[الأنبياء : 10] لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
10 - (لقد أنزلنا إليكم) يا معشر قريش (كتابا فيه ذكركم) لأنه بلغتكم (أفلا تعقلون) فتؤمنوا به
اختلف أهل التأويل في معنى ذلك ، فقال بعضهم : معناه ، لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ، فيه حديثكم .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى : وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله " فيه ذكركم " قال : حديثكم .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد " لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم " قال : حديثكم " أفلا تعقلون " قال في : قد أفلح ( بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون ) .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا سفيان ، نزل القرآن بمكارم الأخلاق ، ألم تسمعه يقول " لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون " .
وقال آخرون : بل عني بالذكر في هذا الموضع : الشرف ، وقالوا : معنى الكلام : لقد أنزلنا إليكم كتابا في شرفكم .
قال أبو جعفر : وهذا القول الثاني أشبه بمعنى الكلمة ، وهو نحو مما قال سفيان الذي حكينا عنه ، وذلك أنه شرف لمن اتبعه وعمل بما فيه .
قوله تعالى: " لقد أنزلنا إليكم كتابا " يعني القرآن. " فيه ذكركم " رفع بالابتداء والجملة في موضع نصب لأنها نعت لكتاب، والمراد بالذكر هنا الشرف، أي فيه شرفكم، مثل: " وإنه لذكر لك ولقومك " [الزخرف: 44]. ثم نبههم بالاستفهام الذي معناه التوقيف فقال عز وجل: " أفلا تعقلون ". وقيل: فيه ذكركم أي ذكر أمر دينكم، وأحكام شرعكم، وما تصيرون إليه من ثواب وعقاب، فيه ذكركم أي ذكر أمر دينكم، وأحكام شرعكم، وما تصيرون إليه من ثواب وعقاب، أفلا تعقلون هذه الأشياء التي ذكرناها؟! وقال مجاهد : " فيه ذكركم " أي حديثكم. وقيل: مكارم أخلاقكم، ومحاسن أعمالكم. وقال سهل بن عبد الله: العمل بما فيه حياتكم.
قلت: وهذه الأحوال بمعنى والأول يعمها، إذ هي شرف كلها، والكتاب شرف لنبينا عليه السلام، لأنه معجزته، وهو شرف لنا إن عملنا بما فيه، دليله قوله عليه السلام:
" القرآن حجة لك أو عليك ".
يقول تعالى منبهاً على شرف القرآن ومحرضاً لهم على معرفة قدره: "لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم" قال ابن عباس : شرفكم. وقال مجاهد : حديثكم. وقال الحسن : دينكم, "أفلا تعقلون" أي هذه النعمة, وتتلقونها بالقبول, كما قال تعالى: "وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون". وقوله "وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة" هذه صيغة تكثير, كما قال: "وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح" وقال تعالى: " فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها " الاية.
وقوله "وأنشأنا بعدها قوماً آخرين" أي أمة أخرى بعدهم "فلما أحسوا بأسنا" أي تيقنوا أن العذاب واقع بهم لا محالة كما وعدهم نبيهم "إذا هم منها يركضون" أي يفرون هاربين "لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم" هذا تهكم بهم نزراً, أي قيل لهم نزراً لا تركضوا هاربين من نزول العذاب, وارجعوا إلى ما كنتم فيه من النعمة والسرور والمعيشة والمساكن الطيبة. قال قتادة استهزاء بهم, "لعلكم تسألون" أي عما كنتم فيه من أداء شكر النعم, "قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين" اعترفوا بذنوبهم حين لا ينفعهم ذلك, "فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيداً خامدين" أي ما زالت تلك المقالة, وهي الاعتراف بالظلم هجيراهم حتى حصدناهم حصداً, وخمدت حركاتهم وأصواتهم خموداً.
نبه عباده على عظيم نعمته عليهم بقوله: 10- "لقد أنزلنا إليكم كتاباً" يعني القرآن "فيه ذكركم" صفة لكتاباً، والمراد بالذكر هنا الشرف: أي فيه شرفكم كقوله: "وإنه لذكر لك ولقومك" وقيل: فيه ذكركم: أي ذكر أمر دينكم، وأحكام شرعكم وما تصيرون إليه من ثواب أو عقاب، وقيل فيه حديثكم. قاله مجاهد. وقيل مكارم أخلاقكم ومحاسن أعمالكم. وقيل فيه العمل بما فيه حياتكم. قاله سهل بن عبد الله. وقيل فيه موعظتكم، والاستفهام في قوله "أفلا تعقلون" للتوبيخ والتقريع: أي أفلا تعقلون أن الأمر كذلك، أو لا تعقلون شيئاً من الأشياء التي من جملتها ما ذكر.
10. " لقد أنزلنا إليكم كتاباً "، يا معشر قريش، " فيه ذكركم "، أي شرفكم، كما قال: " وإنه لذكر لك ولقومك " (الزخرف-44)، وهو شرف لمن آمن به.
قال مجاهد : فيه حديثكم. وقال الحسن : فيه ذكركم أي ما تحتاجون إليه من أمر دينكم، " أفلا تعقلون ".
10ـ " لقد أنزلنا إليكم " يا قريش " كتاباً " يعني القرآن . " فيه ذكركم " صيتكم كقوله " وإنه لذكر لك ولقومك " أو موعظتكم أو ما تطلبون به حسن الذكر من مكارم الأخلاق . " أفلا تعقلون " فتؤمنون .
10. Now We have revealed unto you a Scripture wherein is your Reminder. Have ye then no sense?
10 - We have revealed for you (O men!) a book in which is a message for you: will ye not then understand?