[البقرة : 202] أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
(أولئك لهم نصيب) ثواب (مـ) ن أجل (ما كسبوا) عملوا من الحج والدعاء (والله سريع الحساب) يحاسب الخلق كلهم في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديثٍ بذلك
قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: "أولئك"، الذين يقولون بعد قضاء مناسكهم: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، رغبة منهم إلى الله جل ثناؤه فيما عنده، وعلما منهم بأن الخير كله من عنده، وأن الفضل بيده يؤتيه من يشاء. فأعلم جل ثناؤه أن لهم نصيبا وحظا من حجهم ومناسكهم، وثوابا جزيلا على عملهم الذي كسبوه وباشروا معاناته بأموالهم وأنفسهم، خاضا ذلك لهم دون الفريق الآخر، الذين عانوا ما عانوا من نصب أعمالهم وتعبها؟ وتكلفوا ما تكلفوا من أسفارهم، بغير رغبة منهم فيما عند ربهم من الأجر والثواب، ولكن رجاء خسيس من عرض الدنيا، وابتغاء عاجل حطامها، كما:- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة في قوله: "فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق" قال: فهذا عبد نوى الدنيا، لها عمل ولها نصب، "ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * أولئك لهم نصيب مما كسبوا"، أي: حظ من أعمالهم. وحدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في: "فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق"، إنما حجوا للدنيا والمسألة، لا يريدون الاخرة ولا يؤمنون بها. "ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، قال، فهؤلاء النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون، "أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب"، لهؤلاء الأجر بما عملوا في الدنيا. وأما قوله: "والله سريع الحساب"، فإنه يعني جل ثناؤه أنه محيط بعمل الفريقين كليهما اللذين من مسأله أحدهما: "ربنا آتنا في الدنيا"، ومن مسألة الاخر: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، فمحص له بأسرع الحساب، ثم إنه مجاز كلا الفريقين على عمله. وإنما وصف جل ثناؤه نفسه بسرعة الحساب، لأنه جل ذكره يحصي ما يحصي من أعمال عباده بغير عقد أصابع، ولا فكر ولا روبة، فعل العجزة الضعفة من الخلق، ولكنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا يعزب عنه مثقال ذرة فيهما، ثم هو مجاز عباده على كل ذلك. فلذلك امتدح نفسه جل ذكره بسرعة الحساب، وأخبر خلقه أنه ليس لهم بمثل، فيحتاج في حسابه إلى عقد كف أو وعي صدر.
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى : "أولئك لهم نصيب مما كسبوا" هذا يرجع إلى الفريق الثاني ، فريق الإسلام ، أي لهم ثواب الحج أو ثواب الدعاء ، فإن دعاء المؤمن عبادة . وقيل : يرجع أولئك إلى الفريقين ، فللمؤمن ثواب عمله ودعائه ، وللكافر عقاب شركه وقصر نظره على الدنيا ، وهو مثل قوله تعالى : "ولكل درجات مما عملوا" .
