[النحل : 24] وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ
24 - ونزل في النضر بن الحرث (وإذا قيل لهم ماذا) استفهامية موصولة (أنزل ربكم) على محمد (قالوا) هو (أساطير) أكاذيب (الأولين) إضلالا للناس
يقول تعالى ذكره : وإذا قيل لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة من المشركين ، ماذا أنزل ربكم ، أي شيء أنزل ربكم ، قالوا : الذي أنزل ما سطره الأولون من قبلنا من الأباطيل .
وكان ذلك كما :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله "ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين" يقول : أحاديث الأولين وباطلهم ، قال ذلك قوم مشركي العرب كانوا يقعدون بطريق من أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا مربهم أحد من المؤمنين ، يريد نبي الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا لهم : أساطير الأولين ، يريد : أحاديث الأولين وباطلهم .
حدثني المثنى ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله "أساطير الأولين" يقول : أحاديث الأولين .
قوله تعالى: " وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم " يعني وإذا قيل لمن تقدم ذكره ممن لا يؤمن بالآخرة وقلوبهم منكرة بالبعث ( ماذا أنزل ربكم). قيل: القائل النضر بن الحارث، وأن الآية نزلت فيه، وكان خرج إلى الحيرة فاشترى أحاديث ( كليلة ودمنة) فكان يقرأ على قريش ويقول: ما يقرأ محمد على اصحابه إلا أساطير الأولين، أي ليس هو من تنزيل ربنا. وقيل: إن المؤمنين هم القائلون لهم اختباراً فأجابوا بقولهم: ( أساطير الأولين) فأقروا بإنكار شيء هو أساطير الأولين. والأساطير: الأباطيل والترهات. وقد تقدم في الأنعام. والقول في ( ماذا أنزل ربكم) كالقول في " ماذا ينفقون " ( البقرة: 215) وقوله: " أساطير الأولين " خبر ابتداء محذوف، التقدير: الذي أنزله أساطير الأولين.
يقول تعالى: وإذا قيل لهؤلاء المكذبين "ماذا أنزل ربكم قالوا" معرضين عن الجواب " أساطير الأولين " أي لم ينزل شيئاً, إنما هذا الذي يتلى علينا أساطير الأولين, أي مأخوذ من كتب المتقدمين, كما قال تعالى: " وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا " أي يفترون على الرسول ويقولون أقوالاً متضادة مختلفة كلها باطلة, كما قال تعالى: "انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً" وذلك أن كل من خرج عن الحق فمهما قال أخطأ, وكانوا يقولون: ساحر وشاعر وكاهن ومجنون, ثم استقر أمرهم إلى ما اختلقه لهم شيخهم الوحيد المسمى بالوليد بن المغيرة المخزومي لما " فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر * ثم نظر * ثم عبس وبسر * ثم أدبر واستكبر * فقال إن هذا إلا سحر يؤثر " أي ينقل ويحكى, فتفرقوا عن قوله ورأيه قبحهم الله قال تعالى: "ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم" أي إنما قدرنا عليهم أن يقولوا ذلك ليتحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يتبعونهم ويوافقونهم أي يصير عليهم خطيئة ضلالهم في أنفسهم, وخطيئة إغوائهم لغيرهم واقتداء أولئك بهم, كما جاء في الحديث " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من اتبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " وقال تعالى: " وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسألن يوم القيامة عما كانوا يفترون " وهكذا روى العوفي عن ابن عباس في الاية "ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم" أنها كقوله: "وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم" وقال مجاهد: يحملون أثقالهم ذنوبهم وذنوب من أطاعهم, ولا يخفف عمن أطاعهم من العذاب شيئاً.
24- "وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم" أي وإذا قال لهؤلاء الكفار المنكرين المستكبرين قائل ماذا أنزل ربكم؟ أي أي شيء أنزل ربكم؟ أو ماذا الذي أنزل؟ قيل القائل النضر بن الحارث والآية نزلت فيه، فيكون هذا القول منه على طريق التهكم، وقيل القائل هو من يفد عليهم، وقيل القائل المسلمون، فأجاب المشركون المنكرون المستكبرون فـ "قالوا أساطير الأولين" بالرفع: أي ما تدعون أيها المسلمون نزوله أساطير الأولين، أو أن المشركين أرادوا السخرية بالمسلمين فقالوا المنزل عليكم أساطير الأولين. وعلى هذا فلا يرد ما قيل من أن هذا لا يصلح أن يكون جواباً من المشركين، وإلا لكان المعنى الذي أنزله ربنا أساطير الأولين والكفار لا يقرون بالإنزال، ووجه عدم وروده هو ما ذكرناه، وقيل هو كلام مستأنف: أي ليس ما تدعون إنزاله أيها المسلمون منزلاً بل هو أساطير الأولين، وقد جوز على مقتضى علم النحو نصب أساطير وإن لم تقع القراءة به، ولا بد في النصب من التأويل الذي ذكرنا: أي أنزل على دعواكم أساطير الأولين، أو يقولون ذلك من أنفسهم على طريق السخرية. والأساطير: الأباطيل والترهات التي يتحدث الناس بها عن القرون الأولى، وليس من كلام الله في شيء ولا مما أنزله الله أصلاً في زعمهم.
24-"وإذا قيل لهم"،يعني:لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة ،وهم مشركو مكة الذين اقتسموا عقابها، إذا سأل الحاج: "ماذا أنزل ربكم ؟قالوا أساطير الأولين "،أحاديثهم وأباطيلهم .
24."وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم"القائل بعضهم على التهكم أو الوافدون عليهم أو المسلمون ."قالوا أساطير الأولين"أي ما تدعون نزوله ،أو المنزل أساطير الأولين وإنما سموه منزلاً على التهكم أو على الفرض أي على تقدير أنه منزل فهو أساطير الأولين لا تحقيق فيه ، والقائلون قيل هم المقتسمون.
24. And when it is said unto them: What hath your Lord revealed? they say: (Mere) fables of the men of old.
24 - When it is said to them, What is it that your Lord has revealed? they say, tales of the ancients