[الحجر : 53] قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ
53 - (قالوا لا توجل) لا تخف (إنا) رسل ربك (نبشرك بغلام عليم) ذي علم كثير هو إسحق كما ذكرنا في سورة هود
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وأخبر عبادي يا محمد عن ضيف إبراهيم ، يعني الملائكة الذين دخلوا على إبراهيم خليل الرحمن حين أرسلهم ربهم إلى قوم لوط ليهلكوهم "فقالوا سلاما" يقول : فقال الضيف لإبراهيم : سلاماً "قال : إنا منكم وجلون" يقول : قال إبراهيم : إنا خائفون . وقد بينا وجه النصب في قوله "سلاما" ، وسبب وجل إبراهيم من ضيفه ، واختلاف المختلفين ودللنا على الصحيح من القول فيه فيما مضى قبل بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . وأما قوله "قالوا سلاما" ، وهو يعني به الضيف ، فجمع الخبر عنهم ، وهم في لفظ واحد ، فإن الضيف اسم للواحد والاثنين والجمع مثل الوزن والقطر والعدل ، فلذلك جمع خبره ، وهو لفظ واحد . وقوله "قالوا لا توجل" ، يقول :قال الضيف لإبراهيم : "لا توجل" ، لا تخف "إنا نبشرك بغلام عليم" .
" قالوا لا توجل " أي قالت الملائكة لا تخف. " إنا نبشرك بغلام عليم " أي حليم، قاله مقاتل. وقال الجمهور: عالم. وهو إسحاق.
يقول تعالى: وأخبرهم يا محمد عن قصة "ضيف إبراهيم" والضيف يطلق على الواحد والجمع كالزور والسفر, وكيف "دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال إنا منكم وجلون" أي خائفون, وقد ذكر سبب خوفه منهم لما رأى أيديهم لا تصل إلى ما قربه إليهم من الضيافة, وهو العجل السمين الحنيذ "قالوا لا توجل" أي لا تخف "وبشروه بغلام عليم" أي إسحاق عليه السلام كما تقدم في سورة هود ثم "قال" متعجباً من كبره وكبر زوجته ومتحققاً للوعد "أبشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون" فأجابوه مؤكدين لما بشروه به تحقيقاً وبشارة بعد بشارة "قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين" وقرأ بعضهم القنطين فأجابهم بأنه ليس يقنط, ولكن يرجو من الله الولد, وإن كان قد كبر وأسنت امرأته فإنه يعلم من قدرة الله ورحمته ما هو أبلغ من ذلك.
53- "قالوا لا توجل" أي قالت الملائكة لا تخف، وقرئ لا تاجل ولا توجل من أوجله: أي أخافه، وجملة "إنا نبشرك بغلام عليم" مستأنفة لتعليل النهي عن الوجل، والعليم: كثير العلم، وقيل هو الحليم كما وقع في موضع آخر من القرآن، وهذا الغلام: هو إسحاق كما تقدم في هود، ولم يسمه هنا ولا ذكر التبشير بيعقوب اكتفاء بما سلف.
53-"قالوا لا توجل" لا تخف، "إنا نبشرك بغلام عليم"، أي: غلام في صغره، عليم في كبره، يعني: إسحاق، فتعجب إبراهيم عليه السلام من كبره وكبر امرأته.
53."قالوا لا توجل"وقرئ لا تأجل و لا توجل من أوجله ولا تواجل من واجله بمعنى أوجله ."إنا نبشرك "استئناف في معنى التعليل للنهي عن الوجل ، فإن المبشر لا يخاف منه.وقرأ حمزةنبشرك بفتح النون والتخفيف من البشر ."بغلام" هو إسحاق عليه السلام لقوله."وبشرناه بإسحاق""عليم"إذا بلغ.
53. They said: Be not afraid! Lo! we bring thee good tidings of a boy possessing wisdom.
53 - They said: fear not we give thee glad tidings of a son endowed with wisdom.