الثانية : قوله تعالى : "والله سريع الحساب"من سرع يسرع ـ مثل عظم يعظم ـ سرعاً وسرعة ، فهو سريع . الحساب مصدر كالمحاسبة ، وقد يسمى المحسوب حساباً . والحساب العد ، يقال : حسب يحسب حساباً وحسابة وحسباناً وحسباناً وحسباً ، أي عد . وأنشد ابن الإعرابي :
‌يا جمل اسقاك بلا حسابه سقيا مليك حسن الربابه
قتلتني بالدل والخلابه
والحسب : ما عد من مفاخر المرء . ويقال : حسبه دينه . ويقال : ماله ، ومنه الحديث :
"الحسب المال والكرم التقوى" رواه سمرة بن جندب ، أخرجه ابن ماجة وهو في الشهاب أيضاً . والرجل حسيب ، وقد حسب حسابه ( بالضم ) ، مثل خطب خطابة . والمعنى في الآية : أن الله سبحانه سريع الحساب ، لا يحتاج إلى عد ولا إلى عقد ولا إلى أعمال فكر كما يفعله الحساب ، ولهذا قال وقوله الحق : "وكفى بنا حاسبين" ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"اللهم منزل الكتاب سريع الحساب" الحديث . فالله جل وعز عالم بما للعباد وعليهم فلا يحتاج إلى تذكر وتأمل ، إذ قد علم ما للمحاسب وعليه ، لأن الفائدة في الحساب علم حقيقته . وقيل : سريع المجازاة للعباد بأعمالهم . وقيل : المعنى لا يشغله شأن عن شأن ، فيحاسبهم في حالة واحدة ، كما قال وقوله الحق : "ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة" . قال الحسن : حسابه اسرع من لمح البصر ، وفي الخبر إن الله يحاسب في قدر حلب شاة . وقيل : هو إنه إذا حاسب واحداً فقد حاسب جميع الخلق . وقيل لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه : كيف يحاسب الله العباد في يوم ؟ قال : كما يرزقهم في يوم ، . ومعنى الحساب : تعريف الله عباده مقادير الجزاء على أعمالهم ، وتذكيره إياهم بما قد نسوه ، بدليل قوله تعالى : "يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه" . وقيل : معنى الآية سريع بمجيء يوم الحساب ، فالمقصد بالآية الإنذار بيوم القيامة .
قلت : والكل محتمل ، فيأخذ العبد لنفسه في تخفيف الحساب عنه بالأعمال الصالحة ، وإنما يخف الحساب في الآخرة على من حاسب نفسه في الدنيا .
الثالثة : قال ابن عباس في قوله تعالى : "أولئك لهم نصيب مما كسبوا" : هو الرجل يأخذ مالاً يحج به عن غيره ، فيكون له ثواب . وروي عنه في هذه الآية :
"أن رجلاً قال: يا رسول الله ، مات أبي ولم يحج ، أفأحج عنه ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو كان على أبيك دين فقضيته أما كان ذلك يجزي ، قال نعم . قال فدين الله أحق أن يقضى . قال : فهل لي من أجر ؟ فأنزل الله تعالى : "أولئك لهم نصيب مما كسبوا" " يعني من حج عن ميت كان الأجر بينه وبين الميت . قال أبو عبد الله محمد بن خويز منداد في أحكامه : قول ابن عباس نحو قول مالك ، لأن تحصيل مذهب مالك أن المحجوج عنه يحصل له ثواب النفقة ، والحجة للحاج ، فكأنه يكون له ثواب بدنه وأعماله ، وللمحجوج عنه ثواب ماله وإنفاقه ، ولهذا قلنا : لا يختلف في هذا حكم من حج عن نفسه حجة الإسلام أو لم يحج ، لأن الأعمال التي تدخلها النيابة لا يختلف حكم المستناب فيها بين أن يكون قد أدى عن نفسه أو لم يؤد ، اعتباراً بأعمال الدين والدنيا . ألا ترى أن الذي عليه زكاة أو كفارة أو غير ذلك يجوز أن يؤدي عن غيره وإن لم يؤد عن نفسه ، وكذلك من لم يراع مصالحه في الدنيا يصح أن ينوب عن غيره في مثلها فتتم لغيره وإن لم تتم لنفسه ، ويزوج غيره وإن لم يزوج نفسه .
