيغاثوا بماء كالمهل ، وهو الذي قد انتهى حره ، فإذا أدنوه من أفواههم انشوى من حره لحوم وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود و " يصهر به ما في بطونهم " يعني أمعاءهم ، وتساقط جلودهم ، ثم يضربون بمقامع من حديد ، فيسقط كل عضو على حاله ، يدعون بالويل والثبور وقوله " ولهم مقامع من حديد " تضرب رءوسهم بها الخزنة إذا أرادوا الخروج من النار حتى ترجعهم إليها وقوله "كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها" يقول : كلما أرد هؤلاء الكفار الذين وصف صفتهم الخروج من النار ، مما نالهم الغم والكرب ، ردوا إليها .
كما حدثنا مجاهد بن موسى ، قال : ثنا جعفر بن عون ، قال : أخبرنا الأعمش عن أبي ظبيان قال : النار سوداء مظلمة ، لا يضيء لهبها ولا جمرها ، ثم قرأ آية "كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها " وقد ذكر أنهم يحاولون الخروج من النار حين تجيش جهنم فتلقي من فيها إلى أعلى أبوابها ، فيريدون الخروج فتعيدوهم الخزان فيها بالمقامع ، ويقولون لهم إذا ضربوهم بالمقامع " ذوقوا عذاب الحريق " . وعنى بقوله " ذوقوا عذاب الحريق " ويقول لهم : ذوقوا عذاب النار ، وقيل عذاب الحريق ، والمعنى : المحرق ، كما قيل العذاب الأليم بمعنى : المؤلم .
قوله تعالى: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " خرج مسلم عن قيس بن عباد قال:
سمعت أبا ذر يقسم قسماً إن " هذان خصمان اختصموا في ربهم " إنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة. وبهذا الحديث ختم مسلم رحمه الله كتابه. وقال ابن عباس: نزلت هذه الآيات الثلاث على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة في ثلاثة نفر من المؤمنين وثلاثة نفر كافرين، وسماهم، كما ذكر أبو ذر. وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إني لأول من يجثو للخصومة بين يدي الله يوم القيامة، يريد قصته في مبارزته هو وصاحباه، ذكره البخاري . وإلى هذا القول ذهب هلال بن يساف وعطاء بن يسار وغيرهما. وقال عكرمة: المراد بالخصمين الجنة والنار، اختصمتا فقالت النار: خلقني لعقوبته. وقالت الجنة خلقني لرحمته.
قلت: وقد ورد بتخاصم الجنة والنار حديث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" احتجت الجنة والنار فقالت هذه: يدخلني الجبارون والمتكبرون. وقالت هذه: يدخلني الضعفاء والمساكين فقال الله تعالى لهذه: أنت عذابي أعذب بك من أشاء وقال لهذه: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها ". خرجه البخاري و مسلم و الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وقال ابن عباس أيضاً: هم أهل الكتاب قالوا للمؤمنين نحن أولى بالله منكم، وأقدم منكم كتاباً، ونبينا قبل نبيكم. وقال المؤمنون: نحن أحق بالله منكم آمنا بمحمد آمنا بنبيكم وبما أنزل إليه من كتاب، وأنتم تعرفون نبينا وتركتموه وكفرتم به حسداً، فكانت هذه خصومتهم، وأنزلت فيهم هذه الآية. وهذا قول قتادة ، والقول الأول أصح رواه البخاري عن حجاج بن منهال عن هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي ذر، و مسلم عن عمرو بن زرارة عن هشيم، ورواه سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن علي قال: فينا نزلت هذه الآية وفي مبارزتنا يوم بدر " هذان خصمان اختصموا في ربهم " - إلى قوله - "عذاب الحريق ". وقرأ ابن كثير " هذان خصمان " بتشديد النون من " هذان ". وتأول الفراء الخصمين على أنهما فريقان أهل دينين، وزعم أن الخصم الواحد المسلمون والآخر اليهود والنصارى، اختصموا في دين ربهم، قال: فقال: اختصموا لأنهم جمع، قال: ولو قال اختصما لجاز. قال النحاس : وهذا تأويل من لا دراية له بالحديث ولا بكتب أهل التفسير، لأن الحديث في هذه الآية مشهور، رواه سفيان الثوري وغيره عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم قسماً إن هذه الآية نزلت في حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة. وهكذا روى أبو عمرو بن العلاء عن مجاهد عن ابن عباس. وفيه قول رابع أنهم المؤمنون كلهم والكافرون كلهم من أي ملة كانوا، قاله مجاهد و الحسن وعطاء بن أبي رباح وعاصم بن أبي النجود و الكلبي . وهذا القول بالعموم يجمع المنزل فيهم وغيرهم. وقيل: نزلت في الخصومة