[البقرة : 141] تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
(تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون) تقدم مثله
قال أبو جعفر: في قراءة ذلك وجهان. أحدهما: "أم تقولون " بـ التاء. فمن قرأ كذلك، فتأويله: قل يا محمد للقائلين لك من اليهود والنصارى: "كونوا هودا أو نصارى تهتدوا": أتجادلوننا في الله، أم تقولون إن إبراهيم؟ فيكون ذلك معطوفاً على قوله: "أتحاجوننا في الله ". والوجه الاخر منهما: أم يقولون بـ الياء. ومن قرأ ذلك كذلك وجه قوله: أم يقولون إلى أنه استفهام مستأنف، كقوله: "أم يقولون افتراه" ( السجدة: 3)، وكما يقال: إنها لإبل أم شاء. وإنما جعله استفهامًا مستأنفاً، لمجيء خبر مستأنف، كما يقال: أتقوم أم يقوم أخوك؟ فيصير قوله: أم يقوم أخوك خبرًا مستأنفاً لجملة ليست من الأول، واستفهامًا مبتدأ. ولو كان نسقاً على الاستفهام الآول، لكان خبرًا عن الأول فقيل: أتقوم أم تقعد؟.
وقد زعم بعض أهل العربية أن ذلك، إذا قرىء كذلك بـ الياء، فإن كان الذي بعد "أم " جملة تامة، فهو عطف على الاستفهام الأول. لأن معنى الكلام: قيل: أي هذين الأمرين كائن؟ هذا أم هذا؟
قال أبو جعفر: والصواب من القراءة عندنا في ذلك: "أم تقولون " بالتاء دون الياء،عطفاً على قوله: "قل أتحاجوننا"، بمعنى: أي هذين الأمرين تفعلون؟ أتجادلوننا في دين الله، فتزعمون أنكم أولى منا وأهدى منا سبيلاً وأمرنا وأمركم ما وصفنا، على ما قد بيناه آنفاً أم تزعمون أن إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب، ومن سمى الله، كانوا هودًا أو نصارى على ملتكم، فيصح للناس بهتكم وكذبكم؟ لأن اليهودية والنصرانية حدثت بعد هؤلاء الذين سماهم الله من أنبيائه. وغير جائزة قراءة ذلك بـ الياء، لشذوذها عن قراءة القراء.
وهذه الآية أيضاً احتجاج من الله تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم على اليهود والنصارى، الذين ذكر الله قصصهم. يقول الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء اليهود والنصارى: أتحاجوننا في الله، وتزعمون أن دينكم أفضل من ديننا، وأنكم على هدى ونحن على ضلالة، ببرهان من الله تعالى ذكره، فتدعوننا إلى دينكم؟ فهاتوا برهانكم على ذلك فنتبعكم عليه، أم تقولون: إن إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى على دينكم؟ فهاتوا على دعواكم ما ادعيتم من ذلك برهاناً، فنصدقكم، فإن الله قد جعلهم أئمة يقتدى بهم.
ثم قال تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل لهم يا محمد إن ادعوا أن إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودًا أو نصارى-: أأنتم أعلم بهم وبما كانوا عليه من الأديان، أم الله؟
القول في تأويل قوله تعالى: "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله ".
قال أبو جعفر: يعني: فإن زعمت يا محمد اليهود والنصارى الذين قالوا لك ولأصحابك: "كونوا هودا أو نصارى" أن إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى، فمن أظلم منهم؟ يقول: وأي امرىء أظلم منهم؟ وقد كتموا شهادة عندهم من الله بأن إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا مسلمين، فكتموا ذلك، ونحلوهم اليهودية والنصرانية. واختلف أهل التأويل في تأويل ذلك: فحدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله"، قال: في قول يهود لإبراهيم وإسمعيل ومن ذكر معهما، إنهم كانوا يهود أو نصارى. فيقول الله: لا تكتموا مني شهادة إن كانت عندكم فيهم. وقد علم أنهم كاذبون.
حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله "، في قول اليهود لإبراهيم وإسمعيل ومن ذكر معهما: إنهم كانوا يهود أو نصارى. فقال الله لهم: لا تكتموا مني الشهادة فيهم، إن كانت عندكم فيهم. وقد علم الله أنهم كانوا كاذبين.
حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني إسحق، عن أبي الأشهب، عن الحسن أنه تلا هذه الآية: "أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل " إلى قوله: " قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله "، قال الحسن: والله لقد كان عند القوم من الله شهادة أن أنبياءه برآء من اليهودية والنصرانية، كما أن عند القوم من الله شهادة أن أموالكم ودماءكم بينكم حرام، فبم استحلوها؟
حدثت عن عمار قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله "، أهل الكتاب، كتموا الإسلام وهم يعلمون أنه دين الله، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل: أنهم لم يكونوا يهود ولا نصارى، وكانت اليهودية والنصرانية بعد هؤلاء بزمان.
وإنما عنى تعالى ذكره بذلك أن اليهود والنصارى، إن ادعوا أن إبراهيم ومن سمي معه في هذه الآية، كانوا هودًا أو نصارى، تبين لأهل الشرك الذين هم نصراؤهم، كذبهم وادعاؤهم على أنبياء الله الباطل لأن اليهودية والنصرانية حدثت بعدهم وإن هم نفوا عنهم اليهودية والنصرانية، قيل لهم: فهلموا إلى ما كانوا عليه من الدين، فإنا وأنتم مقرون جميعًا بأنهم كانوا على حق، ونحن مختلفون فيما خالف الدين الذي كانوا عليه.
وقال آخرون: بل عنى تعالى ذكره بقوله: "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله "، اليهود في كتمانهم أمر محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته، وهم يعلمون ذلك ويجدونه في كتبهم.
ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة: "أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى"، أولئك أهل الكتاب كتموا الإسلام وهم يعلمون أنه دين الله، واتخذوا اليهودية والنصرانية، وكتموا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل.
حدثنا الحسن بن يحيى قال، حدثنا عبد الرزاق قال، أخبرنا معمر، عن قتادة قوله: "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله"، قال: الشهادة، النبي صلى الله عليه وسلم، مكتوب عندهم، وهو الذي كتموا.
حدثني المثنى قال، حدثنا إسحق قال، حدثني ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، نحو حديث بشر بن معاذ، عن يزيد.
حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله " ، قال: هم يهود، يسألون عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صفته في كتاب الله عندهم، فيكتمون الصفة.
قال أبو جعفر: وإنما اخترنا القول الذي قلناه في تأويل ذلك، لأن قوله تعالى ذكره: "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله "، في إثر قصة من سمى الله من أنبيائه، وأمام قصته لهم. فأولى بالذي هو بين ذلك أن يكون من قصصهم دون غيره.
فإن قال قائل: وأية شهادة عند اليهود والنصارى من الله في أمر إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط؟
قيل: الشهادة التي عندهم من الله في أمرهم، ما أنزل الله اليهم في التوراة والانجيل، وأمرهم فيهما بالاستنان بسنتهم واتباع ملتهم، وأنهم كانوا حنفاء مسلمين. وهي الشهادة التي عندهم من الله التي كتموها، حين دعاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فقالوا له:"لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى" (البقرة: 111
) ، وقالوا له ولأصحابه: "كونوا هودا أو نصارى تهتدوا"، فأنزل الله فيهم هذه الآيات، في تكذيبهم، وكتمانهم الحق، وافترائهم على أنبياء الله الباطل والزور.
القول في تأويل قوله تعالى: "وما الله بغافل عما تعملون" .
قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: وقل لهؤلاء اليهود والنصارى، الذين يحاجونك يا محمد: "وما الله بغافل عما تعملون " ، من كتمانكم الحق فيما ألزمكم في كتابه بيانه للناس من أمر إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط في أمر الإسلام، وأنهم كانوا مسلمين، وأن الحنيفية المسلمة دين الله الذي على جميع الخلق الدينونة به، دون اليهودية والنصرانية وغيرهما من الملل ولا هوساه عن عقابكم على فعلكم ذلك، بل هومحص عليكم حتى يجازيكم به من الجزاء ما أنتم له أهل في عاجل الدنيا وآجل الآخرة. فجازاهم عاجلاً في الدنيا، بقتل بعضهم، وإجلائه عن وطنه وداره، وهو مجازيهم في الآخرة العذاب المهين.
