[مريم : 53] وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا
53 - (ووهبنا له من رحمتنا) نعمتنا (أخاه هارون) بدل أو عطف بيان (نبيا) حال هي المقصودة بالهبة إجابة لسؤاله أن يرسل أخاه معه وكان أسن منه
وقوله: "ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون" يقول : ووهبنا لموسى رحمة منه أخاه هارون "نبيا" يقول: أيدناه بنبوته ، وأعناه بها.
كما حدثني يعقوب، قال : ثنا ابن علية، عن داود، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس، قوله "ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا" قال :كان هارون أكبر من موسى، ولكن أراد وهب له نبوته.
" ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا " وذلك حين سأل فقال: " واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي " [طه: 29].
لما ذكر تعالى إبراهيم الخليل وأثنى عليه, عطف بذكر الكليم, فقال: "واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً" قرأ بعضهم بكسر اللام من الإخلاص في العبادة. قال الثوري عن عبد العزيز بن رفيع , عن أبي لبابة قال: قال الحواريون: يا روح الله أخبرنا عن المخلص لله ؟ قال: الذي يعمل لله لا يحب أن يحمده الناس, وقرأ الاخرون بفتحها بمعنى أنه كان مصطفى, كما قال تعالى: "إني اصطفيتك على الناس" "وكان رسولاً نبياً" جمع الله له بين الوصفين, فإنه كان من المرسلين الكبار أولي العزم الخمسة, وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم وعلى سائر الأنبياء أجمعين.
وقوله: "وناديناه من جانب الطور" أي الجبل "الأيمن" من موسى حين ذهب يبتغي من تلك النار جذوة فرآها تلوح, فقصدها فوجدها في جانب الطور الأيمن منه عند شاطىء الوادي, فكلمه الله تعالى وناداه وقربه فناجاه. روى ابن جرير : حدثنا ابن بشار , حدثنا يحيى هو القطان , حدثنا سفيان عن عطاء بن السائب , عن سعيد بن جبير , عن ابن عباس "وقربناه نجيا" قال: أدني حتى سمع صريف القلم, وهكذا قال مجاهد وأبو العالية وغيرهم: يعنون صريف القلم بكتابة التوارة. وقال السدي : "وقربناه نجياً" قال: أدخل في السماء فكلم, وعن مجاهد نحوه.
وقال عبد الرزاق عن معمر , عن قتادة "وقربناه نجيا" قال: نجا بصدقه. وروى ابن أبي حاتم : حدثنا عبد الجبار بن عاصم , حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن أبي واصل , عن شهر بن حوشب , عن عمرو بن معد يكرب قال: لما قرب الله موسى نجيا بطور سيناء قال: يا موسى إذا خلقت لك قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة تعين على الخير, فلم أخزن عنك من الخير شيئاً, ومن أخزن عنه هذا فلم أفتح له من الخير شيئاً, وقوله: "ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبياً" أي وأجبنا سؤاله وشفاعته في أخيه, فجعلناه نبياً, كما قال في الاية الأخرى "وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءاً يصدقني إني أخاف أن يكذبون" وقال: "قد أوتيت سؤلك يا موسى" وقال: " فأرسل إلى هارون * ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون " ولهذا قال بعض السلف: ما شفع أحد في أحد شفاعة في الدنيا أعظم من شفاعة موسى في هارون أن يكون نبياً, قال الله تعالى: "ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبياً" قال ابن جرير : حدثنا يعقوب , حدثنا ابن علية عن داود عن عكرمة قال: قال ابن عباس قوله: "ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبياً" قال: كان هارون أكبر من موسى, ولكن أراد وهب نبوته له, وقد ذكره ابن أبي حاتم معلقاً عن يعقوب وهو ابن إبراهيم الدورقي به.
53- "ووهبنا له من رحمتنا" أي من نعمتنا، وقيل من أجل رحمتنا، و"هارون" عطف بيان، و"نبياً" حال منه، وذلك حين سأل ربه قال: " اجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي ".
53 - " ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبياً " ، وذلك حين دعا موسى فقال : " واجعل لي وزيرا من أهلي * هارون أخي " ( طه : 29/30 ) ، فأجاب الله دعاءه وأرسل هارون ، ولذلك سماه هبة له .
53 "ووهبنا له من رحمتنا" من أجل رحمتنا أو بعض رحمتنا."أخاه" معاضدة أخيه ومؤازرته إجابة لدعوته " واجعل لي وزيراً من أهلي" فإنه كان أسن من موسى ،وهو مفعول أو بدل على تقدير أن تكون "من" للتبعيض. "هارون" عطف بيان له. "نبيا " حال منه.
53. And We bestowed upon him of Our mercy his brother Aaron, a Prophet (likewise).
53 - And, out of our Mercy, we gave him his brother Aaron, (also) a prophet.