في البعث والجزاء، إذ قال به قوم وأنكره قوم. " فالذين كفروا " يعني من الفرق الذين تقدم ذكرهم. " قطعت لهم ثياب من نار " أي خيطت وسويت، وشبهت النار بالثياب لأنها لباس لهم كالثياب. وقوله: " قطعت " أي تقطع لهم في الآخرة ثياب من نار، وذكر بلفظ الماضي لأن ما كان من أخبار الآخرة فالموعود منه كالواقع المحقق، قال الله تعالى: " وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس " [المائدة: 116] أي يقول الله تعالى. ويحتمل أن يقال قد أعدت الآن تلك الثياب لهم ليلبسوها إذا صاروا إلى النار. وقال سعيد بن جبير: " من نار " من نحاس، فتلك الثياب من نحاس قد أذيبت وهي السرابيل المذكورة في قطر آن وليس في الآنية شيء إذا حمي يكون أشد حراً منه. وقيل: المعنى أن النار قد أحاطت بهم كإحاطة الثياب المقطوعة إذا لبسوها عليهم، فصارت من هذا الوجه ثياباً لأنها بالإحاطة كالثياب، مثل " وجعلنا الليل لباسا " [النبأ: 10]. " يصب من فوق رؤوسهم الحميم " أي الماء الحار المغلى بنار جهنم. وروى الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الحميم حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وهو الصهر ثم يعاد كما كان ". قال: حديث حسن صحيح غريب.
ثبت في الصحيحين من حديث أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي ذر : أنه كان يقسم قسماً أن هذه الاية "هذان خصمان اختصموا في ربهم" نزلت في حمزة وصاحبيه, و عتبة وصاحبيه يوم برزوا في بدر, لفظ البخاري عند تفسيرها, ثم قال البخاري : حدثنا حجاج بن المنهال , حدثنا المعتمر بن سليمان , سمعت أبي , حدثنا أبو مجلز عن قيس بن عباد عن علي بن أبي طالب أنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة, قال قيس : وفيهم نزلت: "هذان خصمان اختصموا في ربهم" قال: هم الذين بارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة . انفرد به البخاري .
وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله: "هذان خصمان اختصموا في ربهم" قال: اختصم المسلمون وأهل الكتاب, فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم, فنحن أولى بالله منكم, وقال المسلمون: كتابنا يقضي على الكتب كلها ونبينا خاتم الأنبياء, فنحن أولى بالله منكم, فأفلج الله الإسلام على من ناوأه, وأنزل "هذان خصمان اختصموا في ربهم" وكذا روى العوفي عن ابن عباس : وقال شعبة عن قتادة في قوله: "هذان خصمان اختصموا في ربهم" قال: مصدق ومكذب وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد في هذه الاية: مثل الكافر والمؤمن اختصما في البعث, وقال في رواية هو و عطاء في هذه الاية: هم المؤمنون والكافرون.
وقال عكرمة : "هذان خصمان اختصموا في ربهم" قال: هي الجنة والنار, قالت النار: اجعلني للعقوبة, وقالت الجنة: اجعلني للرحمة. وقول مجاهد وعطاء : إن المراد بهذه الكافرون والمؤمنون يشمل الأقوال كلها, وينتظم فيه قصة يوم بدر وغيرها, فإن المؤمنين يريدون نصرة دين الله عز وجل, والكافرون يريدون إطفاء نور الإيمان وخذلان الحق وظهور الباطل, وهذا اختيار ابن جرير , وهو حسن, ولهذا قال "فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار" أي فصلت لهم مقطعات من النار, قال سعيد بن جبير : من نحاس, وهو أشد الأشياء حرارة إذا حمي "يصب من فوق رؤوسهم الحميم * يصهر به ما في بطونهم والجلود" أي إذا صب على رؤوسهم الحميم وهو الماء الحار في غاية الحرارة. وقال سعيد بن جبير : هو النحاس المذاب, أذاب ما في بطونهم من الشحم والأمعاء, قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وغيرهم, وكذلك تذوب جلودهم, وقال ابن عباس وسعيد : تساقط.
وقال ابن جرير : حدثني محمد بن المثنى , حدثني إبراهيم أبو إسحاق الطالقاني , حدثنا ابن المبارك عن سعيد بن يزيد عن أبي السمح عن ابن حجيرة , عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة حتى يخلص إلى جوفه, فيسلت ما في جوفه حتى يبلغ قدميه, وهو الصهر, ثم يعاد كما كان" ورواه الترمذي من حديث ابن المبارك وقال: حسن صحيح, وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي نعيم عن ابن المبارك به. ثم قال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين , حدثنا أحمد بن أبي الحواري .