يأمر تعالى بذكره والإكثار منه بعد قضاء المناسك وفراغها, وقوله "كذكركم آباءكم" اختلفوا في معناه, فقال ابن جريج عن عطاء: هو كقول الصبي أبه أمه, يعني كما يلهج الصبي بذكر أبيه وأمه, فكذلك أنتم فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك, وكذا قال الضحاك والربيع بن أنس, وروى ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس نحوه, وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات, ويحمل الديات, ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم, فأنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم "فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً", قال ابن أبي حاتم : وروى السدي, عن أنس بن مالك وأبي وائل وعطاء بن أبي رباح في أحد قوليه وسعيد بن جبير وعكرمة في أحد رواياته, ومجاهد والسدي وعطاء الخراساني والربيع بن أنس والحسن وقتادة ومحمد بن كعب ومقاتل بن حيان نحو ذلك, وهكذا حكاه ابن جرير عن جماعة والله أعلم, والمقصود منه الحث على كثرة الذكر لله عز وجل, ولهذا كان انتصاب قوله, أو أشد ذكراً على التمييز, تقديره كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً, وأو ـ ههنا ـ لتحقيق المماثلة في الخبر كقوله "فهي كالحجارة أو أشد قسوة" وقوله "يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية" " وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون " "فكان قاب قوسين أو أدنى" فليست ههنا للشك قطعاً, وإنما هي لتحقيق المخبر عنه كذلك أو أزيد منه, ثم إنه تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره فإنه مظنة الإجابة, وذم من لا يسأله إلا في أمر دنياه وهو معرض عن أخراه, فقال " فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق " أي من نصيب ولا حظ , وتضمن هذا الذم والتنفير عن التشبه بمن هو كذلك, قال سعيد بن جبير , عن ابن عباس: كان قوم من الأعراب يجيئون إلى الموقف فيقولون: اللهم اجعله عام غيث, وعام خصب, وعام ولاد حسن, لا يذكرون من أمر الاخرة شيئاً, فأنزل الله فيهم " فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق " وكان يجيء بعدهم آخرون من المؤمنين فيقولون " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " فأنزل الله "أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب" ولهذا مدح من يسأله الدنيا والأخرى, فقال: " ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " فجمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا وصرفت كل شر , فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي من عافية, ودار رحبة, وزوجة حسنة, ورزق واسع, وعلم نافع, وعمل صالح, ومركب هني, وثناء جميل إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين, ولا منافاة بينها, فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا, وأما الحسنة في الاخرة, فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات, وتيسير الحساب وغير ذلك من أمور الاخرة الصالحة, وأما النجاة من النار فهو يقتضي تيسير أسبابه في الدنيا من اجتناب المحارم والاثام وترك الشبهات والحرام, وقال القاسم بن عبد الرحمن: من أعطي قلباً شاكراً, ولساناً ذاكراً, وجسداً صابراً, فقد أوتي في الدنيا حسنة, وفي الاخرة حسنة, ووقي عذاب النار, ولهذا وردت السنة بالترغيب في هذا الدعاء, فقال البخاري: حدثنا أبو معمر , حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز, عن أنس بن مالك, قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة, وفي الاخرة حسنة, وقنا عذاب النار" وقال أحمد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم, حدثنا عبد العزيز بن صهيب, قال: سأل قتادة أنساً: أي دعوة كان أكثر ما يدعوها النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: يقول "اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة, وفي الاخرة حسنة, وقنا عذاب النار" وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها, وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها ورواه مسلم, وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي, حدثنا أبو نعيم, حدثنا عبد السلام بن شداد يعني أبا طالوت, قال: كنت عند أنس بن مالك, فقال له ثابت: إن إخوانك يحبون أن تدعو لهم, فقال: "اللهم آتنا في الدينا حسنة, وفي الاخرة حسنة, وقنا عذاب النار" وتحدثوا ساعة, حتى إذا أرادوا القيام قال: يا أبا حمزة, إن إخوانك يريدون القيام, فادع الله لهم, فقال: أتريدون أن أشقق لكم الأمور إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة, ووقاكم عذاب النار, فقد آتاكم الخير كله, وقال أحمد أيضاً: حدثنا محمد بن أبي عدي عن حميد عن ثابت, عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من المسلمين قد صار مثل الفرخ, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل تدعو الله بشيء أو تسأله إياه ؟ قال: نعم, كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الاخرة فعجله لي في الدنيا, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه, فهلا قلت " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " قال: فدعاه فشفاه", انفرد بإخراجه مسلم, فرواه من حديث ابن أبي عدي به وقال الإمام الشافعي: أخبرنا سعيد بن سالم القداح عن ابن جريج, عن يحيى بن عبيد مولى السائب, عن أبيه, عن عبد الله بن السائب: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما بين الركن اليماني والركن الأسود: " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " ورواه الثوري عن ابن جريج كذلك. وروى ابن ماجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو ذلك, وفي سنده ضعف, والله أعلم. وقال ابن مردويه: حدثنا عبد الباقي, أخبرنا أحمد بن القاسم بن مساور, حدثنا سعيد بن سليمان عن إبراهيم بن سليمان عن عبد الله بن هرمز, عن مجاهد, عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما مررت على الركن إلا رأيت عليه ملكاً يقول آمين, فإذا مررتم عليه فقولوا " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "" وقال الحاكم في مستدركه: حدثنا أبو زكريا العنبري, حدثنا محمد بن عبد السلام, حدثنا إسحاق بن إبراهيم, أخبرنا جرير عن الأعمش, عن مسلم البطين, عن سعيد بن جبير, قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال. إني أجرت نفسي من قوم على أن يحملوني, ووضعت لهم من أجرتي على أن يدعوني أحج معهم, أفيجزي ذلك ؟ فقال: أنت من الذين قال الله: "أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب" ثم قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين, ولم يخرجاه.
وقوله 202- "أولئك" إشارة إلى الفريق الثاني "لهم نصيب من" جنس "ما كسبوا" من الأعمال: أي من ثوابها، ومن جملة أعمالهم الدعاء، فما أعطاهم الله بسببه من الخير فهو مما كسبوا، وقيل: إن معنى قوله: "مما كسبوا" التعليل: أي من أجل ما كسبوا، وهو بعيد، وقيل: إن قوله: "أولئك" إشارة إلى الفريقين جميعاً: أي للأولين نصيب من الدنيا ولا نصيب لهم في الآخرة، وللآخرين نصيب مما كسبوا في الدنيا وفي الآخرة. وسريع من سرع يسرع كعظم يعظم سرعاً وسرعة، والحساب مصدر كالمحاسبة، وأصله العدد، يقال: حسب يحسب حساباً، وحسابة وحسباناً وحسباً. والمراد هنا المحسوب، سمي حساباً تسمية للمفعول بالمصدر، والمعنى: أن حسابه لعباده في يوم القيامة سريع مجيئه، فبادروا ذلك بأعمال الخير، أو أنه وسف نفسه بسرعة حساب الخلائق على كثرة عددهم، وأنه لا يشغله شأن عن شأن فيحاسبهم في حالة واحدة كما قال تعالى: "ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة".
202. قوله تعالى " أولئك لهم نصيب " حظ " مما كسبوا " من الخير والدعاء بالثواب والجزاء " والله سريع الحساب " يعني إذا حاسب فحسابه سريع لا يحتاج إلى عقد يد ولا وعي صدر ولا إلى روية ولا فكر.
قال الحسن : أسرع من لمح البصر وقيل: معناه إتيان القيامة قريب لأن ما هو كائن لا محالة فهو قريب، قال الله تعالى: " وما يدريك لعل الساعة قريب " (17-الشورى).
202-" أولئك " إشارة إلى الفريق الثاني . وقيل إليهما . " لهم نصيب مما كسبوا " أي من جنسه وهو جزاؤه ، أو من أجله كقوله تعالى : " مما خطيئاتهم أغرقوا " أو مما دعوا به نعطيهم منه ما قدرناه فسمي الدعاء كسباً لأنه من الأعمال . " والله سريع الحساب " يحاسب العباد على كثرتهم وكثرة أعمالهم في مقدار لمحة ، أو يوشك أن يقيم القيامة ويحاسب الناس فبادروا إلى الطاعات واكتسبوا الحسنات .
202. For them there is in store a goodly portion out of that which they have earned. Allah is swift at reckoning.
202 - To these will be allotted what they have earned; and God is quick in account.