كررها لأنها تضمنت معنى التهديد والتخويف ، أي إذا كان أولئك الأنبياء على إمامتهم وفضلهم يجازون بكسبهم فأنتم أحرى ، فوجب التأكيد ، فلذلك كررها .
يقول الله تعالى مرشداً نبيه صلوات الله وسلامه عليه إلى درء مجادلة المشركين: "قل أتحاجوننا في الله" أي تناظروننا في توحيد الله والإخلاص له والإنقياد واتباع أوامره وترك زواجره "وهو ربنا وربكم" المتصرف فينا وفيكم المستحق لإخلاص الإلهية له وحده لا شريك له "ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم" أي نحن براء منكم ومما تعبدون وأنتم براء منا، كما قال في الاية الأخرى " وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون " وقال تعالى: " فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن " إلى آخر الاية، وقال تعالى إخباراً عن إبراهيم " وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله " إلى آخر الاية، وقال تعالى: " ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه " الاية، وقال في هذه الاية الكريمة "ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له مخلصون" أي نحن براء منكم كما أنتم براء منا، ونحن له مخلصون أي في العبادة والتوجه، وثم أنكر تعالى عليهم في دعواهم أن إبراهيم ومن ذكر بعده من الأنبياء والأسباط ، كانوا على ملتهم إما اليهودية وإما النصرانية، فقال: "قل أأنتم أعلم أم الله" يعني بل الله أعلم، وقد أخبر أنهم لم يكونوا هوداً ولا نصارى كما قال تعالى: " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " الاية والتي بعدها، وقوله "ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله" قال الحسن البصري: كانوا يقرءون في كتاب الله الذي أتاهم إن الدين الإسلام وإن محمداً رسول الله وإن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا براء من اليهودية والنصرانية فشهدوا لله بذلك، وأقروا على أنفسهم لله، فكتموا شهادة الله عندهم من ذلك، وقوله "وما الله بغافل عما تعملون" تهديد ووعيد شديد ، أي أن علمه محيط بعلمكم وسيجزيكم عليه. ثم قال تعالى: "تلك أمة قد خلت" أي قد مضت، "لها ما كسبت ولكم ما كسبتم" أي لهم أعمالهم ولكم أعمالكم " ولا تسألون عما كانوا يعملون " وليس يغني عنكم انتسابكم إليهم من غير متابعة منكم لهم، ولا تغتروا بمجرد النسبة إليهم حتى تكونوا منقادين مثلهم لأوامر الله واتباع رسله الذين بعثوا مبشرين ومنذرين، فإنه من كفر بنبي واحد، فقد كفر بسائر الرسل ولا سيما بسيد الأنبياء وخاتم المرسلين ورسول رب العالمين إلى جميع الإنس والجن من المكلفين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر أنبياء الله أجمعين.
