[الحجر : 73] فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ
73 - (فأخذتهم الصيحة) صيحة جبريل (مشرقين) وقت شروق الشمس
يقول تعالى ذكره : قال لوط لقومه : تزوجوا النساء فأتوهن ، ولا تفعلوا ما قد حرم الله عليكم من إتيان الرجال ، إن كنتم فاعلين ما آمركم به ، ومنتهين إلى أمري .
كما حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : "قال هؤلاء بناتي إن كنتم فاعلين" : أمرهم نبي الله لوط أن يتزجوا النساء ، وأراد أن يقي أضيافه ببناته .
وقوله : "لعمرك" يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وحياتك يا محمد ، إن قومك من قريش "لفي سكرتهم يعمهون" يقول : لفي ضلالتهم وجهلهم يترددون .
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني المثنى ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا سعيد بن زيد ، قال : حدثنا عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس ، قال : ما خلق الله وما ذارأ وما برأ نفساً أكرم على الله من محمد صلى الله عليه وسلم ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره ، قال الله تعالى ذكره "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" .
حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، قال : حدثنا الحسن بن أبي جعفر ، قال : حدثنا عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس ، في قول الله : "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" قال :ما حلف الله تعالى بحياة أحد إلا بحياة محمد صلى الله عليه وسلم ، قال : وحياتك يا محمد وعمرك وبقائك في الدنيا "إنهم لفي سكرتهم يعمهون" .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" وهي كلمة من كلام العرب ، لفي سكرتهم : أي في ضلالتهم يعمهون : أي يلعبون .
حدثنا ابن وكيع ، قال : حدثنا أبي ، عن سفيان ، قال : سألت الأعمش ،عن قوله : "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون" قال : لفي غفلتهم يترددون .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة في سكرتهم قال : في ضلالتهم "يعمهون" قال: يلعبون .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، قال : قال مجاهد : "يعمهون" قال : يترددون .
حدثني المثنى ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله : "لعمرك" يقول : لعيشك "إنهم لفي سكرتهم يعمهون" قال : يتمادون .
حدثني أبو السائب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، قال : كانوا يكرهون أن يقول الرجل : لعمري ، يرونه كقوله : وحياتي .
وقوله : "فأخذتهم الصيحة مشرقين" يقول تعالى ذكره : فأخذتهم صاعقة العذاب ، وهي الصيحة مشرقين : يقول : إذا أشرقوا ، ومعناه : إذا أشرقت الشمس ، ونصب مشرقين ومصبحين على الحال بمعنى : إذا أصبحوا ، وإذ أشرقوا ، يقال منه : صيح بهم : إذا أهلكوا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج : "فأخذتهم الصيحة مشرقين" ، قال : حين أشرقت الشمس ، ذلك مشرقين .
قوله تعالى: " فأخذتهم الصيحة مشرقين " نصب على الحال، أي وقت شروق الشمس. يقال: أشرقت الشمس أي أضاءت، وشرقت إذا طلعت. وقيل: هما لغتان بمعنىً. وأشرق القوم أي دخلو في وقت شروق الشمس. مثل أصبحوا وأمسوا، وهو المراد في الآية. وقيل: أراد شروق الفجر. وقيل: أول العذاب كان عند الصبح وامتد إلى شروق الشمس، فكان تمام الهلاك عند ذلك. والله أعلم. و ( الصيحة) العذاب.
يقول تعالى: "فأخذتهم الصيحة" وهي ما جاءهم به من الصوت القاصف عند شروق الشمس وهو طلوعها, وذلك مع رفع بلادهم إلى عنان السماء, ثم قلبها وجعل عاليها سافلها, وإرسال حجارة السجيل عليهم وقد تقدم الكلام على السجيل في هود بما فيه كفاية. وقوله: " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " أي إن آثار هذه النقم الظاهرة على تلك البلاد لمن تأمل ذلك وتوسمه بعين بصره وبصيرته, كما قال مجاهد في قوله: "للمتوسمين" قال: المتفرسين. وعن ابن عباس والضحاك: للناظرين. وقال قتادة: للمعتبرين. وقال مالك عن بعض أهل المدينة "للمتوسمين" للمتأملين. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن عرفة, حدثنا محمد بن كثير العبدي عن عمرو بن قيس, عن عطية عن أبي سعيد مرفوعاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن, فإنه ينظر بنور الله" ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " رواه الترمذي: وابن جرير من حديث عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد, وقال الترمذي. لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وقال ابن جرير أيضاً: حدثني أحمد بن محمد الطوسي, حدثنا الحسن بن محمد, حدثنا الفرات بن السائب, حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا فراسة المؤمن, فإن المؤمن ينظر بنور الله" وقال ابن جرير: حدثني أبو شرحبيل الحمصي, حدثنا سليمان بن سلمة, حدثنا المؤمل بن سعيد بن يوسف الرحبي, حدثنا أبو المعلى أسد بن وداعة الطائي, حدثنا وهب بن منبه عن طاوس بن كيسان عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احذروا فراسة المؤمن, فإنه ينظر بنور الله وبتوفيق الله". وقال أيضاً: حدثنا عبد الأعلى بن واصل, حدثنا سعيد بن محمد الجرمي, حدثنا عبد الواحد بن واصل, حدثنا أبو بشر المزلق عن ثابت عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم", ورواه الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا سهل بن بحر, حدثنا سعيد بن محمد الجرمي, حدثنا أبو بشر يقال له ابن المزلق قال: وكان ثقة, عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله عباداً يعرفون الناس بالتوسم" وقوله: "وإنها لبسبيل مقيم" أي وإن قرية سدوم التي أصابها ما أصابها من القلب الصوري والمعنوي والقذف بالحجارة, حتى صارت بحيرة منتنة خبيثة بطريق مهيع مسالكه مستمرة إلى اليوم, كقوله: " وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون * وإن يونس لمن المرسلين " وقال مجاهد والضحاك "وإنها لبسبيل مقيم" قال: معلم. وقال قتادة: بطريق واضح. وقال قتادة أيضاً: بصقع من الأرض واحد, وقال السدي: بكتاب مبين, يعني كقوله: "وكل شيء أحصيناه في إمام مبين" ولكن ليس المعنى على ما قال ههنا, والله أعلم. وقوله: " إن في ذلك لآية للمؤمنين " اي إن الذي صنعنا بقوم لوط من الهلاك والدمار وإنجائنا لوطاً وأهله لدلالة واضحة جلية للمؤمنين بالله ورسله.
73- " فأخذتهم الصيحة " العظيمة أو صيحة جبريل حال كونهم "مشرقين" أي داخلين في وقت الشروق، يقال أشرقت الشمس: أي أضاءت وشرقت إذا شلعت وقيل هما لغتان بمعنى واحد وأشرق القوم إذا دخلوا في وقت شروق الشمس، وقيل أراد شروق الفجر، وقيل أول العذاب كان عند شروق الفجر وامتد إلى طلوع الشمس. والصيحة: العذاب.
73-" فأخذتهم الصيحة مشرقين "، أي: حين أضاءت الشمس، فكان ابتداء العذاب حين أصبحوا، وتمامه حين أشرقوا.
73."فأخذتهم الصيحة"يعني صيحة هائلة مهلكة .وقيل صيحة جبريل عليه السلام ."مشرقين"داخلين في وقت شروق الشمس.
73. Then the (Awful) Cry overtook them at the sunrise.
73 - But the (mighty) blast overtook them before morning,