قال: سمعت عبد الله بن السري قال: يأتيه الملك يحمل الإناء بكلبتين من حرارته, فإذا أدناه من وجهه تكرهه, قال: فيرفع مقمعة معه فيضرب بها رأسه فيفرغ دماغه, ثم يفرغ الإناء من دماغه فيصل إلى جوفه من دماغه, فذلك قوله: "يصهر به ما في بطونهم والجلود".
وقوله: "ولهم مقامع من حديد" قال الإمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى , حدثنا ابن لهيعة , حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن مقمعاً من حديد وضع في الأرض, فاجتمع له الثقلان ما أقلوه من الأرض" وقال الإمام أحمد : حدثنا موسى بن داود , حدثنا ابن لهيعة , حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت, ثم عاد كما كان, ولو أن دلواً من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا" وقال ابن عباس في قوله: "ولهم مقامع من حديد" قال: يضربون بها, فيقع كل عضو على حياله فيدعون بالثبور.
وقوله: "كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها" قال الأعمش عن أبي ظبيان عن سلمان قال: النار سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها, ثم قرأ "كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها" وقال زيد بن أسلم في هذه الاية "كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها" قال: بلغني أن أهل النار في النار لا يتنفسون, وقال الفضيل بن عياض : والله ما طمعوا في الخروج, إن الأرجل لمقيدة وإن الأيدي لموثقة, ولكن يرفعهم لهبها وتردهم مقامعها. وقوله: "وذوقوا عذاب الحريق" كقوله: "وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون" ومعنى الكلام أنهم يهانون بالعذاب قولاً وفعلاً.
19- "هذان خصمان" الخصمان أحدهما أنجس الفرق اليهود والنصارى والصابئون والمجوس والذين أشركوا، والخصم الآخر المسلمون، فهما فريقان مختصمان. قاله الفراء وغيره. وقيل المراد بالخصمين الجنة والنار. قالت الجنة: خلقني لرحمته، وقالت النار: خلقني لعقوبته. وقيل المراد بالخصمين هم الذين برزوا يوم بدر، فمن المؤمنين حمزة وعلي وعبيدة، ومن الكافرين عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة. وقد كان أبو ذر رضي الله عنه يقسم أن هذه الآية نزلت في هؤلاء المتبارزين كما ثبت عنه في الصحيح، وقال بمثل هذا جماعة من الصحابة، وهم أعرف من غيرهم بأسباب النزول. وقد ثبت في الصحيح أيضاً هذا جماعة من الصحابة، وهم أعرف من غيرهم بأسباب النزول. وقد ثبت في الصحيح أيضاً عن علي أنه قال: فينا نزلت هذه الآية. وقرأ ابن كثير "هذان" بتشديد النون، وقال سبحانه: "اختصموا" ولم يقل اختصما. قال الفراء: لأنهم جمع، ولو قال اختصما لجاز، ومعنى "في ربهم" في شأن ربهم: أي في دينه، أو في ذاته، أو في صفاته، أو في شريعته لعباده، أو في جميع ذلك. ثم فصل سبحانه ما أجمله في قوله: "يفصل بينهم" فقال: "فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار" قال الأزهري: أي سويت وجعلت لبوساً لهم، شبهت النار بالثياب لأنها مشتملة عليهم كاشتمال الثياب، وعبر بالماضي عن المستقبل تنبيهاً على تحقق وقوعه. وقيل إن هذه الثياب من نحاس قد أذيب فصار كالنار، وهي السرابيل المذكورة في آية أخرى. وقيل المعنى في الآية: أحاطت النار بهم، وقرئ قطعت بالتخفيف ثم قال سبحانه: "يصب من فوق رؤوسهم الحميم" والحميم هو الماء الحار المغلي بنار جهنم، والجملة مستأنفة أو هي خبر ثان للموصول.
19. قوله عز وجل: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " أي: جادلوا في دينه وأمره، والخصم اسم شبيه بالمصدر، فلذلك قال: " اختصموا " بلفظ الجمع كقوله: " وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب " (ص:21)، واختلفوا في هذين الخصمين:
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، أخبرنا هشيم ، أخبرنا أبو هاشم ، عن أبي مجلز ، عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم أن هذه الآية: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة وعلي، وعبيدة بن الحارث، وعتبة، وشيبة ابني أبي ربيعة، والوليد بن عتبة.
وأخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا حجاج بن منهال ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، قال: سمعت أبي قال أخبرنا أبو مجلز ، عن قيس بن عباد ، عن علي بن أبي طالب قال: أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، قال قيس: وفيهم نزلت: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " قال: هم الذين بارزوا يوم بدر: علي وحمزة، وعبيدة، وشيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة.
قال محمد بن إسحاق خرج -يعني يوم بدر- عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة ودعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار ثلاثة: عوذ ومعوذ ابنا الحارث وأمهما عفراء، وعبد الله بن رواحة فقالوا: من أنتم. قالوا: رهط من الأنصار، فقالوا حين انتسبوا: أكفاء كرام، ثم نادى مناديهم: يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قم يا عبيدة بن الحارث ويا حمزة بن عبد المطلب ويا علي بن أبي طالب، فلما دنوا قالوا من أنتم؟ فذكروا وقالوا: نعم أكفاء كرام فبارز عبيدة وكان أسن القوم عتبة، وبارز حمزة شيبة، وبارز علي الوليد بن عتبة، فأما حمزة فلم يمهل أن قتل شيبة، وعلي الوليد، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتان كلاهما [أثبت] صاحبه، فكر حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فذففا عليه واحتملا عبيدة إلى أصحابه، وقد قطعت رجله ومخها يسيل، فلما أتوا بعبيدة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألست شهيداً يا رسول الله؟ قال: بلى، فقال عبيدة: لو كان أبو طالب حياً لعلم أنا أحق بما قال منه حيث يقول:
ونسلمه حتى نصرع حوله ونذهل عن أبنائنا والحلائل
وقال ابن عباس و قتادة : نزلت الآية في المسلمين وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب: نحن أولى بالله وأقدم منكم كتاباً، ونبينا قبل نبيكم، وقال المؤمنون: نحن أحق بالله آمنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ونبيكم وبما أنزل الله من كتاب، وأنتم تعرفون نبينا وكتابنا وكفرتم به حسداً، فهذه خصومتهم في ربهم.
وقال مجاهد و عطاء بن أبي رباح و الكلبي : هم المؤمنون والكافرون كلهم من أي ملة كانوا.
وقال بعضهم: جعل الأديان ستة في قوله تعالى: " إن الذين آمنوا والذين هادوا " (المائدة:69) الآية، فجعل خمسة للنار وواحداً للجنة، فقوله تعالى: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " ينصرف إليهم فالمؤمنون خصم وسائر الخمسة خصم.
وقال عكرمة : هما الجنة والنار اختصمتا كما أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أخبرنا أبو طاهر الزيادي ، أخبرنا أبو بكر محمد حسين القطان ، أخبرنا أحمد بن يوسف السلمي ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر، عن همام بن منبه ، قال: حدثنا أبو هريرة: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحاجت الجنة والنار فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم؟ قال الله عز وجل للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله فيها رجله فتقول قط قط، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقاً ". ثم بين الله عز وجل ما للخصمين فقال:
" فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار "، قال سعيد بن جبير : ثياب من نحاس مذاب، وليس من الآنية شيء إذا حمي أشد حراً منه وسمي باسم الثياب لأنها تحيط بهم كإحاطة الثياب.
وقال بعضهم: يلبس أهل النار مقطعات من النار، " يصب من فوق رؤوسهم الحميم "، الحميم: هو الماء الحار الذي انتهت حرارته.
19ـ " هذان خصمان " أي فوجان مختصمان . ولذلك قال : " اختصموا " حملاً على المعنى ولو عكس لجاز ، والمراد بهما المؤمنون والكافرون . " في ربهم " في دينه أو في ذاته وصفاته . وقيل تخاصمت اليهود والمؤمنون فقال اليهود : نحن أحق بالله وأقدم منكم كتاباً ونبياً قبل نبيكم ، وقال المؤمنون : نحن أحق بالله آمنا بمحمد ونبيكم وبما أنزل الله من كتاب ، وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم كفرتم به حسداً فنزلت . " فالذين كفروا " فصل لخصومتهم وهو المعني بقوله تعالى : " إن الله يفصل بينهم يوم القيامة ". " قطعت لهم " قدرت لهم على مقادير جثثهم ، وقرئ بالتخفيف . " ثياب من نار " نيران تحيط بهم إحاطة الثياب. " يصب من فوق رؤوسهم الحميم " حالم من الضمير في " لهم " أو خبر ثان ، والحميم الماء الحار .
19. These twain (the believers and the disbelievers) are two opponents who contend concerning their Lord. But as for those who disbelieve, garments of fire will be cut out for them; boiling fluid will be poured down on their heads.
19 - These two antagonists dispute with each other about their Lord: but those who deny (their Lord), for them will be cut out a garment of Fire: over their heads will be poured out boiling water.