وكرر قوله سبحانه: 141- "تلك أمة قد خلت" إلى آخر الآية لتضمنها معنى التهديد والتخويف الذي هو المقصود في هذا المقام.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: "أم كنتم شهداء" يعني أهل الكتاب. وأخرج أيضاً عن الحسن في قوله: "أم كنتم شهداء" قال: يقول لم يشهد اليهود ولا النصارى ولا أحد من الناس يعقوب إذ أخذ على بنيه الميثاق إذ حضره الموت أن لا تعبدوا إلا الله، فأقروا بذلك وشهد عليهم أن قد أقرا بعبادتهم أنهم مسلمون. وأخرج عن ابن عباس أنه كان يقول: الجد أب ويتلو الآية. وأخرج أيضاً عن أبي العالية في الآية قال: سمي العم أباً. وأخرج أيضاً نحوه عن محمد بن كعب. وأخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قال عبد الله بن صوريا الأعور للنبي صلى الله عليه وسلم: ما الهدي إلا ما نحن عليه فاتبعنا يا محمد تهتد، وقالت النصارى مثل ذلك، فأنزل الله فيهم: "وقالوا كونوا هوداً" الآية. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: "حنيفاً" قال: متبعاً. وأخرجا أيضاً عن ابن عباس في قوله: "حنيفاً" قال: حاجاً. وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب قال: الحنيف المستقيم. وأخرج أيضاً عن خصيف قال: الحنيف المخلص. وأخرج أيضاً عن أبي قلابة قال: الحنيف الذي يؤمن بالرسل كلهم من أولهم إلا آخرهم. وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعثت بالحنفية السمحة". وأخرج أحمد أيضاً والبخاري في الأدب المفرد وابن المنذر عن ابن عباس قال: "قيل: يا رسول الله أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: الحنيفية السمحة". وأخرج الحاكم في تاريخه وابن عساكر من حديث أسعد بن عبد بالله بن مالك الخزاعي مرفوعاً مثله. وأخرج أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما الآية التي في البقرة "قولوا: آمنا بالله" كلها وفي الآخرة "آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون". وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا: آمنا بالله" الآية. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: الأسباط بنو يعقوب كانوا اثني عشر رجلاً كل واحد منهم ولد أمة من الناس. وروى نحوه ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي، وحكاه ابن كثير في تفسيره عن أبي العالية والربيع وقتادة. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس قال: لا تقولوا فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فإن الله لا مثل له، ولكن قولوا: فإن آمنوا بالذي آمنتم به. وأخرج ابن أبي داود في المصاحف والخطيب في تاريخه عن أبي جمرة قال: كان ابن عباس يقرأ " فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به ". وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: "فإنما هم في شقاق" قال فراق. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "صبغة الله" قال: دين الله. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال: فطرة الله التي فطر الناس عليها. وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن بني إسرائيل قالوا: يا موسى هل يصبغ ربك؟ فقال: اتقوا الله، فناداه ربه: يا موسى سألوك هل يصبغ ربك فقل: نعم، أنا أصبغ الألوان الأحمر والأبيض والأسود والألوان كلها في صبغتي" وأنزل الله على نبيه: "صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة". وأخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس موقوفاً. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال: إن اليهود تصبغ أبناءها يهوداً. والنصارى تصبغ أبناءها نصارى وإن صبغة الله الإسلام ولا صبغة أحسن من صبغة الإسلام ولا أطهر وهو دين الله الذي بعث به نوحاً ومن كان بعده من الأنبياء. وأخرج ابن النجار في تاريخ بغداد عن ابن عباس في قوله: "صبغة الله" قال: البياض. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: "أتحاجوننا" قال: أتخاصموننا. وأخرج ابن جرير عنه قال: أتجادلوننا. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: "ومن أظلم ممن كتم شهادة" الآية، قال: أولئك أهل الكتاب كتموا الإسلام وهم يعلمون أنه دين الله، واتخذوا اليهودية والنصرانية، وكتموا محمداً وهم يعلمون أنه رسول الله. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد نحوه. وأخرج ابن جرير عن الخسن نحوه. وأخرج ابن جرير عن قتادة والربيع في قوله: "تلك أمة قد خلت" قال: يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط.
141. " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " كرره تأكيداً.
141-" تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " تكرير للمبالغة في التحذير والزجر عما استحكم في الطباع من الافتخار بالآباء والاتكال عليهم . قيل : الخطاب فيما سبق لهم ، وفي هذه الآية لنا تحذيراً عن الاقتداء بهم . وقيل : المراد بالأمة في الأول الأنبياء ، وفي الثاني أسلاف اليهود والنصارى .
141. Those are a people who have passed away; theirs is that which they earned and yours that which ye earn. And ye will not be asked of what they used to do.
141 - That was a people that hath passed away. they shall reap the fruit of what they did, and ye of what ye do! of their merits there is no question in your case: